ويقول مايك ريدل، مدير محفظة في فيديليتي إنترناشونال في لندن: «يسأل العملاء: هل الأمور في حالة فقاعة؟» نعم، تبدو الأمور سطحية، لكن ربما لدينا عامان آخران مع هذا الوضع.
من الصعب حقاً الإجابة عن سؤال: متى سيتوقف هذا الجنون؟».
لقد بات إنفاق الشركات على الذكاء الاصطناعي يشكل عبئاً كبيراً في الوقت الحالي - في الأسواق العامة والخاصة على حد سواء - كما أنه يمثل جزءاً كبيراً «مقلقاً» من النمو الاقتصادي الأمريكي.
ويرد البعض بأنه لولا ذلك لكانت البلاد قد دخلت بالفعل في حالة ركود. ويتساءل المستثمرون الآن علانية عما إذا كان هذا يُشكل فقاعة، حتى إن جيف بيزوس، مؤسس أمازون، قال يكل جدية، إنها كذلك، لكنها فقاعة «جيدة»، ومن الأفضل له أن يتذكر أن الانفجار سيحدث في النهاية.
ولم يعد هناك مجال للخطأ حقاً، وهو ما يجعل المشاكل الأخيرة المتعلقة بأسواق الديون الخاصة أكثر إثارة للقلق، لكن المشكلة الكبرى هي التدهور المستمر للمؤسسات الأمريكية، وكسر كل الأعراف السياسية، فالولايات المتحدة غنية جداً ومركزية في التمويل العالمي، لدرجة لا يمكن معها اعتبارها سوقاً ناشئة، لكنها بالتأكيد تتصرف على هذا النحو، حتى ولو لم يكتمل بعد استحواذ «ماغا» الكامل على الاحتياطي الفيدرالي.
في الوقت الحالي تُعطي الأسواق الولايات المتحدة فرصة مرجحة – بسبب مزيج من الامتياز المُفرط الذي تتمتع به البلاد نتيجة لوضعها كونها عملة احتياطية مهيمنة، وتقييم بأن سوق العمل يبقى متذبذباً رغم كل شيء، لكن الاحتياطي الفيدرالي ربما يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة على أي حال.
وأي شيء يمنع البنك المركزي من خفض أسعار الفائدة سيوقف هذا التفاؤل، لأنه سيجبر أسعار السندات على الانخفاض وتكاليف الاقتراض على الارتفاع، ومع حجب البيانات الرسمية عن الاقتصاد في ظل إغلاق الحكومة الأمريكية فإننا نسير في مسار متعمد إلى حد كبير.
ورغم أن هذه الأسواق تفتقر تماماً إلى ثقل سندات الخزانة الأمريكية، إلا أنها قد تكون محفزاً على إعادة التفكير بشكل صحيح فيما إذا كانت السندات تدفع للمستثمرين تعويضاً كافياً عن المخاطرة.
وكتب إيمانويل كاو وزملاؤه ببنك باركليز في مذكرة حديثة للعملاء: «الخوف من تفويت الفرصة في أوجه»، لذلك يواصل المستثمرون الأفراد من غير المحترفين تعبئة أحذيتهم المركونة بالأسهم الأمريكية، وتستمر الأموال في التدفق إلى صناديق الاستثمار المشتركة بأسرع وتيرة منذ ذروة تداول «الاستثنائية الأمريكية» في نوفمبر من العام الماضي، فيما لا تزال أنواع مختلفة من صناديق التحوط تفوت كل المتعة، تاركة قاعدة كبيرة أخرى من المشترين بمنأى عن حمى «الخوف من فوات الفرصة».
