سجلت سوق العملات المشفرة أداءً متأرجحاً خلال الأسبوع المنتهي في 19 سبتمبر الجاري، في وقت بددت فيه بحلول يوم الجمعة المكاسب المحدودة التي كانت بصدد تحقيقها في بداية الأسبوع الماضي، لتنهي التداولات على محصلة حمراء بوجه عام.
يأتي هذا التراجع بالتزامن مع المستويات القياسية التي حققتها «وول ستريت»، لا سيما بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة، وما تبعه من رسائل متباينة أثارت حالة من الحذر بين المستثمرين.
دعم
وكانت السوق قد تلقت دعماً من توقعات خفض الفائدة، الأمر الذي عزز شهية المخاطرة ورفع من وتيرة التدفقات إلى العملات الرقمية الكبرى. غير أن تصريحات الفيدرالي بعد خفض الفائدة بربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، مع الإشارة إلى احتمال تنفيذ خفضين إضافيين قبل نهاية العام، لم تكن كافية لطمأنة المتعاملين، إذ حذر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في الوقت نفسه من أن مخاطر التضخم لا تزال قائمة وتميل إلى الارتفاع، وهو ما جعل الصورة أكثر تعقيداً.
وعلى صعيد الأداء الفردي للعملات، فقد تراجعت «بتكوين»، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، من مستويات قريبة من 118 ألف دولار بعد قرار الفيدرالي، لتسجل بنهاية يوم الجمعة مستوى 115.605 دولارات، مقارنة مع 116.634 دولاراً في 12 سبتمبر، أي بخسائر أسبوعية دون الـ 1 %. في حين تعرضت إيثر لضغوط أقوى نسبياً، لتهبط إلى مستوى 4.465 دولارات، مقابل 4.646 دولارات الأسبوع الماضي، لتسجل خسائر تقارب 4 % خلال أسبوع واحد فقط، بعدما كانت قد حققت زخماً ملحوظاً في الشهر الماضي.
عدم يقين
كذلك، شهدت «سولانا» بعض الضغوط، حيث انخفضت من 241 دولاراً في الأسبوع الماضي إلى 238 دولاراً حالياً، أي بتراجع يناهز 1.25 %. كما لحقت الخسائر عملات أخرى مثل «إكس آر بي» و«دوجكوين»، اللتين سجلتا تراجعاً إضافياً عزز من صورة السوق السلبية.
وعكست نتائج الأسبوع حالة عدم اليقين المسيطرة على سوق الكريبتو - الذي بلغت قيمته السوقية العالمية الجمعة 4.12 تريليونات دولار - في وقت ما زال فيه المستثمرون يترقبون توجهات السياسة النقدية الأمريكية ومسار التضخم العالمي لتحديد خططهم المستقبلية.
