لكن منذ أيام، قدم وزير الخزانة سكوت بيسنت تفسيراً لهذا الاختصار بلمسة جديدة. ففي منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن فيه عن خط مبادلة بقيمة 20 مليار دولار للأرجنتين، أكد أن هذه المساعدة ستمكن الرئيس خافيير ميلي من «جعل الأرجنتين عظيمة مجدداً».
فمع مواجهة الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي لانتخابات منتصف المدة الحاسمة، بدأت أسواق العملات بالفعل في التحسب للمزيد من الانخفاضات في قيمة البيزو الأرجنتيني، واحتياطيات البلاد من العملات الأجنبية القابلة للاستخدام منخفضة بشكل خطير.
وبموازاة ذلك، ينزلق الاقتصاد الأرجنتيني نحو الركود، ويثور بعض الناخبين على سياسات ميلي الجذرية في السوق الحرة، والتي تسعى إلى الحفاظ على قوة البيزو لسحق التضخم.
في الواقع، يتحدث المعارضون الآن عن كلمة مختصرة مقابلة وهي «مادا» - أو «جعل الأرجنتين تتخلف عن السداد مرة أخرى» - مع تزايد الشكوك حول قدرة ميلي على تجنب أزمة مالية، حتى مع حزمة الدعم الأمريكية هذه، والقرض الضخم المقدم من صندوق النقد الدولي.
أحدها متجذر في السياسة الداخلية: فاستطلاعات الرأي تشير إلى أن ما يقرب من نصف مؤيدي ترامب يكرهون الخطة.
وقال لي ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض: «تريد القاعدة دعم الرئيس ترامب، لكنها في حيرة من أمرها - لأن وزارتي الخارجية والخزانة لم تشرحا بشكل صحيح الأهمية الاستراتيجية للأرجنتين أو لخافيير ميلي».
بل إنها ترتكز على مكانة الدولار كعملة احتياطية، والهيمنة المالية الأمريكية. وقد استخدمت الإدارات السابقة هذه الأداة أيضاً. انظروا فقط كيف استبعدت حكومة بايدن خصوماً مثل روسيا من التمويل بالدولار، عبر العقوبات.
وتظهر حزمة المساعدات الأرجنتينية هذه أن بيسنت يسيس الآن خطوط مبادلة الدولار أيضاً.
وكذلك الحال عندما أنشأ الاحتياطي الفيدرالي خطوط مبادلة دائمة للدول الكبرى، مثل اليابان أو المملكة المتحدة.
وهذا من المرجح أن يزيد من قلق الدول الأخرى بشأن الاعتماد على المساعدات الأمريكية أو التعويل على وجود خطوط مبادلة بالدولار، خوفاً من «السعر المستقبلي» الذي قد يستهدفه ترامب.
وبدلاً من ذلك، من المرجح أن تستمر هذه الدول في تنويع استثماراتها في الأصول غير الدولارية، بما في ذلك الذهب، والتكاتف بطرق جديدة. وهذا قد يضعف في النهاية قوة الدولار المهيمنة بدلاً من تعزيزها.
ومع ذلك، تشير معظم المقاييس إلى أن العملة الأرجنتينية مبالغ في قيمتها، ربما بنسبة 20 في المئة، وبالتالي يجب أن تنخفض. ويحاول بيسنت وميلي محاربة حركة الجاذبية المالية.
وإذا نجحا، ستبدو وزارة الخزانة الأمريكية قوية للغاية. ولكن إذا فشلا، فسيتم تقويض تلك الصورة للقوة الأمريكية - وقد يتساءل المستثمرون عما إذا كانت واشنطن قادرة على تحدي أشكال أخرى من الجاذبية المالية، مثل المخاطر التي تشكلها الديون الأمريكية المتضخمة باستمرار على سوق سندات الخزانة.
يعود ذلك جزئياً إلى تقلص عجز الموازنة الأمريكية أخيراً (قليلاً)، وخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، وتعامل بيسنت بمهارة مع مزادات السندات، حتى أصبحت الأسواق الآن غارقة في السيولة لدرجة أنها رفعت سعر كل أصل تقريباً، بما في ذلك السندات.
وبالتالي، لا يستطيع بيسنت تحمل أي شيء قد يقوض ثقة المستثمرين.
لذا تتجه جميع الأنظار الآن إلى نتيجة التصويت في انتخابات منتصف المدة - وما إذا كانت هذه النسخة الأرجنتينية من ماغا قادرة على التعايش مع نظيرتها الأمريكية بالكامل، أم ستشوه بريقها.
