الشركات الكبرى تنضم إلى سباق السيارات ذاتية القيادة

كانا إيناغاكي - ألكسندرا وايت

تتسابق شركات صناعة السيارات العملاقة، من جنرال موتورز وستيلانتس إلى فولكس فاجن، لتطوير مركبات ذاتية القيادة، سعياً منها لمنافسة تيسلا وغيرها من المنافسين الجدد على ساحة جديدة لنمو منتظر.

وبعد تأجيل خطط تطوير سيارات الأجرة الآلية العام الماضي، أعلنت جنرال موتورز مؤخراً أنها ستطرح نظام قيادة شبه ذاتي «بدون استخدام اليدين» في سياراتها بدءاً من عام 2028. وبموازاة ذلك، يتعاون منافسون مثل فولكس فاجن وستيلانتس مع أوبر لتوسيع أسطولها من المركبات ذاتية القيادة.

ولطالما كافحت شركات صناعة السيارات العريقة لمواكبة وتيرة التقدم في تكنولوجيا القيادة الذاتية التي تُحرزها شركات مثل وايمو وبايدو في الولايات المتحدة والصين.

ولكن لسد هذه الفجوة، دخلت بعض الشركات في شراكة مع شركة أوبر لخدمات حجز السيارات، بينما استقطبت شركات أخرى المواهب من آبل ومنافسيها في مجال التكنولوجيا سعيًا وراء مصادر دخل جديدة.

وقال تو لي، مؤسس شركة الاستشارات «سينو أوتو إنسايتس»، عن مبادرة جنرال موتورز المُعاد إحياؤها: «هل ستمتلك الإدارة الجرأة لمحاولة موازنة توقعات وول ستريت مع اتخاذ خطوات ثورية وتغييرات جذرية في ثقافة الشركة وسرعتها؟» وأضاف: «هذا هو السؤال الأهم».

لا يتصور أي من الأنظمة قيد التطوير أتمتة كاملة بدون سائق في جميع المواقع. لكن الهدف النهائي هو أن تقود السيارة نفسها تلقائياً دون تدخل بشري في مناطق محددة.

ويقود أعمال جنرال موتورز رئيس قسم المنتجات الجديد ورائد تكنولوجيا القيادة الذاتية، ستيرلينغ أندرسون، الذي انضم إلى جنرال موتورز في يونيو بعد مشاركته في تأسيس شركة «أورورا» الناشئة للسيارات ذاتية القيادة. وقبل ذلك، قاد جهود «تسلا» في مجال القيادة الذاتية.

وقال أندرسون: «ستجعل القيادة الذاتية طرقنا أكثر أماناً. وستكون حجر الزاوية في محفظة جنرال موتورز الحديثة مستقبلاً».

ويخطط أندرسون لإطلاق النظام شبه المستقل الجديد في سيارة كاديلاك إسكاليد IQ، وهي سيارة رياضية كهربائية متعددة الاستخدامات، والتي ستسمح للسائقين بإبعاد أعينهم وأيديهم عن الطريق أثناء القيادة على بعض الطرق السريعة.

لكن المحللين يقولون إن التحول نحو تكنولوجيا القيادة الذاتية سيشكل معضلة صعبة لشركات صناعة السيارات التقليدية. وتتميز هوامش الربح في سوق خدمات النقل التشاركي بضآلة ملحوظة.

وسيتطلب توسيع نطاق خدمة سيارات الأجرة الآلية استثمارات رأسمالية ضخمة في وقت تعاني فيه صناعة السيارات بالفعل من ارتفاع تكاليف تطوير السيارات الكهربائية وخسارة الأرباح في الصين.

وقال مايك تيندال، المحلل في بنك «إتش إس بي سي: «تحتاج شركات صناعة السيارات إلى تحقيق الربح والسيولة النقدية، بينما تحتاج شركات التكنولوجيا العملاقة إلى تحقيق النمو.

والسوق لا يفرض عليهم نفس الأجندة، مما يمنح شركات التكنولوجيا العملاقة ميزة أكبر بكثير للسعي وراء أشياء مثل سيارات الأجرة الآلية».

ولتوفير التكاليف وتسريع وتيرة التوسع، اختارت شركات منافسة مثل فولكس فاجن وستيلانتس الشراكة مع أوبر لتوسيع أسطولها من المركبات ذاتية القيادة.

وصرحت ستيلانتيس الأسبوع الماضي أنها ستطور سيارات أجرة آلية بالتعاون مع أوبر، وإنفيديا، وفوكسكون التايوانية، بهدف إنتاجها بدءًا من عام 2028. وتخطط أوبر، بدءاً من الولايات المتحدة، لنشر حوالي 5000 سيارة ذاتية القيادة من ستيلانتيس، مزودة بقدرات القيادة الذاتية في مناطق محدودة محددة مسبقاً.

كما تتعاون المجموعة التي تقف وراء علامات جيب وبيجو وفيات مع شركة سيارات الأجرة الآلية الصينية بوني.إيه آي لتطوير سيارات ذاتية القيادة في أوروبا. وقال أنطونيو فيلوسا، الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتيس، للمحللين:

«أنا مقتنع بأننا نستطيع تقديم قيمة كبيرة في سوق ومجال سيارات الأجرة الآلية الناشئة». وكانت فولكس فاجن أعلنت في أبريل أنها تخطط لإطلاق سيارات «آي دي باز» ذاتية القيادة تجارياً على منصة أوبر، بدءاً من لوس أنجلوس العام المقبل.

وجاء انضمام فولكس فاجن بعد إغلاق شركة «آرجو إيه آي»، وهي مجموعة سيارات ذاتية القيادة مدعومة من المجموعة الألمانية وفورد، فجأة في أواخر عام 2022. وأقرّ المسؤولون التنفيذيون آنذاك بأن إنشاء تقنية ذاتية القيادة بالكامل ومربحة وقابلة للتطوير سيكلف مليارات الدولارات ويستغرق وقتاً طويلاً.

وبعد استثمار أكثر من 10 مليارات دولار على مدى العقد الماضي، أنهت ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، أيضاً جهود بناء وإدارة أسطول من سيارات الأجرة الآلية بعد حادث كارثي في عام 2023 أدى إلى توقف العمليات في «كروز»، قسم السيارات ذاتية القيادة السابق التابع لها.

وبينما علّقت شركتا تسلا ووايمو، شركة السيارات ذاتية القيادة المملوكة لشركة «ألفابت»، مستقبلهما على توسيع خدمة سيارات الأجرة الآلية، اتجهت جنرال موتورز نحو تطوير سيارات ذاتية القيادة للاستخدام الشخصي من خلال برنامج مساعدة السائق «سوبر كروز» لقيادة بدون تدخل. وصرحت ماري بارا في إحاطة إعلامية حديثة حول الأرباح:

«نتمتع بهامش ربح يقارب 70% في أعمال سوبر كروز»، مضيفة أن عدد عملاء سوبر كروز قد تضاعف تقريباً على أساس سنوي ليصل إلى أكثر من 500 ألف عميل.

وقالت «عندما تنظر إلى امتلاك أسطول وجميع الجوانب الأخرى التي تدخل في إدارة أسطول سيارات الأجرة الآلية، فإن هذا ليس عملنا الأساسي اليوم».