كما تُعدّ ضوابط التصدير الصينية على هذا القطاع، وتقييدها للمعادن الأساسية - الضرورية لكل شيء من أشباه الموصلات والمركبات الكهربائية إلى الهواتف الذكية والطائرات المقاتلة - ضربة موجعة للولايات المتحدة.
ولذلك، جاء تصريح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الأسبوع الماضي بأن استغلال الصين لضوابط التصدير على المعادن كان نتيجة «إجراءات مارقة» استبقت قمة ترامب وشي المُخطط لها، مشدداً على أن بكين «لا يُمكن الوثوق بها».
وفي عام 1992، أعلن دينغ شياو بينغ عن رغبة بلاده في تحويل المعادن الأرضية النادرة إلى «نفط» الصين.
(قال أحد مستشاري البنتاغون إنّ الشركة كانت مُستهدفة لتحسين تكنولوجيا صواريخ كروز الصينية).
فبعد بضع سنوات، أُغلقت عمليات إنديانا بالكامل، ونُقل الإنتاج والمعدات إلى الصين.
وكما قال النائب الديمقراطي بيتر فيسكلوسكي من شمال إنديانا عام 2004 عند إغلاق المصنع: «إننا نُسلم للصينيين كلاً من تكنولوجيا الدفاع ووظائفنا في خضم ركود اقتصادي عميق».
وفي عام 2005، أشار تقرير صادر عن لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية الصينية إلى الصفقة، وأن الإغلاق «سمح للصين بالاقتراب من احتكار سوق المعادن الأرضية النادرة».
لكن الأمر لم يقتصر على التخلي عن تفوق الولايات المتحدة في الإنتاج فحسب، بل إنها فشلت أيضًا في حماية إمكانية الوصول إلى المواد الخام.
وقد أعيد فتح «ماونتن باس» في نهاية المطاف عام 2012، لكن بحلول ذلك الوقت، لم يكن لدى الأمريكيين قدرة تكرير محلية، ليضطر الأمريكيون إلى شحن موادهم الخام إلى الصين لمعالجتها.
وللعلم، فقد استُخدمت هذه الاستراتيجية نفسها لتحصين الصناعة البحرية العالمية والعديد من القطاعات الأخرى.
وفي الواقع، استخدم الصينيون ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة لأول مرة للحد من الشحنات إلى اليابان في عام 2010، بعد نزاع دبلوماسي بين البلدين.
وتحدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان القيود الصينية على تصدير المعادن الأرضية النادرة في منظمة التجارة العالمية في عام 2012.
وفازت هذه الدول بالفعل، ولكن بحلول ذلك الوقت لم يعد الأمر مهماً.
فقد باتت هذه الصناعة مترسخة بالفعل إلى حد كبير في الصين، فيما لم يلتزم الغرب بسياسة محددة وجادة تجاه هذه المسألة.
وفي عام 2020، خلال شهادة مجلس الشيوخ، أشار مفوض الشؤون الأمريكية - الصينية مايكل ويسل إلى تصريحات صادرة عن معهد أبحاث ممول من الحكومة الصينية جاء فيها: «في خضم الصراع التجاري الساخن بين الصين والولايات المتحدة، لن تستبعد الصين استخدام صادرات المعادن الأرضية النادرة كوسيلة ضغط للتعامل مع الوضع».
وهذا العام، يُعزز البيت الأبيض بقيادة ترامب هذا النهج، عبر ضخ مئات الملايين من الدولارات من الاستثمارات والقروض لتحفيز إنتاج واستخراج المعادن الحيوية في الولايات المتحدة.
والمدهش في كل ذلك، أن الأمر استغرق كل هذا الوقت لاتخاذ مثل هذه الخطوات.
