تشهد أوروبا قفزة غير مسبوقة في الطلب على أجهزة التكييف، وسط موجات حر قياسية وصيف أطول من المعتاد، حيث تمتلك 20% فقط من الأسر الأوروبية حالياً مكيفات هواء، مقارنة بـ90 % في الولايات المتحدة.
وبلغت الحرارة 39 درجة مئوية في مدن مثل باريس، ما أدى إلى قفزة حادة في مبيعات أجهزة التكييف، وبالتالي ارتفاع استهلاك الكهرباء بنسبة 25 % خلال موجات الحر هذا الصيف، مقارنة بمعدلات ما قبل الموسم.
وفي حين تصل نسبة امتلاك أجهزة التكييف في اليونان إلى 60 %، لا تتجاوز 19 % في ألمانيا، ما يعكس فجوة واضحة في القدرة على التكيف مع الحرارة بين دول الشمال والجنوب، بحسب «سي إن بي سي».
يأتي هذا بعد تحذير وكالة الطاقة الدولية من أن استمرار الاتجاه التصاعدي في الطلب على التبريد دون تنظيم قد يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء ثلاث مرات بحلول عام 2050، بما يهدد أهداف المناخ الأوروبية.
ووفقاً لبيانات جديدة نشرتها «يوروستات» أخيراً فإن إيطاليا تعد أكبر مستهلك للكهرباء المستخدمة في أجهزة التكييف على مستوى الاتحاد الأوروبي، حيث تمثل حوالي ثلث إجمالي الاستهلاك، البالغ أكثر من 60 ألف تيراجول، بمعدل يصل إلى 23 ألف تيراجول سنوياً.
وتعرضت إيطاليا خلال السنوات الأخيرة لموجات حر شديدة، وصلت درجات الحرارة فيها إلى 48 درجة مئوية في مناطق مثل صقلية وسردينيا.
كما أن البلاد تضم أكبر نسبة من كبار السن في أوروبا، ما يجعل سكانها أكثر عرضة لمخاطر الحرارة المرتفعة، ويفسر الاعتماد الكبير على التبريد، هذه الأسباب تجعل إيطاليا في المقدمة من حيث استهلاك مكيفات الهواء.
يأتي بعد إيطاليا اليونان في المرتبة الثانية على الرغم من صغر حجمها، حيث استهلكت أكثر من 8000 تيراجول سنوياً، تليها فرنسا، ثم إسبانيا وألمانيا.
