تيم برادشو
يرى جيف بيزوس، مؤسس أمازون، بأن طفرة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي تغذي «فقاعة جيدة»، وأنها ستحقق فوائد دائمة للمجتمع حتى لو انهارت أسعار الأسهم بشكل دراماتيكي كما حدث لشركته للتجارة الإلكترونية قبل 25 عاماً.
وقال بيزوس في مؤتمر تقني عقد في تورينو: «هذه فقاعة صناعية وليست فقاعات مالية»، مشيراً في هذا السياق إلى استثمارات عصر الدوت كوم في كابلات الألياف الضوئية التي دامت أكثر من العديد من الشركات التي استخدمتها، و«الأدوية المنقذة للحياة» التي ظهرت بعد طفرة وانهيار التكنولوجيا الحيوية في التسعينيات.
وقال: «الفقاعة المصرفية أو أزمة النظام المصرفي، أمر سيئ للغاية، يشبه ما حدث في عام 2008. وهذه النوعية من الفقاعات هي التي يريد المجتمع تجنبها، أما الاختراعات الصناعية فليست سيئة بالقدر نفسه، بل قد تكون جيدة. لأنه عندما تهدأ الأمور ونرى من هم الفائزون، سيستفيد المجتمع في النهاية من هذه الاختراعات». وتابع. «هذا ما يحدث هنا أيضاً. إنه حقيقي. ستكون فوائد الذكاء الاصطناعي للمجتمع هائلة».
في ظهور علني نادر، أجرى جون إلكان، الملياردير سليل عائلة أنييلي الإيطالية ورئيس شركتي ستيلانتيس وفيراري للسيارات، مقابلة على خشبة المسرح في أسبوع التكنولوجيا الإيطالي مع بيزوس - الذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لشركة أمازون بعد تنحيه عن منصبه كرئيس تنفيذي في عام 2021 – ضمن إطار أسبوع التكنولوجيا الإيطالي.
وتضمن الحديث الذي غطى نطاقاً عريضاً تنبؤاً من بيزوس، وهو أيضاً مؤسس شركة الصواريخ بلو أوريجين، بأن ملايين الأشخاص سيعيشون في الفضاء «في العقدين المقبلين». وأضاف: «سيعيشون هناك في الغالب لأنهم يريدون ذلك». وتوقع بيزوس بناء مراكز بيانات ضخمة للذكاء الاصطناعي، تعمل بالطاقة الشمسية، في الفضاء. وقال بيزوس: «لم يكن هناك وقت أفضل من الآن للشعور بالحماس تجاه المستقبل. لقد حصلنا على نعمة العيش في لحظة زمنية تشهد عصوراً ذهبية متعددة».
وعندما سأله إلكان عن أوجه التشابه بين طفرة الدوت كوم والحماس الحالي تجاه الذكاء الاصطناعي، استذكر بيزوس قلق الموظفين وضيق المستثمرين عندما انخفض سعر سهم أمازون من 113 دولاراً إلى 6 دولارات لفترة زمنية قصيرة عام 2000. وقال إن سعر سهم أمازون أصبح «منفصلاً عن أساسيات» أعماله، التي ظلت قوية خلال تلك الفترة.
وقال: «عندما يشعر الناس بحماس شديد كما هم اليوم تجاه الذكاء الاصطناعي، تتوفر الفرصة لأن تحصل كل تجربة على تمويل، وكل شركة على تمويل». ومن الممكن أن يواجه المستثمرون صعوبة في التمييز بين الأفكار الجيدة والسيئة وسط هذه الإثارة. وربما يحدث هذا أيضاً الآن لكن هذا لا يعني أن ما يحدث ليس حقيقياً. الذكاء الاصطناعي حقيقي، وسيغير كل قطاع. وأوضح بقوله: «لا نعرف كم سيستغرق الأمر بالضبط، لكن هذا حقيقي جداً».
وفي وقت سابق خلال الفعالية، حذر ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لشركة جولدمان ساكس، من أن الكثير من رأس المال المستثمر في الذكاء الاصطناعي «سيثبت أنه لا يحقق عوائد»، لكنه لفت إلى أنه لا يزال غير متأكد مما إذا كان هناك فقاعة بسوق التكنولوجيا. وقال: عندما تنتهي الدورة الحالية، «سيكون هناك الكثير من رأس المال المستثمر الذي لم يحقق عوائد. الأمر ليس مختلفاً هذه المرة. نحن فقط لا نعرف كيف ستتطور الأمور».
وأخبر سولومون الحضور أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز الإنتاجية «مثيرة للغاية»، متوقعاً أن «يحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً في مجال العمل عالمياً»، لكن الرئيس التنفيذي لأكثر البنوك الأمريكية عراقة أقر بأنه «ليس ذكياً بما يكفي ليعرف» ما إذا كان حماس المستثمرين للذكاء الاصطناعي قد تحول إلى فقاعة.
وقال: «لو كنتَ تجري هذا النقاش عام 1998، لطرحت السؤال نفسه، لكن السوق كان سيستمر لثلاث سنوات أخرى». وأضاف: «نحن في بداية الفيلم، لا في نهايته. ولذلك، لن أتفاجأ إذا شهدنا خلال الـ 12 - 24 شهراً المقبلة انخفاضاً في أسواق الأسهم. وهذا لا ينبغي أن يكون مفاجئاً بالنظر إلى الأداء الذي شهدناه».
