محمد بن زايد ومحمد بن راشد: حريصون على الإسهام الفاعل في العمل المناخي الدولي وتعزيز السلوكيات الصديقة للبيئة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تدوينة نشرها عبر حسابه في منصة «إكس» بمناسبة يوم البيئة الوطني، الذي يصادف الـ 4 من فبراير من كل عام، أن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على الإسهام الفاعل في مسار العمل المناخي الدولي وتعزيز المسؤولية الجماعية تجاه التحديات البيئية، حيث دوّن سموه: «‏في «يوم البيئة الوطني» نستلهم إرثنا الثري والممتد في مجال الاستدامة ونواصل نهجنا الراسخ في حماية البيئة وصيانة مواردها ودعم تنوعها من أجل مستقبل مستدام للأجيال المقبلة، ونؤكد أن الإمارات حريصة على الإسهام الفاعل في مسار العمل المناخي الدولي وتعزيز المسؤولية الجماعية تجاه التحديات البيئية».

إلى ذلك، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تدوينة نشرها عبر حسابه في منصة «إكس»، أن يوم البيئة الوطني مناسبة سنوية وطنية هدفها ترسيخ مبادئ الاستدامة والحفاظ على البيئة ورفع وعي الأجيال الجديدة، وتعزيز السلوكيات العامة الصديقة للبيئة، حيث دون سموه: «يوم البيئة الوطني مناسبة سنوية وطنية، هدفها ترسيخ مبادئ الاستدامة والحفاظ على البيئة ورفع وعي الأجيال الجديدة، وتعزيز السلوكيات العامة الصديقة للبيئة، وابتكار ممارسات حكومية ومجتمعية تعزز إرثنا الوطني البيئي، وندعو الجميع للقيام بدوره في الحفاظ على نمط حياة صديق للطبيعة، وندعو الجميع للحفاظ على مكتسباتنا الوطنية في مجال الاستدامة».

من جانبه، قال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، في تدوينة عبر «إكس»: «ونحن نحتفي بيوم البيئة الوطني، نؤكد مواصلة تعزيز نهجنا في حماية البيئة والحفاظ على توازنها وتنوعها انطلاقاً من رؤيتنا الشاملة بشأن الاستدامة وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة».

وأعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة عن إطلاق «يوم البيئة الوطني» الـ 28 تحت شعار «جذورنا أساس مستقبلنا» بهدف تسليط الضوء على أسمى قيم ومبادئ الحفاظ على البيئة وصون الطبيعة للمجتمع الإماراتي القديم، واتخاذها كأساس راسخ للبناء عليها ورفع وعي المجتمع تجاهها وتبنيها من أجل خلق مستقبل مستدام للأجيال القادمة. ويأتي إطلاق يوم البيئة الوطني الذي يحل في الرابع من فبراير من كل عام تحت شعار «جذورنا أساس مستقبلنا» ليواكب إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2025 «عام المجتمع»، حيث يمثل المجتمع المحرك الرئيسي لمنظومة التنمية في الدولة في كل المجالات، ويستطيع لعب دور كبير في تنمية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية من الهدر.

ولم تكن ممارسات وأنشطة المجتمع الإماراتي بمنأى عن الطبيعة والبيئة من حوله، بل كان المجتمع الإماراتي ولا يزال حاضناً للبيئة والطبيعة، يتأثر بها ويؤثر فيها بما ينفعه ويضمن استدامة الموارد الطبيعة وتنميتها لتدوم. وكانت تلك من أهم الأسس والمبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات والمستمدة من إرث الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال: «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل». وهو النهج الذي يسير عليه مجتمع الإمارات في كل مجالات الحياة.

تنوع

وتنوعت ممارسات المجتمع الإماراتي قديماً وتفاعله مع الطبيعة في الكثير من الأشكال والأنشطة، حيث شكلت البيئة مصدراً للحياة والطعام والمياه، وابتكر الإماراتيون منها العديد من الحرف والصناعات، بل امتدت تلك الممارسات لأكثر من ذلك لتكون الطبيعة مصدراً للتطيب والرياضات والاستشفاء. ولا يزال المجتمع الإمارات محافظاً على أغلب تلك الممارسات، بل وابتكر طرقاً جديدة لتطويرها وتحسينها.

ومن أبرز تلك الممارسات الزراعة والصيد بأدوات وأساليب مستدامة، والاعتماد على النخيل مصدراً للغذاء والمواد الخام للعديد من الصناعات التقليدية كالـ «سعفيات». كما استخدم المجتمع قديماً الثروة الحيوانية كمصدر للألبان والجلود.

