أداء أسبوعي متباين للأسواق العالمية انتظاراً لقرار الفائدة

 مستثمر يتابع أداء المؤشرات في «وول ستريت»
مستثمر يتابع أداء المؤشرات في «وول ستريت»

بيانات الوظائف الأضعف من المتوقع تضغط على أداء المؤشرات الرئيسة لـ «وول ستريت»

سجلت الأسواق العالمية افتتاحية متباينة هذا الشهر، فبينما تكبد المؤشر الأوروبي خسائر أسبوعية، استهلت المؤشرات الأمريكية تعاملات سبتمبر - الضعيف تاريخياً - بأداء أسبوعي متباين، مع تطلع المستثمرين إلى بيانات التضخم، وقرار الفائدة المرتقب من بنك الاحتياطي الفيدرالي، لا سيما بعد بيانات الوظائف الأخيرة الأضعف من المتوقع.

بينما في آسيا، سجل مؤشر «نيكاي» الياباني مكاسب أسبوعية، رغم التوترات السياسية الحالية، وبدعم من تعهدات رئيس الوزراء بحزمة تحفيزية في الخريف.

وعلى صعيد أسواق السلع، فقد سجلت أسعار النفط خسائر أسبوعية - هي الأولى في ثلاثة أسابيع - تحت ضغط التوقعات المرتبطة بارتفاع المعروض. بينما على الجانب الآخر، وصل الذهب إلى قمة قياسية جديدة، بدعمٍ من توقعات خفض أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي المرتقب، وبما يعزز من الطلب على المعدن الأصفر.

تباين في «وول ستريت»

تباين أداء المؤشرات الأمريكية الرئيسة خلال الأسبوع الأول من سبتمبر، ففي الوقت الذي سجل فيه مؤشرات «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك»، مكاسب أسبوعية، تكبد «داو جونز» الصناعي خسائر.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 0.33 %، عند النقطة 6481.50، مقارنة مع إغلاق الأسبوع الأخير من أغسطس، عند مستوى 6460.26 نقطة. كما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنحو 1.14 %، إلى 21700.388 نقطة، مقابل 21455.552 نقطة الأسبوع الماضي.

على الجانب الآخر، سجل مؤشر «داو جونز» الصناعي خسائر أسبوعية بنحو 0.32 %، منهياً التعاملات عند مستوى 45400.86 نقطة، مقابل 45544.88 نقطة الأسبوع الماضي.

وضغطت بيانات الوظائف الأضعف من المتوقع على أداء المؤشرات الرئيسة، خلال جلسة نهاية تعاملات الأسبوع، والتي شهدت تراجعات جماعية.

وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل، أن الاقتصاد أضاف 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس. وهذا أقل من توقعات الاقتصاديين البالغة 75 ألف وظيفة. كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3 %، متوافقاً مع التوقعات.

وفي ما يتعلق بأداء مجموعة من أبرز الأسهم في «وول ستريت»، فقد سجلت «أبل» ارتفاعاً أسبوعياً بأكثر من 3 %، كما ارتفعت أسهم «تسلا» بنحو 1.5 % -بعد الإعلان عن حزمة التعويضات والمكافآت المحتملة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك، والتي قد تصل إلى تريليون دولار- كما ارتفعت أسهم «ميتا» بنحو 0.18 %.

فيما تراجعت صناعة الرقائق «إنفيديا» - أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم - بأكثر من 7 % خلال الأسبوع.

وتترقب «وول ستريت» بيانات التضخم الأسبوع المقبل، بينما الأنظار معلقة عند اجتماع الفيدرالي الأمريكي، بعد أقل من أسبوعين، وسط توقعات بخفض شبه مضمون في أسعار الفائدة، لا سيما بعد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي، جيروم باول، التي ألمح فيها لهذا الاتجاه، خلال ندوة جاكسون هول، في وقت سابق الشهر الماضي.

محصلة أوروبية حمراء

وسجل المؤشر الأوروبي «ستوكس» خسائر أسبوعية، متراجعاً بنحو 0.26 %، إلى مستوى 549.21 نقطة، مقارنة مع 550.62 نقطة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك تحت ضغط تقييم المستثمرين -في جلسة نهاية التعاملات- لأحدث بيانات الوظائف الأمريكية الأضعف من المتوقع.

