7x7

بعد فوات الفوت لا ينفع الصوت

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضحت دراسة للبنك الدولي حول أسباب الأزمة المالية الى حد الاحتقان الذي نشهده اليوم ان حوافز ورواتب المدراء التنفيذيين للشركات الكبرى بشكل عام ذات الثقل الاقتصادي الكبير والمركز القيادي هي احد اهم اسباب الازمة، ووجد البنك ان مؤشر الرأي العام حول ذلك النسبة معبرة عن ذلك السبب وصل بشكل جازم الى ٨٠٪. نعم تلك هي الحقيقة.

ونذكر خلال الأزمة المالية الخطوات الاقتصادية ذات البعد الإصلاحي للرئيس الأمريكي باراك اوباما حين قام بتحديد حد أقصى لرواتب المدراء التنفيذين للشركات الكبرى خاصة البنوك ووجه باعتماد نظام حوكمة إدارية لعمليات المكافآت والحوافز وغيرها.

بالغوص في الموضوع أكثر سنجد أن عددا من الشركات كانت توزع أرباحا على الورق بدون التدفق النقدي الحقيقي لهذه الأرباح ليحصل كبار المدراء على حوافزهم لا يستطيع التاجر الذي يعمل لعام كامل بجهاز مؤسسي تحقيق الرقم الصعب من الحوافز والمكافآت الذي يحصل عليه المدير الكبير.

طبعا على الورق الموضوع سليم، أرباح وأداء ونمو وتطوير، لكن بدون التدفق النقدي الذي يعكس حقيقة الموضوع جملة وتفصيلا، وطبعا هم من الدهاء والخبرة في تسييس واستخدام النظام العام بداية من الأنظمة الادارية والمحاسبية كأداة ومن المدققين كمعاونين في هذه الجريمة (مثال قصة آرثار أندريسون مكتب التدقيق العالمي وإنرون شركة الطاقة العالمية) حيث إن الشركة التي يعيش من اموالها آلاف الموظفين تصبح مفلسة، لأن اموالها ذهبت حوافز ومكافآت الى الرؤساء والمدراء التنفيذيين تاركة الشركات ومورديها وعملاءها في وضع لا يحسد عليه، وطبعا يقوم المدير بتقديم إستقالته وترك الضحية بدون دماء في عروقها.

ويمكن تسميتهم بمصاصي أموال الشركات التي هي بمثابة الدماء بعروق في الجسد. وفي دراسة لصحيفة (فايننشل إكونميكس) شملت عينة من خمس وتسعين شركة لرواتب وحوافز الرؤساء التنفيذيين خلال السنة المالية لعام 2006 عندما كان الإقتصاد في وضع جيد، ظهر ان متوسط ما حصل عليه الرؤساء التنفيذيون من بدلات وأجور بلغ للفرد قرابة الثمانية ملايين دولار وعلى وجه الدقة حسب الدراسة ثمانية وعشرين مليونا وستة مائة الف درهم فقط لا غير!!!

تحياتي للمساكين آينشتاين وأديسون أعرف وأفهم ماذا أنجزوا للبشرية وأيضاً أفهم ما حقق هؤلاء الرؤساء التنفيذيون لأنفسهم. طبعا بعد الأزمة المالية العالمية ظهرت حقيقة العباقرة المزيفون ودركولا الرؤساء التنفيذيون للمال عديل الروح.. لكن بعد فوات الفوت لا ينفع الصوت.

Email