المخاوف من دبلوماسية ترامب الانتقامية تخيّم على «كوب 30» في البرازيل

كينزا برايان - ألكسندرا وايت

قال مندوبون، إن المخاوف من «دبلوماسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتقامية» تخيم على الاستعدادات لمؤتمر الأطراف «كوب 30» الذي يبدأ في البرازيل الأسبوع المقبل.

وأفاد مقربون من البيت الأبيض لصحيفة فاينانشال تايمز أن ترامب، الذي انسحب من اتفاقية باريس في أول يوم له في منصبه، لم يخطط لإرسال أي مسؤولين كبار إلى المحادثات المتعلقة بـ«أهداف مناخية غامضة». لكن لا يزال بإمكان ممثلي الولايات المتحدة المشاركة في المناقشات في بيليم، عند مدخل غابات الأمازون المطيرة.

وقال أحد المبعوثين إلى مؤتمر المناخ إن تلويح الولايات المتحدة بـ«دبلوماسية انتقامية» في مناقشات السياسة الدولية الأخيرة أثار مخاوف بشأن الضغط على دول أخرى للانسحاب من اتفاقية باريس في المناسبة الرمزية لذكراها العاشرة.

وقد يؤدي هذا إلى انهيار المحادثات من خلال منع إحراز تقدم ملموس في القضية الجوهرية المتمثلة في تمويل المناخ للدول الفقيرة. وقال المبعوث: «هناك حالة من التوتر الشديد، ما يدفع الناس إلى تصور الأسوأ..

. أولئك الذين لا يدعمون اتفاق باريس يمكنهم حقاً، من خلال أساليب خفية على وسائل التواصل الاجتماعي، إرباك الرسائل، وإحباط بوادر الأمل أو التقدم الناجحة الصادرة عن مؤتمر الأطراف».

وقال جاكوب ويركسمان، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في مؤتمر الأطراف، الثلاثاء إن الأمر يتطلب «مؤتمر أطراف ذا عزم قوي في هذه اللحظة الجيوسياسية تحديداً» للالتزام بأهداف قمة المناخ.

وأشار إلى «الخطاب المضاد القوي القادم من جزء معين من العالم، والذي يوحي بأن تغير المناخ مجرد خدعة، وأن التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري ليس طريقاً، كما نعتقد، نحو الابتكار وتحسين الرخاء».

وصرح مسؤول حكومي برازيلي بأنه من المتوقع قدوم أقل من 60 رئيس دولة إلى البرازيل لحضور اجتماع تمهيدي لقادة الدول خلال اليومين المقبلين، قبل بدء المؤتمر الرسمي الأسبوع المقبل.

ومن المتوقع حضور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمير ويليام، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس. وسترسل الصين نائب رئيس الوزراء دينغ شيويه شيانغ.

وتعد الولايات المتحدة مسؤولة عن عُشر الانبعاثات العالمية السنوية، وقد لعبت في بعض الأحيان دوراً مهماً في دفع محادثات المناخ قدماً من خلال المساعدة في إبرام صفقات مع الصين بشأن خفض انبعاثات الميثان واستبدال الوقود الأحفوري بالطاقة المتجددة.

لكن في تناقض صارخ، أفسد فريق ترامب اتفاقاً تاريخياً بشأن المناخ للشحن الشهر الماضي، واتُهم مسؤولو الإدارة بـ«أساليب غوغائية» لتوجيههم تهديدات شخصية للمفاوضين، إضافة إلى عرقلة فكرة فرض ضريبة على الكربون.

كما عرقل فريق ترامب اتفاقاً تاريخياً بشأن المناخ للشحن البحري. ودعا بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، الأمم المتحدة مؤخراً إلى «تحول استراتيجي رئيسي» من «رؤية يوم القيامة».

لأهداف المناخ نحو تمويل اللقاحات وتخفيف حدة الفقر، ادّعى ترامب صحة كلامه على منصة «تروث سوشيال». «لقد فزنا (لقد فزنا!) للتو في الحرب على خدعة تغير المناخ».

وفي هذا السياق، أعربت الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف عن اعتقادها بأن القمة لا تزال قادرة على إبراز التزام بعض الدول المتقدمة المستمر بدبلوماسية المناخ العالمية وبتمويل وعود التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري التي قُطعت في مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة.

صرح توليو أندرادي، كبير مسؤولي الاستراتيجية والتنسيق في رئاسة مؤتمر «كوب 30»، بأنه على الرغم من «السياق السياسي الصعب للغاية»، هناك «مشاركة وتفاعل رفيع المستوى للغاية من كل من الصين والهند» في الاجتماعات التحضيرية.

وأضاف أن تصرفات الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة قد تدفع المفاوضين إلى تكثيف جهودهم، مشدداً على أن «أحد الدروس الرئيسية من المنظمة البحرية الدولية (محادثات الشحن المنهارة) هو أننا سنحتاج إلى إشراك جميع الأطراف بطريقة تُظهر حقاً جاذبية المشاركة المناخية».