هل يوجد اقتصاد إسلامي...؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاقتصاد هو العلم الذي يهتم بتوزيع الثروة، وهو مبني على ظواهر السلوك البشري والحاجة الحقيقة للمواد وندرة هذه المواد. وبناءً على نتاج السلوك البشري، تحدث ظاهرة العرض والطلب، وهو السلوك الاقتصادي الذي يعطي القيمة المادية والمعنوية لهذه السلع داخل الأسواق المختلفة

. ويمكننا من خلال هذا العلم ان نقيس أهمية هذه السلع التي قد تتسبب بإسعاد الإنسان وإتعاسه. ومن هنا يمكننا القول إن السلوك البشري هو أساس علم الاقتصاد، ونتيجة لهذا التعريف فإن سلوك الأفراد والجماعات، هو أصل علم الاقتصاد.

وفي العالم الإسلامي فإن السلوك الاجتماعي، محكوم بمعتقدات عقائدية ودينية. فنجد مثلًا في دول الغرب ان تجارة الخمور، هي باعث اقتصادي مربح للتاجر، ولكن عند المسلمين هو غير وارد كمشروع اقتصادي بل أبعد من هذا، فهو محرم ولا يجوز الاقتراب منه، ومن هنا لا يمكن ان يكون مكوناً اقتصادياً قائماً بذاته، وإن كان يسمح الاتجار به بضوابط معينة. وبناءً عليه فإن الدين يؤثر في سلوك المجتمع (يعني يوجد مجتمع مسلم خلقاً وسلوكاً) وهو الذي يبنى عليه علم الاقتصاد، لذلك يمكننا أن نقول حينها، إن هناك اقتصاداً إسلامياً.

إن توزيع الثروة وارتباطه بسلوك المجتمع هو ما يصنع نوع الاقتصاد، لذلك نجد الاقتصاد الاشتراكي والاقتصاد الرأسمالي وعلى رأسهم الاقتصاد الإسلامي، وهذا ليس تعصباً بل بناءً على معطيات راسخة.. فنجد النظام الاشتراكي قائم على الجماعة، فلا يملك الفرد شيئاً وإنما الجماعة، التي إذا اجتمعت شكلت قوة إنتاجية ضخمة تؤدي إلى زيادة الرفاهية للإنسان.

وطبعاً كما نعلم تحطمت هذه النظرية الاقتصادية أواخر القرن الماضي. أما الاقتصاد الرأسمالي فهو قائم على الفرد وملكيته وإعطاء أولوية رئيسية، لرأس المال واعتبار أن الملكية الفردية هي مقوم اقتصادي مهم، لعملية نجاح الرفاهية عند الإنسان.

 أما الاقتصاد الإسلامي الذي يعد جزءاً من النظام الأكبر الذي يشمله الإسلام العظيم، فهو اقتصاد وسطي يراعي الملكية الفردية والملكية الجماعية، وعندما نقول إن ملكية الفرد مصانة ولا أفضلية مقدمة لرأس المال على الفرد، نجد في الاقتصاد الإسلامي، قاعدة (الغرم بالغنم) وعندما نتحدث عن المنفعة الجماعية، نجد ان الاقتصاد الإسلامي، كفل مصلحة الجماعة، بنظام الزكاة الذي يضمن إعادة توزيع الثروة عبر بيت مال المسلمين الذي هو بمثابة المصرف المركزي في عصرنا الراهن، ومن هنا نجد ان الاقتصاد الإسلامي قائم على الوسطية وحفظ التوازن بين الفرد والمجتمع، وهذه هي رسالة إسلامنا العظيم.

 

Email