وشهد مؤشر الطاقة تراجعاً حاداً بنهاية الأسبوع، تحت ضغط من التوقعات المتزايدة المرتبطة بتخمة العرض وانخفاض أسعار النفط.

وفي أكبر اقتصاد أوروبي، تراجع مؤشر «داكس» الألماني على نطاق أوسع بنسبة 1.35 %، إلى مستوى 23596.98 نقطة، هبوطاً من 23919.62 نقطة، بنهاية الأسبوع الماضي. كما تراجع مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 0.38 % تقريباً، إلى النقطة 7674.78، قياساً بمستوى 7703.90 نقطة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، المنتهي في 29 أغسطس.

بينما خالف مؤشر «فوتسي» البريطاني اتجاه المؤشرات الرئيسة، ليسجل ارتفاعاً بنسبة 0.23 %، إلى مستوى 9208.21 نقاط، مقارنة مع إغلاق الأسبوع الماضي عند 9187.34 نقطة.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو ارتفاعاً بنسبة 0.1 %، في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بالربع الأول، كما صعد معدل التوظيف في المنطقة 0.1 %، على أساس ربع سنوي،

و0.6 % على أساس سنوي، في الربع الثاني.

مكاسب في اليابان

وسجل مؤشر «نيكاي» الياباني مكاسب أسبوعية بنحو 0.7 %، منهياً التعاملات عند مستوى 43018.75 نقطة، قياساً بإغلاق الأسبوع الأخير من أغسطس عند 42718.47 نقطة.

تأتي تلك المكاسب، رغم حالة عدم اليقين الداخلية في طوكيو، وتأثير العوامل السياسية، في ظل ترقب المستثمرين تصويت مشرعي الحزب الحاكم في البلاد، يوم الاثنين، على إمكانية إجراء انتخابات استثنائية، وبما يمكن أن يؤدي للإطاحة برئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، وبما قاد في وقت سابق من الأسبوع إلى عمليات بيع مكثفة للين والسندات الحكومية.

وكان رئيس الوزراء قد استبق ذلك التصويت المرتقب، بإعلانه يوم الجمعة، عن اعتزامه إطلاق حزمة إجراءات اقتصادية جديدة هذا الخريف.

تراجع النفط

ومُنيت أسعار النفط بخسارة أسبوعية، هي الأولى في ثلاثة أسابيع، وذلك في خطٍ متوازٍ مع التوقعات المرتبطة بزيادة المعروض، فضلاً عن البيانات الأمريكية التي تكشف عن ارتفاع المخزونات بالولايات المتحدة (بمقدار 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي)، ما عزز مخاوف الطلب.

وعند تسوية تعاملات الجمعة 5 سبتمبر، سجلت العقود الآجلة لخام برنت 65.50 دولاراً للبرميل، مقابل 68.12 دولاراً بنهاية تعاملات شهر أغسطس، وبما يمثل تراجعاً بنحو 3.85 %.

كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 61.87 دولاراً للبرميل، قياساً بـ 64.01 بنهاية الأسبوع السابق عليه، وبخسائر أسبوعية بنحو 3.34 %. وتترقب أسواق النفط اجتماع أوبك بلس يوم الأحد. بينما نقلت «رويترز» عن مصادرها، أن الدول الأعضاء ستدرس زيادة الإنتاج.

قمة جديدة للذهب

أما في ما يتعلق بالذهب، فقد اخترق مستوىً قياسياً جديداً هذا الأسبوع، بدعم من تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماع سبتمبر المرتقب من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، وبعد تقرير الوظائف الأخير الأضعف من المتوقع.

وسجل المعدن الأصفر مكاسب أسبوعية، هي الأقوى في نحو أربعة أشهر. واستقرت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر عند 3653.30 دولاراً بارتفاع، الجمعة.

ومنذ بداية العام وحتى الآن، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 37 %، وذلك بعد ارتفاع بنحو 27 % العام الماضي 2024، بدعم من حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق، وتراجع الدولار، ومشتريات البنوك التجارية، والغموض المرتبط بالرسوم الجمركية وتداعياتها.