وقدر بعض الاقتصاديين أن كل زيادة بمقدار نقطة مئوية في متوسط التعرفة ستقتطع 0.1 نقطة من نموّ الناتج وتضيف مثلها إلى التضخّم.
وعلى عكس التوقّعات القائلة إنّ تقليص الواردات سيقوّي الدولار تلقائياً بحكم «حسابات الدفتر»، سجّلت العملة أسوأ أداء في النصف الأوّل من العام منذ أوائل السبعينيات.
وكان الأجانب حينها يمتلكون حصصاً ضخمة من الأصول المقوّمة بالدولار.
وفي الآونة الأخيرة، بدأوا التحوّط من هذه المخاطر وتوجيه استثماراتهم إلى خارج الولايات المتحدة.
وبات العديد من الدول الأخرى وجهات استثمارية أكثر جذباً، جزئياً لأن تهديدات ترامب الجمركية دفعتها إلى تسريع الإصلاحات الاقتصادية وإبرام اتفاقيات تجارية مع شركاء من خارج الولايات المتحدة.
ومنذ يناير، ارتفعت تقديرات الإنفاق المتوقع من قِبل شركات التكنولوجيا الكبرى على تطوير بنى تحتية للذكاء الاصطناعي لهذا العام بمقدار 60 مليار دولار، لتقارب 350 مليار دولار.
كما تسرع الشركات الصغيرة خطاها للحاق بالموجة، مما يعزز النمو الاقتصادي أكثر وأكثر.
وقد ساهم هذا الزخم في تبديد المخاوف من أن تؤدي حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية إلى كبح «روح المبادرة» وتجميد الاستثمارات الرأسمالية الجديدة.
وبحسب مؤشر جديد صادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فإنه لولا صعود سوق الأسهم، الذي تغذيه أسهم الذكاء الاصطناعي، لكانت الأوضاع المالية أقرب إلى «الحياد» لا إلى التيسير.
ويُتوقع أن يُوفّر مشروع ترامب الضريبي، المُسمّى «مشروع القانون الكبير والجميل»، ما يقرب من 100 مليار دولار من التكاليف الضريبية على الشركات هذا العام، وأكثر من ذلك في عام 2026، من خلال حوافز وإعفاءات ضريبية موسّعة.
وفي الواقع، بدأت التكاليف تظهر بالفعل من خلال ارتفاع أسعار بعض السلع الرئيسة مثل الأجهزة المنزلية الكبيرة، والسلع الرياضية، والألعاب.
وهذه التراجعات لا علاقة لها بالرسوم الجمركية؛ فأسعار السيارات المستعملة مثلاً ما زالت تنخفض عن مستوياتها المرتفعة التي بلغتها بفعل اضطرابات سلاسل التوريد خلال الجائحة.
لكن حتى الآن، لم يكن هذا الارتفاع كافياً لتقويض العوامل الأكبر التي تواصل دعم النمو وكبح التضخم.
لكن ذلك التأثير جرى امتصاصه بفعل الطفرة في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، والقدرة اللافتة للحكومة الأمريكية على الاستمرار في ضخ الدعم المالي دون انقطاع تقريباً.
فالخطأ التقليدي القائم على استخدام نماذج مبسّطة، تفترض أن المُدخل «أ» يقود بشكل مباشر إلى النتيجة «ب» -تفاقم بفعل الهوس العالمي بشخص دونالد ترامب، إذ أصبح هو العامل الوحيد الذي يهتم الجميع بتحليله، غير أن الاقتصادات المعقّدة نادراً ما تتشكّل بفعل عامل واحد فقط - حتى وإن كان هذا العامل صدمة كبرى بحجم تعريفات ترامب الجمركية.
