ارتفعت توزيعات الأرباح العالمية إلى رقم قياسي قدره 1.75 تريليون دولار في عام 2024، مسجلة زيادة بنسبة 6.6 %، ما يعزز الأهمية المتزايدة للاستثمار القائم على الدخل.
وكانت الإمارات العربية المتحدة من بين 17 دولة سجلت أرقاماً قياسية جديدة في توزيعات الأرباح، مما عزز مكانتها كوجهة استثمارية رائدة.
تواصل الأسهم المدرجة في الإمارات، المعروفة بتقديمها مزيجاً من الاستقرار والعوائد القوية، جذب المستثمرين بتركيزها المستمر على مكافأة المساهمين.
مع دخولنا عام 2025، تظل الشركات الإماراتية ملتزمة بمكافأة مساهميها، حيث تظهر فرص جذابة في قطاعات البنوك والطاقة والعقارات. ويؤكد هذا النمو قدرة الإمارات على مواكبة الأسواق العالمية. وأكد جوش جيلبرت، المحلل السوقي في eToro، الأداء المتميز للقطاع المالي الإماراتي، قائلاً: «كان القطاع المالي أحد أبرز القطاعات أداءً، حيث استفادت البنوك الإماراتية من ارتفاع أسعار الفائدة والتوسع الاقتصادي. على سبيل المثال، رفع مصرف أبوظبي الإسلامي (ADIB) توزيعات أرباحه إلى 50 % من أرباحه السنوية، مما يعكس النمو القوي في أرباح هذا القطاع».
كما كان لشركات الطاقة تأثير كبير، حيث أعلنت شركة أدنوك للغاز عن توزيع أرباح بقيمة 12.5 مليار درهم (3.41 مليارات دولار)، بدعم من ارتفاع أسعار النفط والتزامها بنمو سنوي بنسبة 5 % في توزيعات الأرباح.
أما في قطاع العقارات، فقد ضاعفت شركة إعمار العقارية توزيعات أرباحها إلى 8.8 مليارات درهم، بدعم من مبيعات قياسية للعقارات والطلب القوي في السوق. هذه القطاعات، المدعومة بأسس قوية، توفر للمستثمرين مزيجاً جذاباً من الدخل والاستقرار. واستمرار الشركات الإماراتية في إعطاء الأولوية لعوائد المساهمين يعزز من قوة السوق المحلية. ومع ذلك، لا يزال موضوع استدامة هذه التوزيعات قيد النقاش. بينما شهد عام 2024 توزيعات أرباح قياسية، قد لا يتم تكرار بعض الزيادات، مثل توزيع إعمار 100 % من رأسمالها، سنوياً. هذه القطاعات دورية، وقد تتأثر توزيعات الأرباح بظروف السوق.
وأشار جيلبرت إلى أمثلة من الأسواق العالمية، مسلطاً الضوء على الشركات الأسترالية الكبرى مثل بي إتش بي وريو تينتو، التي قامت مؤخراً بتخفيض توزيعاتها بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية نتيجة لانخفاض أسعار خام الحديد. ومع ذلك، فإن القوة الأساسية للشركات الإماراتية تشير إلى أن توزيعات أرباحها ستظل تنافسية.