وتسجل فروق عوائد الائتمان من الدرجة الاستثمارية أضيق مستوياتها مذ كان بيل كلينتون رئيساً للولايات المتحدة. ويسود هدوء مثير للريبة على سوق سندات الخزانة الأمريكية.
ويجعلنا كل ذلك متأكدين من أن شيئاً مريعاً على وشك الوقوع.
وفي حين توجد بعض المؤشرات على اتساع رقعة المكاسب قليلاً، إلا أن حفنة من الأسهم ما زالت تتربع على السوق.
ويرى البعض الموقف الذي نتبناه منذ أمد طويل في هذا الشأن متردداً على نحو مثير للإحباط، فأنت لا يمكنك أن تكون متأكداً بكل بساطة من مدى وجوب شعور المرء بالقلق الكبير بشأن هيمنة القلة على السوق.
لكننا عموماً على يقين من أن الربحية والعوائد موزعة بصورة غير متكافئة بين الشركات.
كما أننا نؤكد أن ضيق السوق يظل مشكلة كبيرة في يومنا الحاضر.
لذلك، سنواصل متابعة الأرقام ومحاولة تبني وجهة نظر أكثر تحديداً. وأكبر 10 شركات أمريكية من حيث القيمة السوقية هي «إنفيديا»، و«مايكروسوفت»، و«أبل»، و«أمازون»، و«ألفابيت»، و«ميتا»، و«برودكوم»، و«تسلا»، و«بيركشاير هاثاواي»، و«جيه بي مورغان تشيس».
وبحسب البيانات المُستقاة من «إس آند بي كابيتال آي كيو»، تشكّل هذه الشركات مجتمعة ما يلي:
لكن يمكننا عرض أكبر 10 شركات في أي فترة من التاريخ وفحص قيمتها كنسبة من أكبر 500 شركة، وهو تقريب معقول.
وبخلاف أسهم شركة «تسلا» الغامضة على اعتبار أنها حالة خاصة، فإن أسهم التكنولوجيا الموجودة اليوم في قائمة أبرز عشرة أسهم تُتداول بين 20 ضِعفاً للأرباح الآجلة، كشركة «ألفابيت»، و43 ضِعفاً، كشركة «برودكوم».
وبالمقارنة، فإنه في عام 2000، كانت أسهم «سيسكو» الأثيرة تُتداول عند 85 ضِعفاً للأرباح الآجلة، كما كانت أسهم «أوراكل» تتداول عند 90 ضِعفاً.
أما اليوم، فلا تحوي القائمة سوى قطاع التكنولوجيا، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا، والتكنولوجيا، والخدمات المالية، والخدمات المالية!
وبإمكاني تصوّر مصير مشابه لكل من «مايكروسوفت»، أو «أمازون»، أو «ألفابيت» أو «ميتا».
كما أن قدرة «مايكروسوفت» على البقاء ضمن أكبر عشر شركات طوال ثلاثة عقود - رغم بعض فترات الإدارة المشكوك بأمرها - يعكس الاستدامة الواضحة للامتياز الذي يقوم على البرمجيات.
أما «إنفيديا»، التي تبلغ قيمتها السوقية 4.4 تريليونات دولار وتحقق نمواً بالأرباح يقارب 100%، فهي مصدر أكبر للقلق إذا ما حل الهدوء على الصراع المحتدم حول مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
لاحظوا كيف لم تتمكن «إنتل»، وهي توأم «مايكروسوفت» من حيث المعدات، من الحفاظ على مكانتها في التصنيفات.
صحيح أن إنفاق الشركات قدراً كبيراً من الأموال سيكون غير مثالي إذا تبدّى أن الذكاء الاصطناعي ليس مُربحاً، لكن هذه القوة الحوسبية ستكون مفيدة لشيء آخر، وستواصل الأعمال التقليدية للشركات الكبيرة إدرار الأموال.
لكن هل سيكون من الجنون أن تُتداول أسهم «إنفيديا» عند مكرر ربحية يبلغ 24 مرة، أو أن تُتداول أسهم «أبل» عند مكرر ربحية يبلغ 20 مرة؟ إطلاقاً، فقد حدث ذلك من قبل، وإن كان من شأن مثل ذلك الانهيار في التقييمات أن يقود إلى تصحيح مؤلم في السوق.
لكن هذه النقطة لا تقول الكثير عن تركّز السوق، غير أنها تكرر النقطة القديمة وغير المفيدة كثيراً، التي تذهب إلى أن الأسواق الباهظة للغاية مقلقة بعض الشيء، لأنها تميل إلى ألا تظل قوية إلى الأبد.
