صفقات «أوبن ايه آي» الضخمة تطرح سؤالاً مهماً: من يملك الشركة؟

جورج هاموند

أضافت صفقات «أوبن ايه آي» الضخمة الأخيرة بعداً جديداً إلى هيكل ملكيتها المعقد، ما أدى إلى مزيد من عدم اليقين بشأن موعد وكيفية حصول مساهميها الكبار على مدفوعاتهم النهائية.

وأصبحت "أوبن إيه آي" الشركة الناشئة الخاصة الأعلى قيمة في العالم هذا الشهر، حيث ارتفعت قيمتها إلى 500 مليار دولار على خلفية بيع أسهم رئيسية، وذلك في خضم إبرام صفقات بمليارات الدولارات مع شركات عدة أبرزها «إنفيديا» و«ايه إم دي».

وستساعد هذه الصفقات المجموعة على تحقيق طموحها في توظيف تريليون دولار من قوة الحوسبة خلال السنوات القليلة المقبلة، لكن متطلبات رأس المال غير المحدودة لشركة «أوبن ايه آي» تعني أن داعميها - بما في ذلك «مايكروسوفت» و«سوفت بنك» و«ثرايف كابيتال» التابعة لجوش كوشنر - ستشهد انخفاضاً في حصصها مع تواصل جمع المزيد من التمويل، وفقاً لأشخاص مطلعين على خطط الشركة.

يعتقد المسؤولون التنفيذيون في الشركة أن الطلب على أدواتها يفوق بكثير ما يمكنها توفيره في ظل القيود الحالية على قوة الحوسبة، وأن التكلفة سيتم استردادها بسرعة.

ويرون أن «شات جي بي تي» الذي يضم 800 مليون مستخدم منتظم وينمو بسرعة، سيدفع «أوبن ايه آي» من شركة غير ربحية إلى كيان ضخم بتريليونات الدولارات، ما يضمن لداعميها تحقيق عوائد استثمارية تاريخية.

وصرح مسؤول تنفيذي كبير في الشركة بقوله: «يفضل معظم الناس الحصول على حصة أصغر ما دامت الكعكة ستكون أكبر».

ومن الأمور الأساسية لرؤية «أوبن إيه آي» نقطة المفاوضات مع أكبر داعميها، «مايكروسوفت»، بشأن خططها للانتقال إلى هيكل مؤسسي ربحي أكثر تقليدية.

ويعد هذا التحويل خطوة أساسية قبل طرح الشركة للاكتتاب العام، وهو الطريق الأكثر ترجيحاً لتحقيق ربح كبير لداعميها.

ويحق للمستثمرين حالياً الحصول على حصة من الأرباح. وإذا نجح التغيير، فسيحصلون بدلاً من ذلك على أسهم في الشركة الفرعية الربحية التابعة لـ «أوبن إيه آي».

وستكون «مايكروسوفت»، وهي من أوائل الداعمين للشركة والتي قدمت أكثر من 13 مليار دولار من التمويل حتى الآن، أكبر مساهم فردي بحوالي 30 %، وفقاً لأشخاص مطلعين على المفاوضات الجارية.

كما يتوقع أن يمتلك الموظفون ما يقرب من 30 %، وكذلك المجموعة الأم غير الربحية للشركة، والتي تسيطر حالياً على المجموعة بأكملها.

وبتقييم «أوبن إيه آي» اليوم، ستبلغ قيمة كل من هذه الحصص نحو 150 مليار دولار.

ولن تتمتع الشركة غير الربحية بحقوق خاصة للمساهمين في الهيكل الجديد، وفقاً لمصدر مطلع على الخطط.

وبدلاً من ذلك، سيكون لها الحق في ترشيح مديرين للشركة الفرعية الربحية، وهو إجراء تأمل الشركة أن يرضي المدعين العامين في كاليفورنيا وديلاوير الذين يمكنهم إحباط هذا التحول إذا شعروا أنه يقوض الغرض الخيري وراء شركة «أوبن إيه آي».

ويقول منتقدو عملية التحول إن هذا الإجراء غير كافٍ لضمان بقاء المؤسسة غير الربحية مسيطرة على الشركة ككل.

