لديهم سيولة نقدية تفوق قدرتهم على التصرف بها»، لكن هذا الأداء المتفوق أثار تساؤلات حول قدرة الصناعة على الحفاظ على انضباطها المالي، حيث لا يزال القطاع غارقاً في ذكريات حمى الذهب، التي أعقبت الأزمة المالية العالمية، والانهيار الذي أعقبه، فمع ارتفاع أسعار السبائك غذى تدفق الأرباح موجة من صفقات الشركات، وقفزة في رواتب المديرين التنفيذيين، وزيادة في تكاليف الإنتاج، ولذلك كان الحساب قاسياً، فمنذ ذروتها في عام 2011 انخفضت أسهم الذهب بنسبة 79% خلال السنوات الأربع التالية. وقال كازانوفا: «لا تزال هذه الذكريات حاضرة في أذهان المستثمرين.
الأخطاء التي ارتكبتها هذه الشركات في الدورة السابقة، وبعض الشكوك، هل ستتكرر هذه الأخطاء؟».
وارتفعت أسهم «أجنيكو إيجل» بنسبة 113% هذا العام، وزادت أسهم «باريك» بنسبة 114%، و«نيومونت» بنسبة 134%، وتضاعفت أسهم «زيجين جولد» منذ طرحها للاكتتاب العام في 30 سبتمبر في ثاني أكبر طرح عام أولي هذا العام.
وقال كيث واتسون، مدير الصندوق المشارك في صندوق الاستثمار «جولدن بروسبيكت»: «إنهم يتصرفون بشكل جيد في الوقت الحالي، لذلك نأمل أن يؤدي هذا الأمر إلى استعادة ثقة الأسواق الأوسع».
وأضاف عن شركات تعدين الذهب: «سيلتزم البعض بانضباطهم، لكن البعض الآخر لن يفعل».
وصرح ماثيو ميرفي، المحلل في بي إم أو كابيتال ماركتس، بأن الخطوة المفاجئة التي اتخذتها باريك لاستبدال مارك بريستو كانت على الأرجح «مرتبطة بضعف أداء أسهمها مقارنة بنظرائها».
وقال إيفي هامبرو، رئيس الاستثمار القطاعي في «بلاك روك»: «يجب أن تكون إعادة رأس المال إلى المساهمين الذين طال أمد معاناتهم أولوية رئيسية لشركات تعدين الذهب، في ظل الهوامش القوية التي بدأت تتمتع بها أخيراً»، وهو يريد من الشركات إعطاء الأولوية لتوزيعات الأرباح من خلال طرق أخرى مثل إعادة شراء الأسهم.
وأوضح: «الأفضل من ذلك هو منح المساهمين خيار استلام المدفوعات على شكل صندوق استثمار متداول في البورصة مدعوم بالذهب، بدلاً من الدولار أو العملات الأخرى».
أثار مارسيلو كيم، الشريك في شركة بولسون، ضجة في عام 2017 عندما انتقد بشدة شركات مناجم الذهب، بسبب المبالغ المفرطة، التي دفعوها لقادة شركاتهم، قائلاً، إن المستثمرين تصرفوا كـونهم «خرافاً تُساق إلى المسلخ» بالموافقة على حزم الحوافز التنفيذية، ولذلك شدد كيم على ضرورة تشديد الانضباط هذه المرة، محذراً من الإفراط، وقال: «آمل ألا يحصل أحد على رواتب باهظة لمجرد ارتفاع أسعار الذهب، فلا علاقة لهم بذلك»، ونبه قائلاً: «إذا أحسنوا التصرف فسيجنون، بطبيعة الحال، أرباحاً طائلة».