كما شكلت الطبيعة مصدراً - أحسن الإماراتيون استغلاله - خاصة في أنشطة الصيد والرياضة مثل «الصيد بالصقور» وسباقات الهجن. وتفاعل المجتمع الإماراتي قديماً مع ارتفاع درجات الحرارة بالعديد من الممارسات المستدامة مثل ابتكار «البراجيل» لتبريد غرف المنازل بشكل طبيعي.

وتمثل الممارسات المستدامة للمطبخ الإماراتي التقليدي علامة على تعزيز استفادة المجتمع من البيئة من حوله في تشكيل مجموعة من ممارسات الطهي التي لا تزال حاضرة بقوة على موائد الإماراتيين، بل وترتبط بالعديد من المناسبات التي تساهم في تكوين الشخصية الإماراتية.

وبسبب ندرة المياه، استخدم المجتمع الإماراتي تقنيات بسيطة ومستدامة للبحث عن المياه وحفر الآبار، وتنقية المياه من الآبار والأودية للحصول على المياه الصافية.

ولا تزال طبيعة الإمارات تمنح المجتمع العديد من الحلول للعيش بصحة دائمة، حيث هناك العديد من العادات المجتمعية المتوارثة للاستعانة بالطبيعة في الاستشفاء والعلاج من الأمراض، وهي الحلول التي تثبت كل يوم فعاليتها لتعزيز صحة ووقاية المجتمع. تبدأ تلك الحلول القديمة من قلب الصحاري والجبال الإماراتية، حيث تزخر العديد منها بعيون المياه العذبة والكبريتية الحارة التي تتدفق بين الصخور وفي الأودية وبين قمم الجبال الصخرية العالية على مدار السنة.

وتحرص دولة الإمارات على اتخاذ كافة التدابير للبناء على هذا الإرث الهائل وتحويله إلى منظومة عمل حكومي هدفها أن تكون البيئة مصدراً للحياة لكل إماراتي، ومنبعاً للمزيد من الفرص من أجل استشراف المستقبل.

وشكلت سلوكيات الأجداد في المجتمع الإماراتي مصدر إلهام لمنظومة التشريعات والقوانين والمشاريع البيئية الحالية، ولا زالت هي الركيزة الرئيسية التي تقود جهود الحفاظ على البيئة وتعظيم الاستفادة من خيراتها.

وانطلاقاً من هذا المبدأ، يشكل يوم البيئة الوطني تحت شعار «جذورنا أساس مستقبلنا» انطلاقة نحو إبراز ممارسات المجتمع الإماراتي قديماً تجاه البيئة والطبيعة واتخاذها مصدراً للحياة والحفاظ على استدامتها، لتكوين مفهوم شامل عن الاستدامة وتبنيه من قبل جميع أفراد المجتمع، واتباع نهج الأجداد من أجل دفع مسيرة الاستدامة في كل المجالات.

ومن أجل تفعيل هذا التوجه، تقوم وزارة التغير المناخي والبيئة وكافة الجهات المعنية في الدولة، بإقامة فعاليات وأنشطة مجتمعية حتى 4 يونيو المقبل الموافق لـ«يوم البيئة العالمي»، من أجل إلقاء الضوء على أفضل العادات والسلوكيات المستدامة لمجتمع الإمارات، وتبنيها بمنظور معاصر لمواجهة كافة التحديات البيئية الراهنة.

جهود تعاونية

وبمناسبة الاحتفال بيوم البيئة الوطني، تنظم وزارة التغير المناخي والبيئة ومختلف الجهات الاتحادية والحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات العمل المدني في الإمارات، العديد من الفعاليات الرامية إلى تعزيز السلوكيات المستدامة وإشراك المجتمع في منظومة متكاملة لتمكينه من تبني نمط حياة صديق للبيئة.

وانطلاقاً من ذلك، تهدف الفعاليات إلى إبراز الهوية الوطنية المحبة للبيئة والطبيعة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتنمية الاستفادة منها مع ضمان استدامتها، والبناء على الإرث الوطني الصديق للبيئة، وكيف يمكن أن يكون هذا الإرث هو الوقود الدافع لجهود جديدة ومبتكرة في هذا المجال لسنوات وعقود قادمة، بما يواكب خطط واستراتيجيات الدولة في هذا المجال.

وسيتم التركيز على العديد من المجالات خلال تلك الفعاليات، أهمها الزراعة المنزلية، والتنقل المستدام، والإدارة المستدامة للنفايات، والاستهلاك المسؤول للمنتجات والخدمات، وترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والغذاء.