وسيتم تقسيم حصة الأسهم المتبقية بين شركة «سوفت بنك» اليابانية، التي التزمت باستثمار أكثر من 30 مليار دولار، وشركات رأس المال الاستثماري، بما في ذلك «خوسلا فينتشرز» و«ثرايف كابيتال»، ومساهمو شركة الأجهزة الناشئة «آي أو»، والتي استحوذت عليها «أوبن إيه آي» في وقت سابق من هذا العام.

ومن المتوقع أيضاً أن يحصل الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، على حصة، رغم أنه لن يتم التفاوض على ذلك إلا بعد إتمام عملية التحول، وفقاً لأشخاص مطلعين على العملية.

وأضاف أحد الأشخاص أنه لم تكن هناك محادثات نشطة حول حصول ألتمان على أسهم. كذلك، فإن إيلون ماسك، الذي تبرع لشركة «أوبن إيه آي» بحوالي 45 مليون دولار بعد تأسيسها في عام 2015، لن يحصل على أسهم لأن مساهمته كانت تبرعاً.

ورفع ماسك دعوى قضائية لمنع عملية التحول، بحجة أنها تمثل «خيانة لمهمة أوبن ايه آي التأسيسية».

وأضاف المصدر أن الأرقام النهائية تخضع لسلسلة من المفاوضات بين «أوبن ايه آي» و«مايكروسوفت»، والمدعين العامين، والمستثمرين الآخرين.

ويزداد الوضع تعقيداً بعد الصفقات الأخيرة، حيث أبرمت الشركة اتفاقاً مع «إنفيديا» تستثمر بموجبه شركة تصنيع الرقائق ما يصل إلى 100 مليار دولار بزيادات قدرها 10 مليارات دولار على مدى السنوات المقبلة، خاصة مع تزايد احتياجات «أوبن ايه آي» من الطاقة، مقابل الحصول على أسهم على أساس التقييم السائد.

وسيتم جمع جزء كبير من رأس المال اللازم لتمويل طموحات «أوبن إيه آي» المتعلقة بمراكز البيانات، والتي تبلغ قيمتها حوالي تريليون دولار، كديون، أو من الإيرادات المستقبلية، وفقاً للمسؤولين التنفيذيين في الشركة.

وجمع أي تمويل بعد التحول سيضعف المساهمين الحاليين، الذين سيشهدون المزيد من تآكل حصصهم مع توزيع الشركة للأسهم على الموظفين الجدد.

ويبلغ عدد موظفي الشركة حوالي 3000 موظف، وقد تضاعف عددهم أربع مرات تقريباً في غضون عامين، خصوصاً بعدما دخلت الشركة في منافسة محتدمة على المواهب مع منافسين مثل «ميتا».

ويعد حجم «أوبن إيه آي» ومتطلبات التمويل فريدة من نوعها بالنسبة لشركة خاصة.

وقد جمعت المجموعة حوالي 60 مليار دولار حتى الآن، ومن شأن تقييمها أن يضعها بين أكثر 20 شركة مدرجة قيمة في العالم.

وبالمقارنة، لم تجمع «آبل» و«مايكروسوفت» و«إنفيديا» سوى ملايين الدولارات وطرحت أسهمها للاكتتاب العام قبل أن تتجاوز تقييماتها ملياري دولار.

أما «أوبن إيه آي»، والتي لن تتمكن من إجراء طرح عام أولي حتى تتحول، فلم تجد أي مشكلة في جمع الأموال من مصادر خاصة، بعد اقتناع هذه المصادر بالنمو السريع للشركة وحجم الفرص المتوقعة.

وقال كبير المسؤولين التنفيذيين في «أوبن ايه آي»: «إن الشركة يمكن أن تتوقف عن إنفاق الأموال على الأبحاث ومراكز البيانات الجديدة وتهدف إلى تحقيق نقطة التعادل.

ومع ذلك، إذا واصلت الشركة العمل لمضاعفة أعمالها ثلاث مرات خلال خمس سنوات، فلا ينبغي لنا مطلقاً السعي لتحقيق نقطة التعادل.

ويجب أن نتجه إلى المزيد من الاستثمار لأن القيمة السوقية يجب أن تكون أكبر بكثير بحيث لا ينبغي أن يكون التخفيف مهماً».