معركة صعبة لشركات الأدوية الكبرى أمام هاوية انتهاء براءات الاختراع

أصبح إبرام الصفقات بالنسبة لشركات الأدوية مسألة أقل ارتباطاً بالاستراتيجيات طويلة الأجل، وأكثر ارتباطاً بالحلول العاجلة والفورية.

مع اقتراب وصول هذه الشركات من هاوية انتهاء حقوق براءات الاختراع، تجد هذه الشركات المتضررة نفسها في مواجهة ركود في مبيعات المنتجات العضوية وحاجة متزايدة لشراء شركات التكنولوجيا الحيوية الناضجة الأغلى ثمناً.

تعاني شركة نوفارتس، التي أعلنت عن أرباحها الثلاثاء، من هذه الأعراض مجتمعة.

فقد استقرت مبيعات المجموعة السويسرية من دواء القلب «إنتريستو» - وهو دواء انتهت براءته أخيراً - بعد أن نمت بنسبة 26% على أساس سنوي في الربع السابق. وقد انخفضت أسهم نوفارتس بأكثر من 4% الثلاثاء في ظل قلق المستثمرين بشأن تأثير منافسة الأدوية الجنيسة.

لا عجب إذن أن تجد المجموعة نفسها مضطرة إلى السعي لتحقيق النمو في مجالات أخرى.

ولذلك، وافقت نوفارتس على أكبر عملية استحواذ لها منذ أكثر من عقد يوم الأحد، من أجل شراء شركة التكنولوجيا الحيوية للأمراض النادرة أفيديتي بيوساينسز مقابل 12 مليار دولار.

ويتوقع أن يؤدي ذلك إلى نمو إيرادات نوفارتس إلى 6% سنوياً بين عامي 2024 و2029، مقارنة مع توقعات سابقة بحدود 5%.

وسبق ذلك عملية شراء مكتملة لشركة التكنولوجيا الحيوية لأمراض القلب والأوعية الدموية «تورمالين بيو» مقابل 1.4 مليار دولار، علاوة على الاستحواذ على «أنثوس ثيرابيوتكس»، وهي شركة أخرى تعمل على تطوير أدوية لأمراض القلب، مقابل ما يصل إلى 3.1 مليارات دولار، وصفقة تصل قيمتها إلى 1.7 مليار دولار لشراء شركة ريجولوس ثيرابيوتكس، وهي شركة تكنولوجيا حيوية لأمراض الكلى. كما دخلت نوفارتس في تعاون بقيمة تصل إلى 5.2 مليارات دولار مع شركة أرغو بيوفارما الصينية.

وليست نوفارتس وحدها التي تقف في مواجهة هذه الأزمة. ففي جميع أنحاء الصناعة، ستفقد الأدوية التي تبلغ مبيعاتها الحالية 61 مليار دولار الحقوق الحصرية سنوياً حتى عام 2030، وذلك وفقاً لما لحسابات بيرنشتاين، وهو ضعف المستوى التاريخي.

وبالنسبة للشركات التي تقف على حافة هذه الهاوية، فإن الخيارات محدودة. ويستغرق النمو العضوي الناتج عن التطوير الداخلي وقتاً طويلاً للغاية لتعويض الخسائر الفورية الناجمة عن انتهاء صلاحية براءة الاختراع.

وينطبق الأمر نفسه على الصفقات الأصغر حجماً في المراحل المبكرة التي أبرمتها شركات الأدوية الكبرى على مدار السنوات القليلة الماضية.

ففي عام 2024، استهدفت ما يقرب من ثلاثة أرباع عمليات الاستحواذ في مجال التكنولوجيا الحيوية شركات في المرحلة الثانية أو ما قبلها، وفقاً لأبحاث بيرنشتاين. وكانت هذه في الغالب رهانات استراتيجية طويلة الأجل.

ويترك هذا الشركات التي تواجه انتهاء صلاحية براءات الاختراع وتسعى إلى إضافات التكنولوجيا الحيوية الناضجة، إما مع مجموعة منتجات في مرحلة متأخرة أو معتمدة بالفعل.

ونوفارتس ليست المثال الوحيد، ففي يوليو، وافقت شركة ميرك - التي سيفقد دواؤها الرائد كيترودا الحقوق الحصرية في الولايات المتحدة في عام 2028 - على شراء شركة فيرونا لصناعة أدوية الجهاز التنفسي مقابل 10 مليارات دولار. وبالطبع، يمكن للسوق أن يشهد موجة اندماج واستحواذ قادمة قريباً.

وقد ارتفع مؤشر ناسداك للتكنولوجيا الحيوية، الذي يضم 225 شركة مدرجة في بورصة التكنولوجيا الحيوية، بأكثر من الخمس هذا العام، ويتداول الآن عند ثلاثة أضعاف مضاعف السعر إلى الأرباح الذي حققه في أكتوبر 2022.

وبالنسبة لشركات التكنولوجيا الحيوية التي تتمتع بأصول وبيانات جيدة، فإن قاعدة المشترين على وشك أن تتسع بشكل كبير. وبالنسبة لشركات الأدوية المتعطشة للصفقات، فإن تجاوز هاوية انتهاء براءات الاختراع سيصبح أكثر تكلفة.