صناديق سندات الخزانة المرمزة تجذب مليارات الدولارات

آلات ليفسي - فيليب ستافورد
تضخ الشركات والمتداولون في الأصول المشفرة مليارات الدولارات في نسخ مرمزة من صناديق سوق المال، وصناديق السندات الحكومية الأمريكية، وأعينهم على ما هو أبعد من العملات المستقرة، وهو إيداع فوائض الأموال في ما يمكن أن يدر بعض العائد.

ووفقاً لبيانات مجموعة «آر دبليو إيه إكس واي زد»، فقد قفز إجمالي الأصول المحتفظ بها في سندات الخزانة المرمزة، التي تشمل صناديق تم تحويل وحداتها إلى رموز رقمية، وبعض سندات الحكومة الأمريكية المرمزة، بنسبة 80% منذ بداية العام الجاري، إلى 7.4 مليارات دولار.

كما شهدت الصناديق التي تديرها «بلاك روك» و«فرانكلين تمبلتون» و«جانوس هندرسون» نمواً سريعاً بوجه خاص، وتضاعفت أصولها مجتمعة ثلاث مرات.

وقد عزّز التدفقات الواردة لهذه الصناديق، بشكل جزئي، المتداولون في العملات المشفرة، الذين يجد العديد منهم أن الصناديق المرمزة تعد مكاناً أكثر جاذبية من العملات المستقرة لإيداع أموالهم فيها. كما بدأ بعض المستثمرين أيضاً في استخدام هذه الصناديق باعتبارها شكلاً من أشكال الضمانات يسهل تداوله في التعامل بمشتقات الأصول المشفرة.

وقال أوليفييه بورتينسين من «فندز دي إل تي»، وهي جزء من مزودة الخدمات العالمية لما بعد التداول «كلير ستريم»: «ينظر إلى العملات المستقرة على أنها مجرد مكان مؤقت، أما صناديق سوق المال المرمزة فهي الحل الحقيقي. لذلك، فقد بدأ المتداولون في التحول». وتابع: «الترميز يوفر وسيلة أرخص وأسهل لشراء الصناديق المشتركة، ويعزز السيولة».

وكان انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المؤيد للأصول المشفرة، أحدث موجة جديدة من الحماس لإمكانية تحديث التكنولوجيا القائمة على «البلوك تشين» لأركان البنية التحتية لأسواق المال، حيث لا تزال سرعة تسوية الصفقات متأخرة كثيراً عن سرعة معالجة بيانات التداول.

ويؤسس ترميز صناديق أسواق النقد نسخة رقمية من واحدة من أكثر منتجات إدارة الأصول محافظة، والتي يمكن بعد ذلك الاحتفاظ بها في دفتر الأستاذ. ويقول المؤيدون إن الترميز يشجع على التداول الأسرع والأرخص، لأنه يمكن قبول سندات الخزانة وصناديق سوق المال كضمانات.

وذكر المؤيدون أن التسوية على شبكات «البلوك تشين» تستغرق دقائق لا أياماً، ما يقلل متطلبات رأس المال. كما يقلل الترميز أيضاً مخاطر سداد مدفوعات الهامش والمصروفات الإدارية لمديري الأصول.

وتشير تقديرات «ماكنزي» إلى إمكانية نمو سوق الصناديق المشتركة المرمزة والسندات والأوراق المالية المتداولة في البورصة، إلى تريليوني دولار. وفي الوقت الراهن، تدير صناديق أسواق النقد الأمريكية التقليدية حالياً أصولاً بنحو 7 تريليونات دولار.

وينبع الطلب الأساسي على صناديق السندات المرمزة وصناديق أسواق النقد حتى الآن من متداولي الأصول المشفرة، الذين يستخدمونها بشكل متزايد كبديل للعملات المستقرة.

والعملات المستقرة، التي تستخدم باستمرار كوسيلة للاحتفاظ بالأموال قبل التداول على رموز أخرى أو بعده، مربوطة بعملة صعبة ومقومة بها، وبالتالي لا تتغير أسعارها لكنها لا تدر أي عوائد لحامليها. وذكر محللون أن صناديق أسواق النقد المرمزة توفر أماناً أكبر مقارنة بالعملات المستقرة وتدر عوائد على المستثمرين.

ويعد مصدرو العملات المستقرة أنفسهم مصدراً آخر لزيادة الاستثمارات، فقد استثمروا احتياطاتهم التي تدعم رموزهم في أصول عالية الجودة وتدر عوائد.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن صندوق سندات الخزانة المرمزة الذي تديره «جانوس هندرسون» البالغة قيمته 409 ملايين دولار يدعمه عميل واحد وهو «سكاي موني»، التي تعد ثالث أكبر جهة مصدرة للعملات المستقرة.

إضافة إلى ذلك، بدأ المستثمرون في استخدام منتجات سندات الخزانة الأمريكية المرمزة كضمان عند التداول بالهامش، كصفقات المشتقات خارج البورصة مثل مبادلات أسعار الفائدة.

ويعني ذلك أن المتداولين لم يعودوا مرتبطين بساعات عمل المصارف لتسوية المدفوعات والصفقات، شأنهم في ذلك شأن أسواق الأصول المشفرة التي تعمل طوال أيام الأسبوع.

وفي إشارة إلى تزايد الحماس في وول ستريت بشأن الضمانات المرمزة، شهد الشهر الماضي استثمار مؤسسات تشمل شركة دي آر دبليو تريدنج الأمريكية للتداول، ومنصة سوق السندات «تريدويب ماركتس»، و«بي إن بي باريبا»، و«سيتاديل سيكيوريتيز»، و«جولدمان ساكس»، 135 مليون دولار في شركة «ديجيتال أسيت»، التي تمتلك شبكتها للبلوك تشين «كانتون نتوورك»، أصولاً مرمزة مثل السندات واتفاقات إعادة الشراء.

ويعد مكتب «ييزي» العائلي للاستثمار التابع للرئيس التنفيذي السابق لمنصة «باينانس»، تشانغ بينج تشاو، مشاركاً في جمع التمويل.

وبينما تستخدم صناديق أسواق المال أحياناً كضمان في تداولات المشتقات، إلا أن عدداً ضئيلاً من غرف المقاصة يقبل بها، في العقود الآجلة مثلاً، لطول عملية الاسترداد التي لا يمكن إتمامها إلا خلال ساعات عمل البنوك والأسواق.

واستخدم عملاء «جيه بي مورجان تشيس»، عبر وحدة الـ«بلوكتشين» التابعة له «كينيكسيس»، صندوقاً مرمزاً كضمان في تداول مبادلات أسعار الفائدة خلال 2023 في سيناريو للاختبار.

وفي وقت لاحق من عام 2024 ذهب «كينيكسيس» لأبعد من ذلك بإصدار سند محلي مرمز أمريكي.

وقالت كارولين فام، رئيسة لجنة تداول السلع الآجلة بالإنابة، في مؤتمر عقد بلندن في الشهر الماضي: «العنصر الأكثر أهمية في الترميز بالنسبة لي هو إدارة الضمانات».

رغم ذلك، اتسم القبول الأوسع نطاقاً من قبل المتداولين والبورصات بالبطء، مع إشارة البعض إلى الانخفاض الكبير في سيولة سوق الأصول المشفرة في عطلات نهاية الأسبوع حينما تغلق الأسواق التقليدية.