ففي الشهر الماضي وحده، تم الاستحواذ على شركة إلكترونيك آرتس مقابل 55 مليار دولار في أكبر عملية استحواذ بالديون على الإطلاق، واستحوذت شركة بيركشاير هاثاواي، المملوكة لوارين بافيت، على شركة أوكسي كيم مقابل 10 مليارات دولار، واندمجت شركة أمريكان ووتر ووركس مع إسينشال يوتيليتيز في صفقة بقيمة 63 مليار دولار.
ويقول ليون كالفاريا، الرئيس العالمي للخدمات المصرفية في سيتي جروب: «ربما يكون هذا أحد أكثر الأوقات ازدحاماً التي شهدتها في مسيرتي المهنية الطويلة.
أسواق الأسهم في أعلى مستوياتها على الإطلاق، وثقة مجالس الإدارة قوية، والشركات تُقيّم مجموعة واسعة من المعاملات».
كما خففت واشنطن من تدقيق مكافحة الاحتكار، وسرّعت الموافقات على الاستثمارات الأجنبية، والأهم من ذلك، توقفت عن التلاعب بالشركات الكبرى.
وبذلك، أصبحت الصفقات في القطاعات شديدة التنظيم والتي كانت تُعتبر صعبة للغاية في الماضي ممكنة الآن.
ومن الواضح أن المسؤولين التنفيذيين توقفوا عن انتظار الوضوح بشأن كل هذا. وبدلاً من ذلك، فإنهم يسترشدون بالأرباح القوية وسوق الأسهم الصاعدة.
ووفقاً لمورغان ستانلي، قفزت أحجام عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية بنسبة 43 % على أساس سنوي خلال الربع الثالث، وهو أقوى انتعاش منذ أكثر من عقد.
ويتوقع البنك ارتفاعاً بنسبة 32 % إجمالاً في عام 2025، مدعوماً بـ«تيسير ثلاثي نادر الحدوث» في السياسات النقدية والمالية والتنظيمية. ويصف البنك هذا بأنه بداية «انتعاش متعدد السنوات»، ويقول إن على المستثمرين النظر في إمكانية حدوث «طفرة» أكبر.
لذلك نشهد الكثير من الحركة - مبيعات الأصول، الاستثمارات الجديدة، وسوق اكتتاب عام أولي أكثر قوة. وغالباً ما تكون الأسهم الخاصة بمثابة مقدمة لنشاط أوسع».
كما أن التساهل التنظيمي الأمريكي بعد نهج متشدد في السنوات الأخيرة يغذي بقوة الاندفاع. بشكل عام، تتجه الصفقات العالمية التي تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار نحو تحقيق أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا العام، على الرغم من أن إجمالي عدد الصفقات لا يزال عند أدنى مستوياته خلال الجائحة.
ويبدو أن التفاؤل يتغلب على كل شيء، حتى مع وجود تساؤلات حول المدة التي قد تبقى فيها هذه الفرصة متاحة. ويقول دوغ بيتنو، رئيس الخدمات المصرفية التجارية في جي بي مورغان تشيس: «نشعر بوجود الكثير من الحماس في الوقت الحالي.
لذلك، عادت عمليات الدمج والاستحواذ الكبيرة. ربما يكون هذا أحد أكبر الأشهر القليلة الماضية التي شهدناها منذ فترة طويلة جدًا».
«هناك ضرورة استراتيجية لأن تكون عالمياً وكبيراً ومتنوعاً ومتكاملاً لعملياتك - وهناك أيضاً شعور بأن لديك نافذة زمنية محدودة لإتمام عمليات الدمج والاستحواذ الكبيرة قبل أن يتغير الموقف التنظيمي».
لذلك، قررت الشركات الكبرى أن التردد هو الخطر الأكبر الآن.
