أنهت الأسواق العالمية الأسبوع الأول من ديسمبر على إيقاع الترقب، في ظل تصاعد الحساسية تجاه قرارات السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي يستعد لعقد اجتماعه الأخير في العام 2025 الأسبوع المقبل، وسط رهانات كبيرة على خفض أسعار الفائدة، ففي «وول ستريت» بدت المؤشرات الأمريكية أكثر تماسكاً، مدفوعة بمزيج من التفاؤل الحذر، فيما تباين الأداء في أوروبا تحت ضغط الضبابية الاقتصادية وتداخل الإشارات القادمة من الأسواق العالمية.
أما في آسيا وأسواق السلع فقد انعكس المزاج العالمي على حركة المؤشرات والذهب والنفط، في مشهد يعكس بوضوح أن الأسواق لم تدخل بعد مرحلة اليقين، إذ تعيش بين حسابات السياسة النقدية وتقلبات الأوضاع الاقتصادية الأوسع نطاقاً.
مكاسب متفاوتة
واختتمت المؤشرات الأمريكية تعاملات الأسبوع على مكاسب جماعية متفاوتة، مدفوعة بحالة من الترقب الحذر في وول ستريت قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر عقده الأسبوع المقبل، والذي يعد الاجتماع الأخير للسياسة النقدية في عام 2025، وسط تصاعد التوقعات باتجاه خفض أسعار الفائدة.
وسجل مؤشر «داوجونز» الصناعي ارتفاعاً أسبوعياً بنحو 238 نقطة، منتقلاً من مستوى 47716 نقطة إلى 47954 نقطة، بنسبة صعود بلغت 0.50%.
كما صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 21.40 نقطة خلال الأسبوع، ليغلق عند مستوى 6870.40 نقطة مقارنة بـ 6849 نقطة في الأسبوع السابق، محققاً مكاسب نسبتها 0.31%.
وتصدر مؤشر «ناسداك» المركب مكاسب الأسواق الأمريكية، مرتفعاً بنحو 212.13 نقطة، لينهي الأسبوع عند مستوى 23578.128 نقطة مقابل 23366 نقطة في نهاية الأسبوع الماضي، بنسبة ارتفاع بلغت 0.91%.
تأتي هذه المكاسب بالتزامن مع تصاعد رهانات الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية في الاجتماع المرتقب، لا سيما بعد البيانات الجديدة المتأخرة.
وتشير أداة «فيد ووتش» إلى احتمال نسبته 87.2 % لخفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي يومي التاسع والعاشر من ديسمبر.
أما بالنسبة لأداء مجموعة من أبرز الأسهم في «وول ستريت» فقد سجلت أسهم تسلا مكاسب أسبوعية بأكثر من 5%، وارتفعت «إنفيديا» بنسبة 3%، وكذلك أسهم ميتا بنسبة 4%، فيما تراجعت أسهم أمازون بنسبة 1.6%.
تباين المؤشرات الأوروبية
ولم تكن التحركات في «وول ستريت» بمعزل عن بقية الأسواق، ذلك أن الترابط بين المؤشرات العالمية أكثر وضوحاً في ظل العولمة المالية، وتسارع تدفقات رؤوس الأموال العابرة للحدود، ومن ثم أنهت المؤشرات الأوروبية تعاملات الأسبوع الأول من ديسمبر على أداء متباين، في ظل حالة من الحذر والترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية مع اقتراب اجتماع الفيدرالي.
وحقق مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي مكاسب أسبوعية طفيفة، بعد أن ارتفع من مستوى 576 نقطة إلى 578.77 نقطة، محققاً مكاسب أسبوعية قدرها 2.77 نقطة، وبنسبة نمو بلغت 0.48%.
كما سجل مؤشر «داكس» الألماني أفضل أداء بين المؤشرات الكبرى، بعدما صعد من 23837 نقطة الأسبوع الماضي إلى 24028.14 نقطة هذا الأسبوع، محققاً مكاسب أسبوعية بلغت 191.14 نقطة، بنسبة ارتفاع 0.80%.
في المقابل تعرضت بعض الأسواق لضغوط بيعية، إذ تراجع مؤشر «كاك» الفرنسي بشكل محدود من 8123 نقطة إلى 8114.74 نقطة، بخسائر بلغت 8.26 نقاط، بنسبة انخفاض 0.10%، بينما كان الأداء الأضعف من نصيب مؤشر «فوتسي» البريطاني، الذي هبط من 9721 نقطة إلى 9667.01 نقطة، مسجلاً خسائر أسبوعية بلغت 53.99 نقطة، وبنسبة تراجع 0.56%.
يعكس هذا الأداء المتباين حالة الترقب، التي تهيمن على شهية المستثمرين قبيل اجتماع الفيدرالي، في وقت تتزايد فيه الرهانات على دورة خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يعيد رسم خريطة تدفقات رؤوس الأموال عالمياً، ويحدد اتجاهات الأسواق خلال العام 2026.
وتعتمد الأسواق بشكل كبير على الإشارات المستقبلية بشأن وتيرة الخفض المتوقعة في 2026، لا سيما أن التضخم لا يزال بعيداً نسبياً عن المستوى المستهدف عند 2%.
«نيكاي» يقلّص مكاسبه الأسبوعية
وفي اليابان قلّص مؤشر «نيكاي» مكاسبه الأسبوعية إلى نحو 0.5% بانتهاء تعاملات الجمعة، لينهي الأسبوع عند 50491.87 نقطة، مقارنة مع إغلاق الأسبوع السابق عند 50254 نقطة. يأتي ذلك في ظل ترقب المستثمرين لقرارات السياسة النقدية من بنك اليابان ولجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الأمريكية.
مكاسب أسبوعية للنفط
وسجلت أسعار النفط مكاسب أسبوعية، بدعم من الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل، وكذلك مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، علاوة على تبدد آمال التوصل لاتفاق سلام أسرع فيما يخص الحرب في أوكرانيا.
وانخفضت أسعار الخام الأمريكي بنسبة 2.6% خلال الأسبوع، لتسترد مستويات الـ 60 دولاراً من جديد، وتحديداً عند 60.08 دولاراً للبرميل، مقارنة مع 58.55 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
أما بالنسبة لخام «برنت» فقد سجل مكاسب أسبوعية بأقل من 1%، مسجلاً عن تسوية تعاملات يوم الجمعة 63.75 دولاراً للبرميل، مقارنة مع 63.2 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
وفي المقابل سجل الذهب أداء مستقراً نسبياً خلال تعاملات الأسبوع ليتداول بنهاية التعاملات فوق مستويات 4200 دولار للأونصة، كما شهد الأسبوع تسجيل الفضة أعلى مستوى قياسي، بمكاسب أسبوعية بنحو 4% فوق مستوى الـ 58 دولاراً، بعد أن لامست مستوى قرب الـ 60 دولاراً، خلال تعاملات الجمعة، لتعزز مكاسبها منذ بداية العام بنسبة 98%.

