تكشف شركة «آبل» عن أحدث هواتف «آيفون»، الثلاثاء، يقول محللون إن التحدي الأكبر أمامها سيكون تجاوز إطلاق قد يُوصف بأنه باهت آخر، في وقت نجح فيه منافسوها في إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع في منتجاتهم وخدماتهم.
أما أبرز ما قد يجذب الأنظار هذا العام فهو هاتف يُشاع أنه سيُطرح تحت اسم «iPhone Air»، وهو جهاز أنحف من الإصدارات السابقة، ويستمد تسميته من حاسوب «MacBook Air» المحمول النحيف الذي تنتجه الشركة.
يرى محللون أن «آبل» ستكون مطالَبة بحل معضلة تقنية تتعلق بكيفية دمج البطاريات والكاميرات داخل جهاز أكثر نحافة، مع السعي لتسعيره في شريحة وسطية بين هواتف «آيفون 17» الأساسية والنماذج الأغلى من فئة «برو» لجذب أكبر عدد من المستهلكين، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».
وقال ديبانجان شاترجي، نائب الرئيس والمحلل الرئيسي في مؤسسة «فورستر» لرويترز، إن جهاز «آيفون» أنحف قد ينعش وتيرة الترقيات بين المستخدمين، مضيفاً: «لقد مضى وقت طويل منذ أن شهدنا أي تغيير جوهري في تصميم الجهاز، بخلاف تعديلات طفيفة متدرجة، ومن المرجح أن يدفع عامل التجديد في نسخة Air العديد من مستخدمي آيفون 14 و15 وحتى 16 إلى الترقية».
كما رجّح المحللون أن يشكل هذا الهاتف الأنحف خطوة انتقالية نحو جهاز «آيفون» قابل للطي بشكل مسطح أشبه بفتح كتاب، وسيكون بمثابة منصة لإطلاق نسخة مطورة من المساعد الصوتي «سيري»، إلا أن هذه الميزات غير متوقعة قبل العام المقبل.
ويرى محللون أن دخول «أبل» إلى سوق الهواتف القابلة للطي سيكون مهماً، خصوصاً في الصين، حيث يفضّل المستهلكون هذه الفئة، بينما تواجه الشركة تراجعاً في حصتها السوقية هناك.
مبيعات آبل من هواتف آيفون
تاريخياً استحوذت هواتف «آيفون» ذات الشريحة السعرية المتوسطة على نحو ربع مبيعات «آبل» الإجمالية، وفقاً لجين مانستر، الشريك الإداري في «ديب ووتر لإدارة الأصول» التي تملك أسهماً في الشركة. ويتوقع مانستر أن تعمد «آبل» إلى إيجاد وسيلة لرفع أسعار هواتفها عبر مختلف الطرازات، من دون الإشارة إلى رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية، وربما يكون ذلك عبر زيادة أسعار الطرازات ذات السعات التخزينية الأكبر.
قال جين مانستر: «لقد تعلموا كيفية التعامل بذكاء مع واشنطن، فالزيادة المباشرة في الأسعار قد لا تلقى قبولاً جيداً، لكنني أعتقد أن تكاليفهم في ارتفاع، وهم ملتزمون بتوسيع هوامش أرباحهم، ولتحقيق ذلك لا بد من إيجاد وسيلة ما».
تحديات الذكاء الاصطناعي
كانت «آبل» قد خططت لتحسينات كبيرة على المساعد الصوتي «سيري» في ربيع العام الماضي، لكنها أرجأت إطلاقها بسبب عقبات هندسية. وبدلاً من ذلك، لجأت إلى شراكة مع «أوبن إيه آي»، مطورة «تشات جي بي تي»، لتزويد أجهزتها بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة.
وعلى النقيض، صُممت هواتف «غوغل» الرائدة الأخيرة بشكل أساسي لإبراز قدرات نماذجها للذكاء الاصطناعي «جيميني»، كما أفاد تقرير إعلامي حديث بأن «أبل» تجري محادثات أولية لاستخدام «جيميني» لتجديد «سيري».
ويرى بن باجارين، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات التقنية «كرياتيف ستراتيجيس» أن «آبل» قد تسلط الضوء على القدرات المحسنة لمعالجة الذكاء الاصطناعي في الجيل الجديد من رقائق «آبل سيليكون»، والتي يمكن أن تمكّن مستقبلاً نسخة «وكيلة» من «سيري» قادرة على إنجاز مهام في الخلفية لمستخدمي نحو 2.35 مليار جهاز تابع للشركة حول العالم، من دون استنزاف بطارية الجهاز.
وقال بن باجارين: «قد يكون ذلك تمهيداً لنوع أوسع من التكامل الوكيلي مع نظام التشغيل، لأن نظام التشغيل سيكون الأكثر استفادة من قدرات الرقائق الجديدة في معالجة الذكاء الاصطناعي».
من جانبه أوضح بوب أودونيل، رئيس شركة TECHnalysis Research، أن اعتماد الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله المبكرة، لكن الفترة المتاحة أمام «آبل» للحاق بالمنافسة من دون تكبد انتكاسة طويلة الأمد باتت تُقاس بالأشهر لا بالسنوات.
وأضاف: «تمتلك الشركة حصة سوقية ضخمة في الولايات المتحدة، ومعظم المستخدمين راضون تماماً. لكن بحلول هذا الوقت من العام المقبل، إذا ظل أداء «سيري» سيئاً، وإذا لم تطلق آبل هاتفاً قابلاً للطي، فلا أعلم إن كان ذلك الرضا سيستمر».
