بطاقات الفقر

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تفتح محفظتك تجد فيها البطاقات أكثر من النقود، وخاصة بطاقات الائتمان (كريدت كارد) وهي النقود البلاستيكية إن صح التعبير وقد جعلت هذه البطاقات من عملية الائتمان مثل الهواء الذي نتنفسه.

والبطاقات المالية أنواع، فهناك البطاقة الائتمانية وهي قرض يستطيع المستهلك من خلاله الشراء مقابل التسديد لاحقا، وهناك البطاقة المدينة وهي تمكن المستهلك الشراء من النقود التي بحسابه الجاري لدى البنك، ثم بطاقة الصراف الآلي التي تعطي للعميل حق الدخول على شبكة البنك من خلال أجهزة الصراف الآلي واستخدام خدمات البنك من إيداع وتحويل وسحب نقدي، وهناك البطاقة الذكية التفاعلية التي تحمل قطعة معدنية أو قطعة الكترونية قابلة للقراءة إلكترونيا حتى عن طريق الاستشعار عن بعد وهي في محفظتك دون الحاجة الى إخراجها.

إضافة الى البطاقة المدفوعة مسبقا وهي الصورة البدائية لاستخدام البطاقات حيث يتم شحن البطاقة بالنقود، وهناك بطاقات الائتلاف التي تستهدف جماعة معينة باستقطابهم لحمل البطاقة مثل موظفين شركة ما أو شريحة مهنية في المجتمع، وأخيرا بطاقات الترويج أو الخصومات التي تقوم بها العلامات التجارية وشركات القطاع الخاص كحافز ترويجي ودعاية بوجود شعارها على البطاقة.

 يقال ان قيمة النقود في قوتها الشرائية، ويبدو ان البلاستيك الممغنط اليوم أكثر قيمة من الورق، فلا يمكنك أن تحمل في محفظتك ما تحمله بطاقة الائتمان من نقود تصل لبعض الشخصيات قرابة المليون درهم وتزيد.

لكن يبقى السؤال هل هذه نقودك أم نقود البنك، والجواب معروف للجميع، انها نقود البنك الذي يحصل لاحقا على فوائد عالية حال عدم السداد في الوقت المحدد وبنسب عالية جداً مقارنة مع نسب فوائد الإقراض الشخصي أو العقاري.

أحد مشاكل البطاقات عدم الإحساس بقيمة مبالغ الشراء مقارنة بالدفع النقدي الذي يستثقله الانسان عادة لشعوره بالمبلغ في نفس اللحظة مقارنة مع عبارة "يحصل خير الى الشهر القادم" فتصبح شهية الشراء عالية والاستجابة الى المغريات الدعائية بشكل كبير يصعب مقاومته.

عندما تتكدس مبالغ الائتمان ويتعثر السداد، يعاني حملة البطاقات منها، لأنها على غير حسبان واهتمام تتفاقم المشكلة الى أن تصل للمحاكم فيكون على الشخص سداد الفوائد التي تزيد على أصل المبلغ إلى ثلاثة أضعاف وخمسة أضعاف في بعض الاحيان، اضافة الى الديون النظامية التي تستقطع شهريا فيصبح الوضع خارج الملاءة المالية لصاحب البطاقة.

ننصح أصحاب البطاقات أن لا تزيد عدد البطاقات على واحدة رئيسية وعمل بطاقات فرعية من أصل مبلغ الائتمان للبطاقة الرئيسية، وأن لا يزيد حد الائتمان على30 الى 50% من إجمالي الراتب وأن تكون نسبة التعاقد للسداد الشهري منخفضا لكن بشرط أن تقوم بعملية السداد شهريا بنسبة ٧5٪ الى ١٠٠٪ من الائتمان المستخدم خلال الشهر الواحد، كما يجب السداد قبل تاريخ الاستحقاق لقسط الائتمان حتى تتجنب الفوائد أو الغرامات.

أحد مخاطر البطاقات هم القراصنة الذين يستطيعون الدخول الى بطاقاتك والشراء بواسطتها علاوة على أن الشركات تستخدمها في دراسة سلوكك من تسوق وأوقات زياراتك للأسواق وأذواق الاستهلاك وأوقات الذروة في الاسواق. وأختم بالقول: ما زاد عن الحد انقلب إلى الضد.

Email