(لكن فعلياً تأتي غرينلاند، وهي إقليم نائي يتمتع بالحكم الذاتي في الدنمارك، في المركز الثامن).
وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يأمل في فرض تعريفات جمركية على الصين لإخضاعها، عليه أن يأخذ في الاعتبار أهميتها في سلاسل التوريد.
ولننظر إلى حرصه على اليابان وأستراليا الغنية بالموارد - ولكن ليس تجاه أوروبا، حيث المعادن النادرة أكثر من نادرة.
وكان لدى الصين 4.5 % ، والولايات المتحدة أكثر قليلاً، وروسيا 20 % والشرق الأوسط 40 %. لذلك، ليست مصادفة أن أوروبا لديها تكاليف طاقة عالية، ولهذا على وجه الخصوص يمكن أن تحبط بريطانيا طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
ولهذا أيضاً تمكنت روسيا من الصمود في وجه العقوبات الغربية منذ أن اندلعت الحرب مع أوكرانيا. وهكذا، تتوقف أحداث العالم على مواقع بقايا العوالق المتحجرة التي تعود لملايين السنين.
وتمثل سنغافورة ودبي بالفعل نموذجين لكيفية الازدهار دون موارد طبيعية.
وكما تطور الرسم الحديث نحو «التسطيح المتزايد»، حسبما أشار الناقد كليمنت غرينبرغ والمتحمس لجاكسون بولوك، كذلك تطور العالم، في حالة محاكاة من الحياة للفن.
وفي عقدٍ أعاد «الجغرافيا» إلى الجيوسياسة، تبرز أوروبا كمكانٍ مُهمَل بطبيعته، ليس فقط مقارنة بالقوى العظمى، بل مقارنة بدولٍ مثل كندا.
فإلى جانب ندرة موارد القارة، في هي تقع على مقربة من بؤر توتر مثل منطقة الساحل والشرق الأوسط. ولا ننسى السهل الأوروبي نفسه.
وبينما هناك جمهورُ ممَن ينكرون الجغرافيا، في الغالب من المحافظين، على الأقل في بريطانيا، لم يكن هناك قط تعبير عن الإيمان بعالمٍ مسطحٍ أكبر من مغادرة تكتلك الإقليمي للانطلاق نحو «العالمية»، على أساس حدسٍ بأن التكنولوجيا قد ألغت المسافات.
وحتى النرويج، الغنية بالنفط، لديها حدود برية روسية لا بد من أخذها في الحسبان.
ومع عقد ترامب اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، تبدو أوروبا كطفل ينظر إلى والديه يتشاجران فوق رأسه.
لذلك، تستحق الأجيال المتعاقبة من القادة الأوروبيين كل الانتقادات في العالم لسماحهم للقارة بأن تصبح تابعة خجولة كما هي اليوم.
ولا بد من الإقرار بأن الإهمال العسكري، وتفضيل «السوق الاجتماعية» على النمو بأي ثمن: كانت أخطاء مصيرية، ارتُكبت بغطرسة.
ويمكن قول شيء واحد فقط لتخفيف وطأة هذه الأزمة: إن الحقائق الجغرافية، كانت ولا تزال، ضد أوروبا، وأنه كان لا بد لتوزيع الموارد حول العالم أن يظهر نتائجه مع مرور الوقت، لكن كان من الممكن أن تُخفف القرارات الأفضل من حدة المشكلة (كان ينبغي على بريطانيا وألمانيا أن تحذوا حذو فرنسا في تبني الطاقة النووية، على سبيل المثال).
في النهاية، فإن الوضع قاتم.
