وبينما يرى البعض في قصته مثالاً على الجرأة والطموح، يعتبرها آخرون دليلاً على أن المال والنفوذ يلتقيان دائماً في المكان نفسه بـ«قمة برج ترامب»، فمن داخل برج ترامب الشهير في مدينة نيويورك، يطلّ بنك استثماري ناشئ يدعى «دوميناري هولدينغز»، ليصبح أحد أبرز المستأجرين الجدد في البرج، وعلى بعد طابقين فقط من مقر «مؤسسة ترامب».
هذا القرب الجغرافي لم يكن مصادفة، بل يعكس علاقة مالية وشخصية آخذة في التوسع بين مؤسس البنك كايل وول وعائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، تقدر ثروة عائلة ترامب، بأكثر من 7 مليارات دولار.
يقول وول، إن وجود شركته في المبنى الذي يحمل اسم ترامب «مصدر فخر»، لكنه في الواقع أصبح أكثر من مجرد جار؛ فقد تحول خلال العامين الماضيين إلى شريك مالي مقرب لعائلة ترامب، خصوصاً لابني الرئيس الأكبرين، دونالد ترامب الابن وإريك ترامب، اللذين وجدا في وول وسيطاً مالياً يجيد توظيف الاسم التجاري للعائلة في صفقات مربحة داخل أسواق المال، بحسب «بلومبرغ».
علاقات سريعة
ورغم أن بعض هذه الشركات لا يتجاوز حجمها بضعة ملايين من الدولارات، فإنها غالباً ما تشهد تذبذبات حادة في أسهمها، ما يجعلها بيئة مثالية لجذب الانتباه الإعلامي والمضاربين على السواء.
بداية الصعود
الجدير ذكره أنه تم إدراج الشركة بسعر 4 دولارات للسهم العام الماضي، وانخفض السهم إلى دولارين فقط.
اسم ترامب
نجحت بعض هذه الصفقات في تحقيق أرباح لافتة، لكنها في المقابل أثارت تساؤلات حول الشفافية وتضارب المصالح، خصوصاً أن بعض الشركات التي دعمتها «دوميناري» تعمل في مجالات تتقاطع مع سياسات اقتصادية، تتبناها إدارة ترامب، مثل تعدين العملات المشفرة والطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي.
ووفقاً لتقارير أمريكية، بلغت قيمة حصة إريك ترامب في إحدى شركات تعدين «بتكوين» نحو 450 مليون دولار، فيما تجاوزت قيمة استثمارات دونالد الابن وأسهمه في مشاريع أخرى عبر «دوميناري» أكثر من 17 مليون دولار. بحسب بلومبرغ.
وسيط مغمور
بعد دراسته الجامعية انضم إلى قطاع الوساطة، وسرعان ما بات يدير أموال أفراد أثرياء في شركات مثل «أوبنهايمر آند كو» و«مورغان ستانلي»، قبل أن يؤسس شركته الخاصة.
ومع انتقاله إلى برج ترامب انفتح الباب أمام شبكة علاقات جديدة مع رجال أعمال وإعلاميين وممولين مقربين من العائلة.
وقد ساعدته شخصيته الجريئة وطموحه الكبير في إقناع أبناء ترامب بالانضمام إلى مشاريعه، الأمر الذي حوّله خلال وقت قصير من مصرفي مغمور إلى شخصية مؤثرة في «وول ستريت».
