الجهات التنظيمية في أمريكا وأوروبا تسعى لاستعادة الثقة بالقطاع المصرفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمرت ثقة المستثمرين في القطاع المصرفي، في التراجع اليوم الثلاثاء بعد أن قال البنك المركزي الأوروبي إن التقلبات الأخيرة سلطت الضوء على ضرورة إجراء الجهات التنظيمية مزيدا من التدقيق.

وتراجعت أسهم البنوك الأوروبية تراجعا طفيفا، بينما في الولايات المتحدة ارتفع مؤشر البنوك على المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 0.3 بالمئة، كما صعد مؤشر البنوك الإقليمية على المؤشر نفسه 0.7 بالمئة، وحذا حذوهما مؤشر البنوك في وول ستريت الذي ارتفع 0.2 بالمئة إلى 0.5 بالمئة.

وفقد الدولار الذي يعتبر ملاذا آمنا قوته مقابل سلة من العملات الرئيسية لليوم الثاني. في غضون ذلك، ارتفعت أسعار النفط الخام مدعومة بتوقعات الطلب مع تلاشي المخاوف المصرفية.

وقالت الجهات التنظيمية المصرفية الكبرى في الولايات المتحدة أمس الاثنين إنها تعتزم إخبار الكونغرس بأن النظام المالي العام لا يزال صلباً على الرغم من الانهيارات المصرفية الأخيرة وإنها ستراجع سياساتها في محاولة لمنع توالي الأزمات في البنوك.

وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي لشبكة (سي.إن.بي.سي) اليوم الثلاثاء إن المشرعين يجب أن يركزوا على معالجة أوجه إنفاق البلاد وتقليل الديون، وإنه لا يوجد تأمين شامل لجميع الودائع المصرفية.

وأضاف "لا أعتقد أننا بحاجة إلى ذلك في هذه اللحظة".

ومن المقرر أن يدلي مسؤولون في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع ووزارة الخزانة بشهاداتهم أمام لجان الكونغرس اليوم الثلاثاء.

ويشدد صانعو السياسات والجهات التنظيمية والبنوك المركزية على أن الاضطرابات التي أعقبت انهيار بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر في الولايات المتحدة هذا الشهر ليست تكرارا للأزمة المالية العالمية.

وتسبب انهيار بنك سيليكون فالي في أسوأ أزمة مصرفية منذ عام 2008، ما دفع أسهم البنوك على مستوى العالم إلى الترنح وأثار مخاوف من انهيار شامل ووضع البنوك المركزية والجهات التنظيمية في حالة تأهب قصوى.

وقال بنك فيرست سيتيزنز بانكشيرز أمس الاثنين إنه سيستحوذ على ودائع وقروض بنك سيليكون فالي المنهار، ليختتم بذلك فصلا من أزمة ثقة تسببت في اضطراب أسواق المال العالمية.

وفي أوروبا، قال كبير مشرفي البنك المركزي الأوروبي إن عمليات بيع أسهم دويتشه بنك الأسبوع الماضي أظهرت أن المستثمرين لا يزالون قلقين وحذرين من التحركات التي تشهدها سوق مقايضة التخلف عن سداد الائتمان.

وتراجعت أسعار مبادلات التخلف عن سداد الائتمان في دويتشه بنك منذ يوم الجمعة لكنها ظلت أعلى بكثير من المستويات التي سبقت انهيار بنك سيليكون فالي واستحواذ بنك (يو.بي.إس) على كريدي سويس تحت إشراف الحكومة.

غموض حاد
وقال أندريا إنريا من البنك المركزي الأوروبي في مؤتمر عُقد في فرانكفورت "ما يقلقني حقا هو حجم التوتر (و) القلق الذي شعرت به في السوق وبين المستثمرين".

وأضاف "هناك أسواق، مثل سوق مقايضة التخلف عن سداد الائتمان، يكتنفها الغموض الحاد ولا يمكن الاعتماد عليها مطلقا ولا تمتلك سيولة كافية ومع بضعة ملايين (يورو) ينتشر الخوف إلى بنوك تمتلك أصولا تبلغ قيمتها تريليونات من اليورو مما يؤثر على أسعار الأسهم وكذلك تخارج الودائع".

وقال آندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا إن انهيار سيليكون فالي كان الأسرع منذ انهيار بنك بارينجز البريطاني عام 1995 بعد الخسائر التي تسبب فيها نيك ليسون.

وأضاف بيلي أن الضغوط التي أدت إلى انعدام الثقة في كريدي سويس سببها مشكلات محددة في ثاني أكبر بنك في سويسرا.

وقال بيلي أمام لجنة الخزانة بالبرلمان "لا أعتقد أن أيا من هذه المشكلات، وقد قلنا هذا، يتسبب في ضغوط بالنظام المصرفي البريطاني"، لكنه أشار إلى أن القطاع يمر بفترة من التوتر المتصاعد.

وأكد مسؤولون كبار في بنك إسبانيا إن حالة عدم اليقين الناجمة عن اضطراب القطاع المصرفي قد تؤدي إلى زيادة مستمرة في تكاليف التمويل للبنوك الإسبانية وتتطلب تقييما شاملا لمصادر السيولة والتمويل.

Email