غير أن الفرصة تبدو واعدة لأن تتجاوز المنافع المناخية للذكاء الاصطناعي - مستقبلاً - تكاليفه وتأثيراته السلبية.
وبسبب التذبذب في إنتاج الطاقة المتجددة، سيكون من الصعب تحويل مراكز البيانات إلى منشآت صديقة للبيئة بالكامل، الأمر الذي يوضح سبب توجه عمالقة التكنولوجيا كشركة جوجل نحو تقنيات الاندماج النووي التي لا تزال في طور التنظير العلمي.
ولتوضيح الصورة، تستهلك مراكز البيانات نحو 415 تيراواط/ساعة من الكهرباء — أي ما يعادل حوالي 1.5% من إجمالي الطلب العالمي، وذلك وفقاً لبيانات لوكالة الدولية للطاقة.
ورغم أن الوكالة تتوقّع أن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 945 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، إلا أن السيارات الكهربائية وأنظمة التكييف ستستحوذ على حصة أكبر في نمو الطلب على الطاقة.
وعلى الرغم من أن تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون اليوم - من منظور تغير المناخ - يفوق قيمة تخفيضها غداً، إلا أن تحليل الأرقام المعنية يشير إلى أنه لو أسهم الذكاء الاصطناعي ولو بتوفير متواضع في مجمل استهلاك الكهرباء، فسيحقق ذلك مردوداً إيجابياً صافياً لمسيرة التحول في قطاع الطاقة.
ووفقاً لشركة الاستشارات «ثاندر سيد إنرجي»، تستهلك سلاسل توريد المواد الأساسية، التي تنتج سنوياً نحو 60 مليار طن من الصلب والزجاج والهيدروجين والأمونيا والنحاس وغيرها، طاقة تعادل أربعة إلى خمسة أضعاف الحد الأدنى المطلوب وفقاً للتفاعلات الكيميائية الأساسية اللازمة للإنتاج.
ويشير سايمون بينيت من الوكالة الدولية للطاقة إلى أن شركة «مايكروسوفت»، على سبيل المثال، تعاونت مع مختبر حكومي أمريكي لفحص عشرات الملايين من المواد الجديدة التي يمكن أن تُستخدم كإلكتروليتات صلبة لبطاريات الليثيوم، وتم تقليص القائمة إلى 23 مرشحاً يُحتمل أن تكون قابلة للاستخدام.
ومع ازدياد انتشار الأجهزة الذكية وأجهزة الاستشعار، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تقليص الهدر في مجالات إنتاج الطاقة والنقل وغيرها.
وبينما يكتنف الغموض الكثير من التطبيقات المحتملة، يمتلك هذا المجال قدرة استثنائية على إحداث تحول إيجابي جذري في عالم الطاقة.
