تحديات كبيرة تواجه صناعة الألعاب في 2025

تحوّل المشهد في عالم تطوير ألعاب الفيديو من مرحلة النمو والازدهار إلى مرحلة من الركود. وتشهد الفترة الحالية إغلاق العديد من الاستوديوهات الصغيرة وإلغاء مشاريع ألعاب، بالإضافة إلى تقارير شبه أسبوعية عن عمليات تسريح جديدة للعمالة. ولم تعد حتى الشركات الكبرى المطورة لألعاب الفيديو الشهيرة بمنأى عن هذه الأزمة.

ولنأخذ مثلاً شركة «إلكترونيك آرتس»، وهي شركة مقرها كاليفورنيا تقف وراء ألعاب شهيرة مثل «مادين إن إف إل» و«آبيكس ليجيندز». فقد انخفضت قيمة أسهم الشركة بنسبة الخمس تقريباً، أي ما يعادل أكثر من 7 مليارات دولار، خلال أسبوع بعد أن أعلنت عن تراجع إقبال اللاعبين على الإصدار الأخير من سلسلة ألعاب كرة القدم، والتي غيرت علامتها التجارية من «فيفا» إلى «إي إيه سبورتس إف سي».

ولم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للعبة «دراغون إيدج» الجديدة.وترجح «إي إيه» حالياً بلوغ صافي الحجوزات، وهي الطريقة التي تستخدمها صناعة ألعاب الفيديو لتسجيل إنفاق المستهلكين على الألعاب وداخلها، مستويات أقل من النطاق الذي يتراوح بين 7.5 و7.8 مليار دولار والذي أعلنته قبل ثلاثة أشهر.

وقد يبدو تآكل نسبة 18% من القيمة السوقية لشركة ما بسبب خفضها لتوجهات المبيعات بنسبة 8% أمراً مُبالغاً فيه. لكن كرة القدم هي أكبر مصدر لدخل «إي إيه» وكانت تمثّل حوالي نصف صافي إجمالي الحجوزات المُسجلة في العام الماضي، بحسب محللين. وقد منح استمرار شعبيتها الجارفة، «إي إيه»، حائطاً دفاعياً في مواجهة تراجع الإنفاق العالمي على ألعاب الفيديو الذي بلغ ذروته في عام 2021 بتسجيله 193 مليار دولار، وفق ما أفادت به «نيو زو».

لذلك، تحتدم المنافسة بشدة على جذب انتباه اللاعبين وإنفاقهم خلال عام 2025. وتعتزم شركة «نينتندو» إطلاق منصة ألعاب «سويتش» جديدة، بينما من المُقرر أن تُصدر «تيك تو إنترأكتيف» نسخة جديدة من سلسلة «غراند ثيفت أوتو» التي حققت نجاحاً باهراً.

وبتسجيل الأرباح الآجلة 16 ضِعفاً، يجري تداول أسهم «إي إيه» في الوقت الراهن بخصم كبير مقارنة بأسهم أخرى لشركات كبيرة متخصصة في ألعاب الفيديو. ويتم تداول أسهم «تيك تو إنترأكتيف» بمضاعف أرباح قدره 52 ضِعفاً.

وحتى أسهم شركة يوبيسوفت الفرنسية، التي تضررت أسهمها جراء مبيعات مخيبة للآمال وتأجيلات لإنتاج نسختها الجديدة من لعبة «أساسينز كريد»، فتُتداول عند 29 ضِعفاً.

وتوجد طرق أخرى للاستثمار في أسهم الشركات العاملة بقطاع ألعاب الفيديو، ولا يعتمد ذلك كثيراً على القدرة على تطوير ألعاب شهيرة. فعلى سبيل المثال، تعمل «روبلوكس» وكأنها محرك يمكن للمستخدمين من خلاله صنع ألعابهم الخاصة ومشاركتها. وبذلك، أصبحت المنصة وكأنها نسخة للألعاب من منصة «يوتيوب» الخاصة بشركة «ألفابيت»، التي تستضيف المحتوى دون الحاجة إلى صنعه بنفسها.

وتوفّر «روبلوكس» شيئاً لا تقدمه «إي إيه»، وهو النمو حيث من المُتوقع أن ترتفع إيرادات الشركة، التي تعلن نتائج أرباحها هذا الأسبوع بنسبة 20% خلال الربع الأخير، على الرغم من أنها ما زالت تسجل خسائر، بحسب سوق لندن للأوراق المالية.

في المقابل تنكمش إيرادات كل من «إي إيه» و«يوبيسوفت». وتجدر الإشارة إلى ارتفاع أسهم الشركة بحوالي الثلثين على مدى الـ 12 شهراً الماضية. وبذلك، فنحن بصدد ألعاب جديدة، كما أن السوق ستحكمها قواعد حديثة، وسيكون فيها رابحون جدد.