وقد يكون هذا السعر حاسماً في تحديد ما إذا كانت النظارات الذكية ستتجاوز أخيراً الضجيج الإعلامي وتنتقل إلى الاستخدام العملي.
وعلى سبيل المثال، لم تحظَ نظارات جوجل بشعبية كبيرة لأنها كانت تُسبب قلقاً للمارة.
وأسهمت فكرة أن شخصاً قريباً منا قد يُسجل لنا ما نفعله دون علمنا في رفض الجمهور لأجهزة الواقع المعزز المبكرة. ولا تزال هذه العقبة التي لا يستطيع مُصنّعو النظارات الذكية تجاوزها.
لكن الشركات التي تستثمر بكثافة في منتجات مثل علي بابا، وشاومي، وهواوي، وتينسنت، وبايدو، تسعى الآن إلى التغلب على مقاومة المستهلكين من خلال التركيز على فائدتها. وقد انصبّ التركيز الرئيسي في التطورات الأخيرة على الترجمة الفورية، والمساعدة الصوتية، وإشارات الملاحة، ومقاييس الرياضة.
وتتضمن قوانين الأمن السيبراني وأمن البيانات في بكين إشرافاً حكومياً على تدفقات المعلومات المحلية، مما قد يُصعّب على الأجهزة الصينية القابلة للارتداء العمل بحرية في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وحتى بدون كاميرات، فإن أي جهاز ينقل بيانات الصوت أو الموقع يُخاطر بإثارة ناقوس الخطر التنظيمي.
فإذا تلاشى خطر التصوير المستمر وانخفضت الأسعار أكثر، فسيكون المزيد من المستهلكين على استعداد لقبول تنازلات محدودة مقابل الراحة.
وإذا جُرِّدت النظارات الذكية من وظائف التسجيل النشط، فقد تتجاوز كونها مجرد أدوات تطفلية، لتصبح أدوات عملية للجميع، من السائقين وراكبي الدراجات إلى السياح والمترجمين وعمال المستودعات.
ويمكن للسائقين وراكبي الدراجات رؤية الاتجاهات خطوة بخطوة وبيانات السرعة دون الحاجة للنظر إلى الهاتف.
كما سيتمكن السياح من قراءة لافتات الشوارع أو قوائم الطعام بترجمات فورية. يمكن للمترجمين الاعتماد على الترجمة الفورية أثناء المحادثات، بينما يمكن لعمال المستودعات التحقق من بيانات المخزون والتعليمات، مما يُبقي أيديهم خالية للعمل.
وإلى جانب الاستخدام العام للمستهلكين، تُستخدم النظارات الذكية أيضًا في مجال الرعاية الصحية.
ويتم اختبارها كأجهزة مساعدة على السمع، جذابة للأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع جزئي والذين يترددون في استخدام الأجهزة التقليدية.
وفي المستشفيات، يمكن للجراحين استخدام النظارات الذكية لعرض بيانات المرضى في الوقت الفعلي، أو فحوصات التصوير، أو العلامات الحيوية.
ومع ذلك، لا تزال أسعار نظارات ميتا الذكية تُصنّف ضمن الفئة الفاخرة في السوق، حيث تبدأ أحدث طرازاتها، المُطوّرة بالشراكة مع راي بان، من حوالي 800 دولار. وهذا يتيح للمنافسين التركيز على السعر والتطبيق العملية.
وعلى مدار العقد الماضي، انتقلت العلامات التجارية الصينية من حصة سوقية شبه معدومة إلى شركات رائدة عالمياً.
واستحوذت هواوي وحدها على نسبة قياسية بلغت 21 % من الشحنات العالمية في الربع الثاني من هذا العام، متجاوزة آبل، وفقاً لـ«آي دي سي». كما أصبحت الصين أكبر سوق عالمي للأجهزة التي تُلبس على المعصم العام الماضي.
وقد تحقق ذلك من خلال التركيز على ميزات مثل تتبع معدلات اللياقة البدنية، ومراقبة ضربات القلب، والإشعارات، بدلاً من العلامات التجارية البراقة.
وحتى آبل اتبعت نهجاً مماثلاً، حيث أعادت تحديد موقع ساعتها من مجرد قطعة إكسسوارات إلى رفيق للصحة واللياقة. وقد تتبع النظارات الذكية المسار نفسه.
