30 يوماً من الإفلاس تتحول إلى 4 تريليونات دولار.. كيف يقود جينسن هوانغ أغلى شركة في العالم؟

كشف الملياردير جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، عن طبيعة القيادة في واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، مشيرًا إلى أن النجاح لم يخفف من شعوره بالخوف من الفشل والقلق المستمر.

تتصدر شركة إنفيديا قائمة أغلى الشركات في العالم حالياً من حيث القيمة السوقية، لتتجاوز عمالقة التكنولوجيا مثل أبل ومايكروسوفت وألفابت، تليها شركات مثل أمازون، وتتربع إنفيديا على القمة بقيمة سوقية تتجاوز 4 تريليونات دولار أمريكي، مدفوعة بطلب هائل على رقائق الذكاء الاصطناعي.

وفي مقابلة صريحة مع برنامج The Joe Rogan Experience، تحدث هوانغ، الذي يقود إنفيديا منذ أكثر من ثلاثين عاما، عن الأعباء النفسية المرافقة لإدارة الشركة خلال أزمات الإفلاس والتحديات المتلاحقة في صناعة التكنولوجيا، وفقا لـ Business Insider.

وقال هوانغ: "لقد استخدمت عبارة '30 يوما من الإفلاس' لمدة 33 عاما. الشعور لا يتغير. الإحساس بالضعف وعدم اليقين والأمان لا يفارقك".

قبل أن تصبح إنفيديا من الشركات العملاقة عالميا، كانت الشركة على حافة الإفلاس ثلاث مرات على الأقل خلال التسعينيات، وعلى الرغم من تخطي تلك الأزمات، يوضح هوانغ أن خوفه من الفشل لم يتراجع أبدا، وأنه لا يزال يؤهل نفسه للعمل الشاق، قائلاً: "أعمل كثيرا وأدير الشركة سبعة أيام في الأسبوع".

وأشار هوانغ إلى أن القيادة والضعف ليسا صفتين متناقضتين، بل يمكن أن تتكاملا.

وأضاف: "الشركة لا تحتاج مني أن أكون عبقريا طوال الوقت أو أن أكون متأكدا من كل خطوة أتخذها. كونك ضعيفا يسمح لك بالاستماع لملاحظات الآخرين وإعادة النظر في الاستراتيجيات إذا كنت مخطئا".

ويعتبر الخوف من الفشل دافعا أكبر بالنسبة لهوانغ من الرغبة في النجاح، ويقول: "أنا دائما في حالة قلق"، مستذكراً اللحظات الحرجة التي واجهتها إنفيديا، مثل عدم قدرتها على تنفيذ عقد مع شركة الألعاب اليابانية Sega، حيث تدخل الرئيس التنفيذي لشركة Sega وقدم لهوانغ دعما ماليا قيمته خمسة ملايين دولار لإنقاذ الشركة.

ويصف هوانغ المعاناة والتحديات بأنها جزء لا يتجزأ من رحلة النجاح، مؤكدا أن فترات الوحدة والخوف والإحراج جزء طبيعي من مسار القيادة.

وقال: "المعاناة جزء من الرحلة، وعلينا أن نمر بها ونتعلم منها".

ويبدأ هوانغ يومه بمراجعة بريده الإلكتروني لعدة ساعات، حيث يتلقى آلاف الرسائل يوميا، ويعتبر ذلك جزءا من ثقافة اليقظة القصوى التي يطبقها للحفاظ على استمرارية الأداء المتفوق للشركة.

وأظهر هوانغ التزاما عميقا بالعمل لم يقتصر على نفسه، بل انتقل إلى أبنائه، حيث يعمل كلاهما في إنفيديا أيضا.

وقال: "كلا ولدي يعمل في إنفيديا، ويعملان كل يوم. أنا محظوظ جدًا بذلك".

من خلال هذا الحوار، يبرز هوانغ صورة القيادة الحديثة التي تمزج بين الطموح والعمل الدؤوب والخوف البنّاء من الفشل، مؤكدا أن النجاح الكبير للشركة لا يخفف من العبء النفسي الذي يرافق إدارة أكبر شركات العالم.