«مسار 33» مشروع مبتكر لجمارك دبي لتمكين الكوادر المواطنة

لقطة تذكارية عقب مراسم تخريج إحدى دفعات البرنامج
لقطة تذكارية عقب مراسم تخريج إحدى دفعات البرنامج
عبدالله بوسناد
عبدالله بوسناد
محمد الغفاري
محمد الغفاري

أطلقت جمارك دبـي فـي نوفمبر الماضي برنامج «مسار 33»، كمشروع استراتيجي مستدام مبتكر، يستهدف تمكين جيل جديد من الكوادر المواطنة فـي مجال العمل الجمركي. جاء ذلك فـي إطار الرؤية الاستراتيجية لجمارك دبي لبناء كفاءات وطنية مؤهلة، قادرة على تعزيز أمن الحدود، ودعم التجارة المشروعة، ودعم تطوير رأس المال البشري.

ومنذ انطلاقه، مثّل البرنامج علامة بارزة فـي مساعي الدائرة نحو بناء منظومة مهنية جمركية متكاملة، تقوم علـى الاحترافية، الجاهزية، والامتثال لأعلى المعايير الجمركية والأمنية والتنظيمية.

وقد بدأ البرنامج بمراحل اختيار دقيقة، أعقبتها تدريبات أكاديمية وميدانية مكثفة، بالتعاون مع شركاء استراتيجيين، وعلى رأسهم أكاديمية شرطة دبي وجامعة دبي.

وشمل التدريب محاور متعددة، منها: (الإجراءات الجمركية، تحليل السلوكيات المشبوهة، المهارات السلوكية والإدارية، التفتيش والرصد.

المفاهيم الأساسية فـي العمل الجمركي، قوانين وتشريعات الجمارك والعلوم الجمركية، مهارات التواصل، وأساسيات الأمن الجمركي).

كما تضمن البرنامج ورشاً تطبيقية تحاكي واقع العمل الجمركي، من خلال التدريب فـي جميع الإدارات بالدائرة، وذلك فـي إطار بيئة تدريبية تفاعلية وميدانية.

3 دفعات

وخلال فترة وجيزة، شهد البرنامج تخريج ثلاث دفعات من المشاركين، بلغ عددهم 76مفتشاً ومفتشة من خريجي الثانوية العامة، تم تعيينهم رسمياً فـي وظائف مفتشين جمركيين فـي مواقع مختلفة فـي المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية.

وقال الدكتور عبدالله بوسناد مدير عام جمارك دبـي: انسجاماً مع رؤية دبـي الطموحة 2030 لتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً رائداً فـي التنويع الاقتصادي، يأتي برنامج «مسار 33» التدريبي، ليجسد التزام جمارك دبـي بتطوير الكفاءات الوطنية، وإعداد جيل جديد من القيادات فـي القطاعين اللوجستي والجمركي، ويُعد هذا البرنامج النوعي، الموجه للطلبة، خطوة استراتيجية نحو بناء قاعدة بشرية مؤهلة، قادرة علـى مواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة، وتلبية احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية فـي مجالات الجمارك والخدمات اللوجستية.

وأضاف: اكتسب خريجو البرنامج مهارات متقدمة فـي العمل الجمركي، تسهم فـي رفع كفاءة العمليات، وتعزيز جودة الخدمات، ويتكامل ذلك مع أهداف أكاديمية دبـي اللوجستية، التي أُطلقت في نوفمبر الماضي، كمنصة تعليمية متخصصة لتطوير المواهب القيادية فـي قطاعي الخدمات اللوجستية والجمركية، دعماً لمستهدفات أجندة دبـي الاقتصادية (D33)، الرامية إلـى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة، وترسيخ مكانتها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية فـي العالم.

وأوضح مدير عام جمارك دبـي، أن ما نقوم به اليوم من استثمار فـي الكفاءات الوطنية، يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبـي، رعاه الله، الذي أكد أن الرهان الحقيقي لدولة الإمارات فـي صناعة المستقبل، يرتكز على أبنائها وكوادرها الوطنية القادرة على بناء تنمية شاملة ومستدامة، وهذا ما نحرص علـى ترجمته عملياً، من خلال برامج نوعية، مثل مسار 33، التي تضع الإنسان فـي قلب التنمية، وتمنحه الأدوات اللازمة للتميز والريادة.

ولفت إلـى أن برنامج «مسار 33»، أتاح للطلاب فرصة مميزة للانخراط فـي بيئة عمل واقعية، والتعرف عن قرب إلى طبيعة العمل الجمركي، ما يجعله نموذجاً حياً لاستراتيجية جمارك دبـي فـي استقطاب وتأهيل الكفاءات الوطنية من جيل الشباب المواطن، وقال: «نحن نؤمن أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، وهؤلاء الشباب والشابات، هم الامتداد الطبيعي لرؤية قيادتنا فـي بناء كوادر وطنية مؤهلة، لمواجهة تحديات العمل الجمركي والأمني، ويتميز البرنامج بطابعه المستدام، إذ لا يقتصر علـى دفعة واحدة، بل يُشكل مساراً تدريبياً طويل الأمد، يمد جمارك دبـي بالكفاءات الوطنية المؤهلة».

وأشاد بالشراكات الاستراتيجية التي تجمع جمارك دبـي مع المؤسسات التدريبية الرائدة، والتي تسهم فـي إعداد جيل وطني متمكن، يعزز دور دبـي محوراً رئيساً للتجارة والخدمات اللوجستية والابتكار، انسجاماً مع تطلعات القيادة الرشيدة لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة.

نقلة نوعية

من جانبه، قال محمد الغفاري المدير التنفيذي لقطاع الموارد البشرية فـي جمارك دبـي، تواصل جمارك دبـي إطلاق مثل هذه المبادرات النوعية، التي تُسهم فـي دعم منظومة الأمن الجمركي وحماية الحدود، وتعزيز مكانة دبـي مركزاً عالمياً للتجارة الآمنة. مشيراً إلـى أن البرنامج خلال 7 أشهر من التدريب والتأهيل، نجح فـي تخريج ثلاث دفعات متتالية، بلغ عددها 76 موظفاً وموظفة، تم استيعابهم ضمن منظومة العمل الفعلي فـي جمارك دبـي.

وهذا الإنجاز لا يُعد فقط مؤشراً علـى فعالية البرنامج، بل يُمثّل أيضاً نموذجاً ناجحاً لسياسات التوطين الذكي، القائم علـى الكفاءة والجدارة. لبناء جيل احترافي جديد من المفتشين الجمركيين، ممن يجمعون بين المعرفة الأكاديمية والخبرة الميدانية، ويقفون في الخطوط الأمامية لحماية حدود وأمن الوطن، وتأمين حركة التجارة.