حرب طاقة.. الغرب يضع سقفاً لسعر نفط روسيا وموسكو تبقي خط أنابيب غاز مغلقاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفقت الدول الغنية أمس الجمعة على محاولة الحد من السعر العالمي للنفط الروسي، في حين أرجأت روسيا معاودة فتح خط أنابيب الغاز الرئيسي إلى ألمانيا، مع رفع الجانبين المخاطر في حرب طاقة بين موسكو والغرب بسبب أوكرانيا.

وأرجع عملاق الطاقة الروسي جازبروم الإغلاق إلى خطأ فني في خط أنابيب نورد ستريم 1. لكن المناورات على أعلى المستويات في سياسات الطاقة أبرزت تأثير الصراع وكيف أنه يتجاوز كثيرا حدود أوكرانيا.

وجاء الإعلان في الوقت الذي تبادلت فيه موسكو وكييف إلقاء المسؤولية عن أفعالهما في واحدة من أخطر الجبهات في الحرب، وهي محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا، حيث وصل مفتشو الأمم المتحدة في اليوم السابق في مهمة للمساعدة في تجنب وقوع كارثة.

وقالت جازبروم إنها لم تعد قادرة على توفير إطار زمني لاستئناف عمليات التسليم عبر خط الأنابيب، وهو إعلان من شأنه أن يزيد الصعوبات التي تواجه أوروبا في تأمين الوقود لفصل الشتاء في وقت تواجه فيه زيادة في تكاليف المعيشة بسبب ارتفاع فواتير الطاقة.

وكان من المقرر أن يستأنف نورد ستريم 1، الذي يمر تحت بحر البلطيق لتزويد ألمانيا وغيرها بالغاز، العمل بعد توقف لمدة ثلاثة أيام للصيانة يوم السبت الساعة 0100 بتوقيت غرينتش.

وألقت موسكو باللوم على العقوبات التي فرضها الغرب بعد بدء الملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في عرقلة العمليات الروتينية وصيانة نورد ستريم 1. وتقول بروكسل إن هذه ذريعة وإن روسيا تستخدم الغاز سلاحا اقتصاديا للرد على مسألة تحديد سقف سعري لنفطها وكذلك العقوبات التي يفرضها الغرب عليها.

وكان وزراء مالية مجموعة الديمقراطيات السبع الثرية ( بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة) قالوا أمس الجمعة إن تحديد سقف لأسعار النفط الروسي يهدف إلى "تقليل... قدرة روسيا على تمويل حربها العدوانية مع الحد من تأثير الحرب الروسية على أسعار الطاقة العالمية" التي ارتفعت بشدة.

وقال الكرملين - الذي يصف الصراع بأنه "عملية عسكرية خاصة" - إنه سيتوقف عن بيع النفط إلى أي دولة تطبق ذلك الحد الأقصى.

مخاوف نووية

أدى الصراع المستمر في أوكرانيا منذ ستة أشهر إلى مقتل الآلاف وتحويل مدن إلى أنقاض. وتصاعدت في الأسابيع القليلة الماضية المخاوف بشأن كارثة محتملة في زابوريجيا، وهي أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا.

وتحدى مفتشون من فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة مديرها رافائيل جروسي قصفا مكثفا للوصول إلى الموقع أمس الخميس.

ولدى عودته إلى أراض تسيطر عليها أوكرانيا أول أمس الخميس، قال جروسي "من الواضح أن المحطة وسلامتها المادية قد تعرضت للخطر عدة مرات... وهذا أمر لا يمكن أن يستمر".

وذكر جروسي أمس الجمعة أنه يعتزم إصدار تقرير في مطلع الأسبوع المقبل عن سلامة المحطة، مشيرا إلى أن خبيرين من الوكالة سيبقيان فيها على المدى الطويل.

وتقع المحطة على الضفة الجنوبية لخزان ضخم على نهر دنيبرو، على بعد عشرة كيلومترات من المواقع الأوكرانية.

ويتهم كل جانب الآخر بقصف مناطق قرب المنشأة التي ما زال يديرها موظفون أوكرانيون وكانت تزود أوكرانيا بأكثر من خُمس احتياجاتها من الكهرباء قبل الحرب. كما تتهم كييف روسيا باستخدامها لحماية أسلحتها، وهو ما تنفيه موسكو. وترفض روسيا إلى الآن الدعوات الدولية لسحب القوات من المحطة ونزع السلاح من المنطقة.

وعلى صعيد متصل، قالت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية (إنرجواتوم) أمس الجمعة إن روسيا منعت فريق وكالة الطاقة الذرية من دخول مركز الأزمات بالمحطة، الذي تقول أوكرانيا إن روسيا تنشر قوات داخله، الأمر الذي سيجعل من الصعب عليها إصدار تقييم محايد.

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعثة الوكالة على القيام بما هو أكثر من مجرد تقييم، على الرغم من الصعوبات التي واجهتها بسبب الوجود الروسي في الموقع.

وقال زيلينسكي في تسجيل مصور بُث إلى منتدى في إيطاليا "للأسف لم نسمع الشيء الرئيسي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو دعوة روسيا لنزع السلاح من المحطة".

وإلى ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن أوكرانيا تواصل استخدام أسلحة حصلت عليها من حلفائها الغربيين لقصف المحطة، مما يزيد من مخاطر وقوع كارثة نووية. ورفض تأكيدات كييف والغرب بأن روسيا نشرت أسلحة ثقيلة في المنشأة.

وقال ميكولا لوكاشوك رئيس مجلس منطقة زابوريجيا إن عدة بلدات قريبة من المحطة النووية تعرضت لقصف روسي أول أمس الخميس. ولم يتسن لرويترز التأكد من ذلك بشكل مستقل.

وقالت إنرجواتوم إنه أعيد توصيل مفاعل في الموقع بالشبكة الأوكرانية أمس الجمعة بعد يوم واحد من إغلاقه بسبب قصف قرب الموقع.

هجوم مضاد

شنت كييف هجوما في الأيام الماضية لاستعادة أراض في جنوب أوكرانيا، وخاصة عند مصب نهر دنيبرو في إقليم خيرسون المجاور.

وأعلن كل من الجانبين عن تحقيق نجاحات في ساحة المعركة وسط الضغط الأوكراني الجديد لاستعادة أراض في الجنوب، على الرغم من ندرة التفاصيل حتى الآن، ولم ينشر المسؤولون الأوكرانيون معلومات تذكر حول تقدمهم.

وقالت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية الأوكرانية ناتاليا هومينيوك امس الجمعة إن القوات الأوكرانية دمرت مستودعات ذخيرة وجسورا عائمة لعرقلة حركة قوات الاحتياط الروسية.

وأضافت "نجاحاتنا مقنعة، وسنتمكن قريبا من الكشف عن مزيد من المعلومات".

ونفت موسكو تقارير عن تقدم أوكرانيا، وقالت إن قواتها دحرت القوات الأوكرانية.

ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه التقارير بشكل مستقل.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية اليوم الجمعة إن القوات الروسية قصفت عشرات البلدات، بما في ذلك خاركيف في الشمال ودونيتسك في الشرق.

Email