سكوت يجهز بديل باول وترامب يطلق تهديدات «المشكلات العقلية»

دخلت الساحة المالية الأمريكية في حالة ترقب قصوى بعد إعلان وزير الخزانة، سكوت بيسنت، عن «فرصة جيدة جداً» لتعيين الرئيس دونالد ترامب رئيساً جديداً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بحلول عيد الميلاد. هذا التحرك المفاجئ يأتي على خلفية أشهر من الهجوم اللاذع الذي شنه ترامب على الرئيس الحالي للبنك، جيروم باول، متهماً إياه بالتسبب في رفع أسعار الفائدة بشكل غير مبرر. بحسب نيويورك بوست.

تصاعدت حدة التوتر إلى مستويات غير مسبوقة الأسبوع الماضي، عندما هاجم ترامب جيروم باول علناً خلال «منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي» في واشنطن. حيث زعم ترامب أن باول يعاني من «مشكلات عقلية» وأعرب عن رغبته الشديدة في «طرده من العمل». كما لم يسلم بيسنت نفسه من نيران الرئيس، حيث وجه إليه ترامب تحذيراً صريحاً أمام الحضور قائلاً: «أسعار الفائدة مرتفعة جداً يا سكوت. وإذا لم تصلح الأمر بسرعة، فسأطردك من العمل، حسناً؟» حاول وزير الخزانة، الذي يقود جهود البحث عن البديل، امتصاص حدة الموقف، مؤكداً لشبكة CNBC أن تصريحات ترامب كانت على سبيل «المزاح» وأن السياسة النقدية «أصبحت معقدة للغاية، والأمر يتجاوز مجرد خفض أسعار الفائدة».

هاسيت يتصدر السباق

تشير التقارير الصادرة عن وكالة بلومبرغ إلى أن مستشاري ترامب وحلفاءه يعتبرون كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، هو المرشح الأوفر حظاً لخلافة باول (الذي تنتهي ولايته في مايو 2026).

ويبدو أن هاسيت هو الخيار الأنسب لتنفيذ رغبة ترامب الفورية في خفض أسعار الفائدة، حيث صرح علناً في 20 نوفمبر بأنه «سيخفض أسعار الفائدة الآن» لو كان رئيساً للبنك الفيدرالي، مستنداً إلى أن «البيانات تشير إلى أننا يجب أن نفعل ذلك». كما انتقد هاسيت البنوك المركزية بسبب فقدان السيطرة على التضخم.

تأتي لعبة الكراسي الموسيقية هذه في الوقت الذي يمر فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي نفسه بانقسام واضح حول الخطوة القادمة لأسعار الفائدة، بعد خفضين متتاليين بمقدار ربع نقطة مئوية أوصلا النطاق إلى ما بين 3.75% إلى 4%.

الداعون للخفض: ارتفعت الأسواق المالية بعد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، يوم الجمعة، التي أشار فيها إلى وجود مجال «لمزيد من التعديل في الأمد القريب». يراهن المتداولون حالياً على احتمالات بنسبة 83% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماع 10 ديسمبر.

المتمسكون بالتثبيت

في المقابل، دعت رئيستا بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس وبوسطن، لوري لوغان و سوزان كولينز، إلى الإبقاء على أسعار الفائدة «لفترة من الوقت»، مشيرين إلى أن «السياسة التقييدية مناسبة للغاية في الوقت الحالي».

يضع هذا الانقسام السوق على حافة الهاوية، فإما أن يُعلن ترامب عن تعيين يدعم خفضاً فورياً، أو يترك القرار لباول في ظل ضغوط هائلة قبيل عطلة عيد الميلاد.