«وول ستريت» تنتعش وتتجاوز صدمة بيانات البطالة الأمريكية

انتعشت الأسهم الأمريكية، الخميس، وتجاوزت صدمة بيانات أظهرت ضعف سوق العمل، وسط آمال المستثمرين في استئناف خفض الفائدة من قبل الفيدرالي هذا الشهر.

وخلال التعاملات ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 0.67% أو 48 نقطة إلى 45573.03 وارتفع مؤشر ستاندر آند بورز 500 بنسبة 0.60% إلى 6486.5 نقطة، وصعد «ناسداك» المجمع 0.68% إلى 21644.22 نقطة.

وأظهرت بيانات «إيه دي بي»، إضافة القطاع الخاص الأمريكي 54 ألف وظيفة في أغسطس، بينما كان متوقعًا إضافة 75 ألفاً، ما زاد من مخاوف ضعف سوق العمل.

ويترقب المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الجمعة، مع توقعات بإضافة الاقتصاد الأمريكي 75 ألف وظيفة خلال أغسطس، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%.

ويتوقع المستثمرون حالياً احتمالية بنسبة 97.6% لخفض أسعار الفائدة الأمريكية 25 نقطة أساس هذا الشهر، مقابل احتمالية بنسبة 86.7% قبل أسبوع، بحسب أداة «سي إم إي فيدووتش».

وارتفع عدد الطلبات المقدمة للحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بأكثر من المتوقع، ما يعزز المخاوف بشأن صحة سوق العمل.

إعانات البطالة
وكشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية عن ارتفاع عدد طلبات إعانة البطالة الأولية بمقدار 8 آلاف طلب إلى 237 ألفاً في الأسبوع المنتهي 30 أغسطس، مسجلاً أعلى مستوياته منذ أواخر يونيو، في حين كان متوقعاً ارتفاعها إلى 230 ألف طلب، من قراءة الأسبوع السابق غير المعدلة البالغة 229 ألفاً.

وارتفع متوسط عدد طلبات إعانة البطالة في الأربعة أسابيع الماضية (وهو المعيار الأكثر دقة لقياس أداء سوق العمل) بمقدار 2500 طلب إلى 231 ألفاً، مقارنة بمتوسط الأسبوع السابق غير المعدل البالغ 228.5 ألف طلب.

نشاط الخدمات
وتسارع نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة في أغسطس، وقال معهد إدارة التوريدات إن مؤشر مديري المشتريات للصناعات غير التحويلية ارتفع إلى 52.0 الشهر الماضي من 50.1 في يوليو.

وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا ارتفاع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 51.0.

وتشير قراءة مؤشر مديري المشتريات فوق 50 إلى نمو قطاع الخدمات الذي يمثل أكثر من ثلثي الاقتصاد.

وحمَّل خبراء اقتصاد الرسوم الجمركية المضادة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب مسؤولية تآكل سوق العمل الذي كان مرناً في السابق.
ولم يتغير مقياس مؤشر مديري المشتريات للتوظيف في قطاع الخدمات إلا قليلاً عند 46.5 في أغسطس وهو الشهر الثالث على التوالي من الانكماش.

وارتفع مقياس الطلبيات الجديدة في مسح معهد إدارة التوريدات إلى 56.0 الشهر الماضي من 50.3 في يوليو ومع انتعاش الطلب، ظل التضخم مرتفعاً.

وانخفض مقياسه للأسعار المدفوعة إلى 69.2 من 69.9 في يوليو، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2022 وارتفع تضخم الخدمات في الأشهر القليلة الماضية، ما أثار مخاوف من أن هناك زيادة وشيكة واسعة النطاق في التضخم.

مكاسب أوروبية
وارتفعت الأسهم الأوروبية في ختام تعاملات الخميس، مع تحسن معنويات المستثمرين وهدوء موجة بيع السندات السيادية في القارة العجوز.

وزاد مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنسبة 0.61% إلى 550 نقطة عند الإغلاق، بدعم من ارتفاع أسهم قطاعي الإعلام والاتصالات.

وارتفع مؤشر «فوتسي» البريطاني بنسبة 0.42% إلى 9216 نقطة، وكذلك نظيره الألماني «داكس» 0.74% إلى 23770 نقطة فيما تراجع مؤشر «كاك» الفرنسي 0.27% إلى 7698 نقطة، وسط هبوط سهم «سانوفي» 8.31% إلى 78.96 يورو، بعد أن قال محللو «جيه بي مورجان» إن نتائج أحدث دراسة لها عن دواء التهاب الجلد أضعف من المتوقع.

وتلقت بورصات القارة العجوز دعماً إضافياً من ارتفاع سهم «أورستد» 0.68% إلى 199 كرونة، بعد أن رفعت الشركة الدنماركية قضية على الإدارة الأمريكية بسبب تعطيلها مشروعاً لطاقة الرياح البحرية كانت تنفذه.

وهدأت موجة بيع السندات الأوروبية بعدما أثقلت كاهل أسواق القارة العجوز منذ مطلع الأسبوع، إذ تراجع العائد على السندات العشرية الألمانية -المعيار الأوروبي- بمقدار 2.1 نقطة أساس إلى 2.722%، مع انخفاض عائد نظيرتها الفرنسية 4.7 نقاط إلى 3.5%.