هل يستحق إيلون ماسك حزمة المكافآت البالغة تريليون دولار؟

ما الذي يجعل راتب المدير التنفيذي مفرطاً ومبالغاً فيه؟ غالباً ما لا يكون الرقم الرئيس هو العامل، فالأهم في تحديد ما يجب على المستثمرين اعتباره مبالغاً فيه هو مدى سهولة أو صعوبة الحصول على المكافأة.

وبعد أرباح تسلا للربع الثالث، يبدو الرئيس إيلون ماسك - الفائز المحتمل بجائزة تريليون دولار التي تأتي مع شروط مشددة - حالة جيدة لدراسة الأمر.

وأعلنت «تسلا» عن إيرادات فاقت توقعات المحللين، لكن الأرباح جاءت أقل من المتوقع بسبب الإنفاق على «الذكاء الاصطناعي ومشاريع البحث والتطوير الأخرى».

وعكست مبيعات السيارات البالغة 21 مليار دولار اندفاعاً ولو طفيفاً لشراء السيارات الكهربائية قبل إلغاء الإعفاءات الضريبية.

ارتفعت إيرادات البطاريات والألواح الشمسية بنسبة 44 %، على الرغم من أنها لا تمثل سوى جزء بسيط من إجمالي إيرادات تسلا.

ونظراً للتوقعات الغامضة، وضعف أداء سهم تسلا مقارنة بجنرال موتورز وفورد هذا العام، قد يتساءل المستثمرون عن الداعي لموافقتهم على حزمة رواتب ومكافآت مكونة من 13 رقماً، والتي ستكون بلا شك الأكبر في تاريخ الشركات.

لكن واقع الأمر يقول هذا الحافز الهائل والمحاط بالكثير من الشروط، والذي يدفع على شكل أسهم على مدى عقد من الزمن، هو بالضبط ما تحتاجه تسلا.

بداية، سيكون الحصول على المكافأة في غاية الصعوبة. فلكي يحصل ماسك على المبلغ كاملاً، عليه أن يرفع أرباح تسلا قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك إلى 400 مليار دولار.

ويتوقع المحللون حالياً 16 مليار دولار فقط من هذا المقياس للربح في عام 2026، وهو رقم تم تخفيضه بشكل كبير خلال العام الماضي.

وحتى أدنى إنجاز من بين الأهداف الثمانية للأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في خطة المكافآت هو 50 مليار دولار.

علاوة على ذلك، تتطلب الحزمة من ماسك تحقيق أهداف تشغيلية متعددة، واحد منها فقط يتعلق بمبيعات السيارات. أما الأهداف الثلاثة الأخرى فتتعلق بالروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وسيارات الأجرة الآلية، والقيادة الذاتية.

وفي هذا الهدف الأخير، يتعين على ماسك جمع 10 ملايين مشترك؛ بينما يعتقد باركليز أن لدى تسلا أقل من 500.000 مشترك.

ولن يحصل ماسك على كامل المكافأة إلا إذا قدم خطة عن من سيخلفه في منصب الرئيس التنفيذي. وهذا ليس مالاً بلا جدوى بأي حال من الأحوال.

وعلى مر السنين، قدمت شركات أخرى مكافآت أصغر بدرجة كبيرة لكنها أكثر إزعاجاً بكثير. فقد قدمت شركة جنرال إلكتريك إلى رئيسها لاري كولب في عام 2018 مكافأة قدرها 232 مليون دولار كانت مرتبطة فقط بسعر سهم جنرال إلكتريك.

وعندما أحدثت جائحة كوفيد 19 اضطراباً في الأسواق، فقد خففت الشركة من الأهداف المطالب بتحقيقها ولكن ليس من حيث العائد - وهو أمر لا ينبغي لشركة تسلا تقليده بالتأكيد. وعندما يتعلق الأمر بتعبئة الجيوب بالأموال، فإن «الكيفية» مهمة كما هو «الكم».

ومما لا شك فيه أن الرقم المطروح في حالة تسلا كبير بشكل غير معقول. ولكن الأمر نفسه ينطبق على قيمتها السوقية البالغة 1.5 تريليون دولار، رغم عدم وجود معجزة.

ويعتقد المحللون في شركة «آر بي سي» أن مبيعات السيارات المستقبلية أقل من عشر قيمة الشركة. والباقي هو في الأساس متعلق بالروبوتات والبرامج. وفي حين تعاني أعمال صناعة السيارات في تسلا، فيجب أن يكون المستثمرون مستعدين لتقديم فدية ضخمة للغاية لتحويل خيالات ماسك إلى واقع مربح للجميع.