شركات الطائرات الخاصة الناشئة تواجه مطبّات مالية صعبة

لم يكن استخدام الأمريكيين لطائرات خاصة أسهل مما هو عليه اليوم، لكن تحقيق الأرباح من هذه الرحلات لم يكن في أي وقت أصعب مما هو عليه الآن، خصوصاً بالنسبة لشركات الطيران الخاصة الناشئة.

ومع ذلك لا تعاني جميع شركات الطيران الخاص من المشكلات نفسها، فشركة «فليكس جت»، الرائدة في تشغيل الرحلات المؤجرة والمشتركة، نجحت أخيراً في جمع 800 مليون دولار من شركة «إل كاتيرتون»، وهي شركة استثمارية خاصة مرتبطة بمجموعة «إل في إم إتش»، وتسعى «فليكس جت» إلى ترسيخ علامة تجارية تتمحور حول أسلوب حياة فاخر يرتكز على خدمات الطيران الخاص، أما أبرز منافسيها فهي شركة «نيت جتس»، التي تعود ملكيتها إلى شركة «بيركشاير هاثاواي» التابعة للمستثمر الشهير وارن بافيت.

ومع ذلك هناك الكثير من المتأخرين على مهبط طائرات هذا القطاع، ففي أثناء الجائحة استغل ما لا يقل عن خمس شركات، تشغل رحلات طيران خاصة، سهولة الحصول على رؤوس أموال، وسلكت مسار الطرح في البورصة، غير أن النتائج لم تكن إيجابية، فقد انخفضت أسعار أسهم الشركات الخمس بنسبة 60 % على الأقل منذ طرحها للاكتتاب العام، ولم توفر للمستثمرين على مدى العامين الماضيين إلا رحلات مليئة بالمطبات.

ويتمثل أحد الأسباب وراء ذلك في أن مشغلي رحلات الطيران الخاصة وضعوا توقعات مغرقة في التفاؤل، في خضم طفرة شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة قبل خمسة أعوام.

وأفادت شركة «ويلز أب» في عام 2021 بأنها تتوقع استقبال 20000 عميل في عام 2024 وتحقيق إيرادات بقيمة 1.7 مليار دولار، لكنها في واقع الأمر لم تحقق سوى 800 مليون دولار من الإيرادات اعتماداً على 5000 عميل فقط.

ولا تحقق شركات النقل ذات التكاليف الثابتة الباهظة، مثل الطائرات والوقود والطواقم والصيانة، نجاحاً إلا لو كانت الكبائن ممتلئة تماماً، أما الشركات الأكبر حجماً، مثل «فليكس جت»، فربما بلغت مرادها وتمكنت من ممارسة أعمالها بنجاح، لكن من المتوقع اندماج الشركات الناشئة الأخرى أو توقفها عن التحليق، في ضوء ندرة رؤوس الأموال المتاحة اليوم.

وفي حين يواصل الطلب على رحلات الطيران الخاصة ارتفاعه، إلا أن الأثرياء لم يعودوا يستبعدون فكرة اللجوء لطائرات الرحلات التجارية، وعملت كبرى شركات الطيران على أن تكون تجارب العملاء أكثر ترفاً بالنسبة لمن يرغبون في إنفاق المزيد، فعلى سبيل المثال سجلت إيرادات الرحلات على متن الدرجة الاقتصادية لدى «دلتا إيرلاينز» في عام 2024 مستويات ثابتة، مقارنة بالمسجلة في العام السابق.

في المقابل ارتفعت إيرادات الرحلات على متن الدرجة الممتازة بنسبة 8 % وشكلت 40 % من إجمالي الإيرادات، لكن ربما لم تعد المقاعد الوثيرة والوجبات المميزة وصالونات المطارات تقنع الأثرياء والمترفين بأن رحلات الطيران الخاصة تستحق كل الكلفة الإضافية.

وكان من المفترض بالمجموعة الجديدة من الشركات الناشئة في قطاع رحلات الطيران الخاص أن تستفيد من البرمجيات على نحو أفضل، لإتاحة الرحلات المتوفرة للعملاء وتبسيط تجربة السفر، وكان الطرح الذي قدمته في الترويج لنفسها هو أنها شبيهة بـ«أوبر» لكن باستخدام الطائرات.

وربما لن تكون الطائرات الصغيرة المخصصة لخمسة أو عشرة أو خمسة عشر متاحة بأسعار معقولة إلا إذا تمكنت الشركات المشغلة من التوسع، وهو أمر صعب في ظل العدد الحالي لموفري مثل هذه الخدمات.

لقد ظلت التقلبات متفشية بين كبرى شركات الطيران الاقتصادي طوال عقود، حتى أدركت أن الاندماج وسيلة لخفض السعة وتحقيق الانضباط المالي، لذلك فإن نظيراتها الأصغر حجماً والأكثر فخامة سيتعين عليها في النهاية أن تتعلم هذا الدرس.