يمتلك 149 مليار دولار.. وارن بافيت يكشف السرّ الذهبي لتكون غنياً

في عالم يزداد تعقيداً بفعل التطورات التكنولوجية والتقلبات المالية، يواصل المستثمر الأمريكي الشهير الملياردير وارن بافيت، أحد أغنى رجال العالم وعرّاف الأسواق كما يُلقّب، تقديم دروسه الخالدة في عالم المال والاستثمار. ففي أحدث تصريحاته، كشف بافيت أن «السر الحقيقي لبناء الثروة لا يكمن في الأرقام أو في توقيت السوق، بل في إحاطة نفسك بالأشخاص المناسبين».

هذه القاعدة البسيطة، بحسب بافيت، كانت حجر الأساس في مسيرته الممتدة لعقود والتي جعلت منه رمزا عالميا للحكمة الاستثمارية بثروة تقدّر بنحو 149.3 مليار دولار. ففي مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية، شدّد بافيت على أن اختيار الشركاء المناسبين يمكن أن يغيّر مسار الأعمال والاستثمارات كليا، داعيا إلى التركيز على الأشخاص الذين يتمتعون بـ«الذكاء والنزاهة والطاقة»، بدلا من محاولة تغيير الآخرين أو مجاراة من لا ينسجمون مع القيم والأهداف.

وتُعدّ شراكة بافيت التاريخية مع تشارلي مانغر مثالا بارزا على قوة هذا النهج. فمنذ عام 1978، لعب مانغر دورا محوريا في نجاح شركة «بيركشاير هاثاواي»، ليس فقط من خلال رؤاه الثاقبة، بل أيضا عبر تحدي أفكار بافيت ودفعه لإعادة النظر في قراراته الاستثمارية. ويقول بافيت إن هذا النوع من الشراكات الذكية والصادقة هو ما يصنع الفارق بين النجاح العادي والإنجازات الاستثنائية.

ويقدّم بافيت أيضا دروسا جوهرية للمستثمرين تقوم على الصبر والرؤية طويلة الأمد. فهو يؤكد أن الاستثمار الحقيقي ليس سباقا قصيرا لتحقيق أرباح سريعة، بل رحلة طويلة تتطلب ثقة في نماذج الأعمال القوية وقدرة على الانتظار، وفقا لموقع rudebaguette.

ويستشهد بافيت باستثماراته في شركات مثل «كوكاكولا» و«أمريكان إكسبريس» التي حققت عوائد ضخمة بمرور الزمن رغم بعض التحديات المؤقتة.

كما يحذّر «عرّاف أوماها» من الانجراف وراء فقاعات المضاربة التي تدفعها موجات الحماسة الجماعية، مستشهدا بمقولته الشهيرة: «ما يفعله الحكيم في البداية، يفعله الأحمق في النهاية». ويرى أن هذه الظواهر المؤقتة سرعان ما تنفجر، ما يعرّض المستثمرين لخسائر كبيرة، بينما يظل النمو المستدام المبني على أساسات قوية هو الطريق الأكثر أمانًا وفاعلية.

ويُبرز بافيت أهمية تبنّي نهج استثماري قائم على فهم القيمة الجوهرية للشركات بدلاً من محاولة توقيت السوق، مشيرا إلى أن التركيز على الأساسيات والتمسك بالفرص طويلة الأجل يمكّن المستثمرين من اجتياز التقلبات بثقة ويمنحهم ميزة تنافسية حقيقية.

وبينما يتسابق كثيرون وراء الاتجاهات السريعة والصفقات الآنية، يواصل بافيت التأكيد على أن الثروة الحقيقية لا تُبنى بين عشية وضحاها، بل تتطلّب شراكات صحيحة وصبرا استراتيجيا وإيمانا بالرؤية طويلة المدى. وهي دروس لا تزال صالحة لكل من يسعى إلى النجاح المالي، سواء كان مستثمرا مبتدئا أو خبيرا في عالم المال.