فقدت البنوك البريطانية الكبرى ودائع تُقدر بنحو 100 مليار جنيه استرليني (133 مليار دولار) في الفترة بين 2019-2024، مع تزايد توجه العملاء نحو المصارف الرقمية والمؤسسات المالية الأخرى التي تقدم عوائد عليا على المدخرات.
وأشار تقرير صادر عن شركة «كيه بي إم جي»، إلى أن البنوك الرقمية تمكنت من اجتذاب العملاء بعيداً عن نظيرتها التقليدية، من خلال تقديم معدلات فائدة أكثر جاذبية، ما أدى إلى تراجع الحصة السوقية للبنوك الكبرى من 84% في 2019 إلى 80% في 2024.
في الوقت ذاته، تراجعت أرباح القطاع المصرفي البريطاني قبل الضرائب بنحو 3.7 مليارات جنيه استرليني خلال العام الماضي، في أول انخفاض كبير منذ التعافي الذي أعقب جائحة كورونا.
وحذرت الشركة من أن البنوك تواجه ضغوطاً متزايدة للتكيف مع متغيرات جوهرية في السوق، تشمل ارتفاع التكاليف وتزايد المنافسة، خاصة مع الانتقادات التي وُجّهت للبنوك التقليدية خلال الفترة الماضية بشأن ضعف العوائد المقدمة للمودعين.
ويأتي لجوء العملاء إلى البنوك الرقمية في أعقاب فترة اتُّهمت فيها البنوك التقليدية بـ«التربح» من ارتفاع أسعار الفائدة ومن خلال تقديم عوائد زهيدة للمدخرين.
يذكر انه تم استدعاء المسؤولين التنفيذيين من أسماء كبيرة في القطاع المصرفي مثل مجموعة لويدز المصرفية، ونات ويست، وإتش إس بي سي، وباركليز، إلى اجتماعات مع المنظمين وأعضاء البرلمان في عام 2023، وسط مخاوف من أن الفائدة المعروضة على المدخرات متأخرة كثيراً عن أسعار الفائدة المرتفعة على الرهن العقاري والقروض.
وأثارت هذه المخاوف جدلاً حول ما إذا كان ينبغي للحكومة فرض ضريبة أرباح مفاجئة على البنوك، لتعويض التكاليف التي تكبدها المستهلكون خلال أزمة غلاء المعيشة. حيث طُبّقت سياسات مماثلة في جمهورية التشيك وليتوانيا وإسبانيا، لكن السياسيين في المملكة المتحدة رفضوا حتى الآن اتباعها.
وقال بيتر ويستليك، الشريك في فريق استراتيجية الخدمات المصرفية في «كيه بي إم جي»، المملكة المتحدة: «تواجه البنوك بيئةً تتسم بانخفاض معدلات النمو وارتفاع التكاليف، ما يتطلب تحولاً سريعاً. وبينما نتوقع أن تبقى الربحية قوية بشكل عام هذا العام، يتعين على القطاع بأكمله إظهار مدى استعداده للتحديات المقبلة».
وارتفعت تكاليف البنوك بنسبة 6% في عام 2024، وهو ما قد يؤدي -إلى جانب انخفاض الإنتاجية بين العمال- إلى زيادة الضغوط على أرباح البنوك، وفقاً لتقرير «كيه بي إم جي».
اقترح ويستليك أن تلجأ البنوك إلى أساليب أقل تقليدية لزيادة أرباحها، بما في ذلك اعتماد الذكاء الاصطناعي. وقال: «الفائزون هم من يتجاوزون خفض التكاليف التكتيكي، ويتعاملون بشكل استباقي مع تحديات السوق القادمة من خلال تطوير نماذج الأعمال».
