7X7

مضيق هرمز

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية بالعالم وأكثرها حركة للسفن، يقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، وهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر. تطل عليه من الشمال محافظة بندر عباس الايرانية ومن الجنوب سلطنة عمان (محافظة مسندم) التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.

ما هو الأثر الاقتصادي وما هو البعد العالمي والدولي لهذا الممر البحري الصغير نسبيا على العالم. فالاهمية الاقتصادية تأتي من بعدها الجغرافية والحاجة لاقتصادية، عرضه 50كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60 مترا، ويبلغ عرض ممرّي الدخول والخروج ميلين بحريّين (10,5كم). وتعبره 20 -30 ناقلة نفط يوميا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة محمّلة بنحو 40% الى 70% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم.

قامت بعض الدول بترتيب تدابير لتخزين نفط الخليج خارج المنطقة كتدبير للحفاظ على الامن الاقتصادي وطبعا بسبب البعد الاقتصادي العالمي لمضيق هرمز. حيث هذه الورقة الاقتصادية لها بعد عميق في الصناعة العالمية والدولية، حيث دماء قلب الاقتصاد الصناعي موجودة بالشرق الاوسط ، وقد تحدث سكتة قلبية لجسد الاقتصاد لكن بطبيعة الحال يكون التحرك سريعا ليعود القلب الى العمل. وخاصة أن للعالم سابقة خبرة وتجربة عندما تم وقف تصدير النفط الخليجي، فهذه التجربة الاقتصادية للعالم تمخض عنها العديد من الاتفاقيات لتجنب حدوث سلسلة من هذه الضغوط العالمية، وتنظيم عملية العرض والطلب العالمي للنفط.

أما الابعاد الاقتصادية لمضيق هرمز على المنطقة، فإن دولة الامارات وعمان والسعودية الاكثر خيارا لتجاوز تصدير النفط عبر المضيق بواسطة الانابيب وضخ النفط بها عبر السواحل البديلة التي يمكن أن تمنحها ميزة اقتصادية جديدة لقربها من قارات ومحيطات تمنحها ميزة الوقت وانخفاض التكاليف لعمليات النقل البحري للذهب الاسود وعلاوة على زيادة الامن الاقتصادي، ما سيمنح الامارات وعمان والسعودية بعدا استراتيجيا قويا وزيادة مستوى الامن الاقتصادي الذي يترتب عليه ازدهار الاقتصاد وجذب رؤوس الاموال وجذب الاستثمارات.

حال نجاح هذه الحلول البديلة، ستظهر دول بمركز اقتصادي كبير أكثر مما هي عليه اليوم حتى وإن كانت من الدول غير المصدرة للنفط حيث قد يكون النفط يصدر من أراضيها، لكن الابعاد الاقتصادية الجديدة يجب أن تنظمها اتفاقات ومصالح مشتركة لكي تدفع بالاتجاهات الاستثمارية المناسبة. وأخيرا حال نجاح هذه الاتفاقات والاستثمارات الجديدة لن ترجع لمضيق هرمز هيبته الاقتصادية، وسيجتاز العالم بشكل جذري عنق الزجاجة وورقة الضغط الاقتصادية.

Email