ألقت جولة جديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بهدف تسوية خلاف تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، بظلالها على مؤشرات الأسواق العالمية التي شهدت أداء متبايناً خلال التداولات. ففي نيويورك، ارتفعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية مع متابعة المستثمرين لهذه الجولة من المفاوضات. وصعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.29%، وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.33%، وتقدم مؤشر «ناسداك» المجمع بنسبة 0.47%.
فيما تراجعت الأسهم الأوروبية عند الإغلاق في تعاملات حذرة، إذ تجنب المستثمرون القيام بمراهنات كبيرة في انتظار نتيجة المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن. وأغلق مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي على انخفاض طفيف بنسبة 0.40% بعد مكاسب لأربع جلسات متتالية، وهي أطول سلسلة مكاسب متتالية في ثلاثة أسابيع. وتراجع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.54%، ونزل مؤشر «فايننشال تايمز» بنسبة 0.06%، وهبط مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 0.17%. وكان حجم التداول ضعيفاً نظراً لإغلاق الأسواق في سويسرا والدنمرك والنرويج بسبب عطلة.
وكان قطاع المرافق من أكبر الخاسرين، وغالباً ما يحظى بمتابعة باعتباره مؤشراً على السندات. وأدى تراجع سندات منطقة اليورو إلى الضغط على المؤشر. ومع انعقاد اجتماع بين مسؤولين أمريكيين وصينيين في لندن، سعت الأسواق إلى الحصول على أي علامات ملموسة على إحراز تقدم قد يخفف من حدة التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال دانييل كوتسوورث محلل الاستثمار لدى «إيه.جيه بيل»: يمكن أن تتغير المحادثات التجارية بسرعة، ففي دقيقة واحدة، تعتقد أن كل شيء يسير على ما يرام وفي الدقيقة التالية، يظهر شيء آخر، وبالتالي فإن المستثمرين بالتأكيد يتبعون نهجاً حذراً للغاية.
وفي طوكيو، ارتفع مؤشر «نيكاي» الياباني قبيل محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن، إذ يترقب المستثمرون أي تخفيف محتمل للقيود على صادرات أشباه الموصلات. وتهيمن الصين على الصادرات العالمية من المعادن الأرضية النادرة اللازمة لصناعة الرقائق وغيرها من التقنيات المتقدمة، والتي فرضت قيوداً عليها، بينما قلصت الولايات المتحدة صادراتها من برمجيات تصميم الرقائق إلى الصين، وهو ما يضع ضغطاً على البلدين لتخفيف التوتر.
وارتفع مؤشر «نيكاي» بنسبة 0.92%، وصعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.58%. وقال يونوسوكي إيكيدا كبير محللي الاقتصاد الكلي في «نومورا»: «محادثات التجارة في لندن، ستكون على أقل تقدير، خطوة في اتجاه تخفيف القيود على صادرات الرقائق بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما دعم القطاع اليوم».