حرب تجارية بين واشنطن وبكين والشارع الصيني هادئ

محطة مترو الأنفاق في بكين تعج بالمارة بعد عطلة السنة القمرية الجديدة
محطة مترو الأنفاق في بكين تعج بالمارة بعد عطلة السنة القمرية الجديدة

احتفظ المارة على طول الواجهة البحرية في شنغهاي، أمس، بهدوئهم ولم يعبروا عن مواقف انفعالية في مواجهة احتمال تصعيد الحرب التجارية، بعدما أعلنت الصين أنها ستفرض، رداً على الولايات المتحدة، رسوماً جمركية على واردات الطاقة والمركبات والمعدات الأمريكية، وذلك بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية نسبتها 10 في المئة تضاف إلى تلك المفروضة أساساً على المنتجات المستوردة من الصين، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت.

رسوم

وأعلنت بكين أنها ستفرض رسوماً نسبتها 15 في المئة على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال الآتية من الولايات المتحدة، بينما ستفرض رسوماً نسبتها 10 في المئة على واردات الخام والآليات الزراعية والمركبات ذات المحركات الكبيرة والشاحنات الصغيرة.

وأعلنت السلطات الصينية عن رسوم جمركية تطال مجموعة أوسع من السلع.

واعتُبرت خطوة ترامب الأحدث في في إطار حرب تجارية متصاعدة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، بدأت قبل ثماني سنوات خلال ولاية ترامب الأولى.

وفي اليوم الأخير من عطلة رأس السنة القمرية الصينية، بدا صينيون عديدون غير منزعجين من الأخبار.

وقال نيان البالغ 48 عاماً: «أعتقد أن الحرب التجارية الدائرة حالياً، التي تشمل فرض قيود على أشباه الموصلات، جيدة (للصين)».

وأضاف: «سنصبح مستقلين، سنكون أفضل»، مقدماً مثالاً شركة الذكاء الاصطناعي الصينية «ديب سيك» DeepSeek، التي تصدّرت عناوين الأخبار أخيراً ببرنامج دردشة يمكنه منافسة البرامج الأمريكية بجزء بسيط من التكلفة.

وقال محللون إن ضوابط التصدير الأمريكية على الرقائق العالية التقنية ربما أسهمت في نجاح الشركة من غير قصد، من خلال دفعها إلى تطوير طرق ذكية للتغلب على الضوابط.

وأكد نيان أن الاقتصاد الصيني قادر على التغلب على العلاقة العاصفة مع واشنطن.

ثقة نسبية

وقال تشو (36 عاماً) إنه يعتقد أن معظم الصينيين «واثقون نسبياً» من الاقتصاد على المدى الطويل، لكنه تدارك «بوجود هذا النوع من الحرب التجارية. يلحق الضرر الأكبر في الواقع بمصالح الناس العاديين»، مشيراً إلى هاتف من نوع «آيفون» يحمله كمثال على منتج قال إنه قد يتأثر في النهاية.

ولفت إلى أنه لا يكن أي ضغينة لترامب، معتبراً أن المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم «منافسة صحية».

وأعربت كارن تشانغ (البالغة 42 عاماً) عن شعورها بالقلق من أن تؤثر الرسوم الجمركية في حياة الذين يعيشون في المدن الكبرى في الصين، ومع ذلك قالت إن بكين محقة في الرد.

وعبّرت عن اعتقادها أن ما يحدث «ليس بالأمر الجيد»، لكنها رأت أن «الصين ليس أمامها خيار أيضاً».

وأضافت: «تنفذ الولايات المتحدة بعض الإجراءات والسياسات الشديدة جداً ضد الصين، لذلك يتعين على الصين الرد. لا يمكننا أن نسمح لهم بالتنمر علينا».

وتعد الصين سوقاً رئيسياً لصادرات الطاقة الأمريكية.

وبحسب بيانات بكين الجمركية، بلغ مجموع واردات النفط والفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة أكثر من 7 مليارات دولار العام الماضي.

لكن الرقم أقل بكثير من واردات الصين من قوى تقيم معها علاقات ودية مثل روسيا، التي بلغت قيمة وارداتها منها العام الماضي 94 مليار دولار.

وقالت الصين إن الخطوة الأمريكية «تنتهك بشكل خطير قواعد منظمة التجارة العالمية، ولا تسهم في حل مشكلاتها الخاصة، وتعطل التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين الصين والولايات المتحدة».