أداء أسبوعي متباين لمؤشرات الأسواق العالمية

 متداول في «وول ستريت» يتابع حركة مؤشرات الأسهم
متداول في «وول ستريت» يتابع حركة مؤشرات الأسهم

مكاسب قوية لـ«داو جونز» مسجلاً مستوى يومياً قياسياً

المؤشرات الأوروبية تحافظ على مسار صاعد يقودها إلى أعلى مستوى منذ أشهر

سجلت الأسواق العالمية هذا الأسبوع أداءً متبايناً، في وقت يراقب فيه المستثمرون محطات رئيسة عدة، لا سيما خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في ندوة «جاكسون هول» السنوية، والذي ألمح خلالها إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة.

كما راقبت الأسواق كذلك التطورات فيما يخص الحرب في أوكرانيا، مع تبدد الآمال في التوصل لاتفاق سريع بين موسكو وكييف، رغم وساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولقائه بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين. علاوة على ذلك تابعت الأسواق أحدث البيانات الاقتصادية، لا سيما بيانات التضخم في اليابان الصادرة يوم الجمعة.

ففي «وول ستريت»، تباين أداء المؤشرات الرئيسة، بين مكاسب أسبوعية قوية لمؤشر «داو جونز» الذي سجل مستوى قياسياً يوم الجمعة، وخسائر لمؤشر «ناسداك»، في مقابل صعود محدود لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

ويبرز في المقابل المشهد الأوروبي بصورة أكثر استقراراً، إذ حافظت المؤشرات الرئيسة على مسار صاعد يقودها إلى مستويات تعد الأعلى منذ أشهر، مدعومة بمكاسب متواصلة لقطاعات متنوعة، ما يعكس ثقة نسبية في صلابة الاقتصادات الأوروبية رغم الضبابية العالمية.

وتجد هذه التوجهات صداها أيضاً في أسواق الذهب التي استفادت من بريق الملاذات الآمنة، حيث قفز المعدن الأصفر إلى مستويات إيجابية، كما واصلت الأصول الرقمية زخمها الصعودي. وارتفعت أسعار النفط مع الغموض الراهن فيما يخص مستقبل الحرب في أوكرانيا.

أداء قياسي

في «وول ستريت»، أنهى مؤشر «داو جونز» الصناعي تعاملات الأسبوع عند مستوى قياسي، بعدما قفز بأكثر من 800 نقطة في جلسة الجمعة، بدعم من تأثير خطاب جيروم باول في جاكسون هول، ليصل إلى مستوى 45631.74 نقطة، مقارنة مع إغلاق الأسبوع الماضي عند النقطة 44946.12، وبما يمثل ارتفاعاً بنحو 1.53 %.

وألمح باول إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي المقبل يومي 16 و17 سبتمبر. فيما ارتفعت احتمالات خفض الفائدة لتصل إلى 90 % مقارنة مع 75 % قبل خطاب باول، وفق أداة «فيدووتش». كما ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 0.27 %، ليغلق عند مستوى 6466.91 نقطة، مقابل 6449.80 نقطة الأسبوع الماضي.

فيما خالف مؤشر «ناسداك» اتجاه المؤشرات القياسية في «وول ستريت»، مسجلاً تراجعاً بنحو 0.85 %، إلى النقطة 21496.535، مقابل 21622.9 عند إغلاق الأسبوع الماضي.

وفيما يتعلق بأداء مجموعة من أبرز الأسهم في «وول ستريت»، فقد سجلت شركة «تسلا» مكاسب أسبوعية بنحو 3 %. بينما غلب اللون الأحمر على أداء ميتا التي تراجعت بنحو 4 %، وكذلك «أمازون» التي انخفضت بنحو 1 %. كما تراجعت أسهم «إنفيديا» - التي تواجه شرائحها شكوكاً متزايدة في الصين - بنحو 1.5 %.

محصلة خضراء

سجل مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي مستوى قياسياً إيجابياً هذا الأسبوع، عندما أنهى التعاملات عند النقطة 561.69، مقارنة مع إغلاق الأسبوع السابق عند 553.56 نقطة، وبارتفاع 1.47 %.

وبهذا الإغلاق يكون المؤشر القياسي قد وصل إلى ذروته في خمسة أشهر، قرب أعلى مستوى تاريخي له، مسجلاً ثالث مكاسب أسبوعية على التوالي.

وفي أكبر اقتصاد أوروبي، سجل مؤشر «داكس» الألماني استقراراً هذا الأسبوع، منهياً التعاملات عند مستوى 24370.74 نقطة، مقابل 24359.30 نقطة الأسبوع الماضي، بارتفاع هامشي بنحو 0.05 %.

كما سجل مؤشر «كاك» الفرنسي ارتفاعاً بنسبة 0.58 %، وصولاً إلى النقطة 7969.69، مقارنة مع إغلاق الأسبوع الماضي عند مستوى 7923.45 نقطة.

فيما سجل مؤشر «فوتسي» البريطاني ارتفاعاً بنسبة أعلى وصولاً إلى مستوى 9321.40 نقطة، مقابل 9138.90 نقطة الأسبوع الماضي، وبنمو 2 % تقريباً.

خسائر أسبوعية

وفي اليابان، سجل مؤشر «نيكاي» تراجعاً أسبوعياً بنحو 1.7 % منهياً تعاملات الأسبوع عند 42633.29 نقطة، مقارنة مع 43378.31 نقطة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.

وبنهاية الأسبوع، تابع المتداولون بيانات التضخم الرئيسة، والتي أظهرت أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على مستوى البلاد (الذي يستثني المواد الغذائية الطازجة) ارتفع 3.1 % في الشهر الماضي على أساس سنوي.

مكاسب أسبوعية

وفيما يخص أسعار النفط، فقد سجلت مكاسب أسبوعية مع تأثر الأسواق بالشكوك التي تحوم حول إمكانية التوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا، بعد حرب التصريحات الروسية الأوكرانية الأخيرة، وتبادل الاتهامات بين البلدين بشأن عرقلة مسار المفاوضات، وبما رفع من علاوة المخاطر في الأسواق.

وسجلت العقود الآجلة لخام «برنت» ارتفاعاً بنسبة 2.85 % لتصل عند تسوية الجمعة إلى 67.73 دولاراً للبرميل، مقارنة بـ 65.85 دولاراً للبرميل بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.

كما سجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي ارتفاعاً بنسبة 1.37 %، وصولاً إلى 63.66 دولاراً للبرميل، مقارنة مع 62.80 دولاراً للبرميل بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.

وتترقب الأسواق أي إشارات محتملة بشأن مصير الحرب في أوكرانيا، ومدى إمكانية نجاح وساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنهاء الحرب، بعد لقائه الأخير مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والحديث حول إمكانية انعقاد قمة مباشرة بين الأخير ونظيره الأوكراني زيلنيسكي.

الذهب يلمع

وعلى وقع الإشارات الصادرة عن رئيس الفيدرالي الأمريكي فيما يخص الاتجاه نحو خفض أسعار الفائدة، لمع بريق المعدن الأصفر، مسجلاً مكاسب أسبوعية بنحو 1 % (أو نحو 35 دولاراً).

وأنهت العقود الآجلة للذهب تعاملات الأسبوع فوق 3372 دولاراً للأونصة، بعد إشارات باول في ندوة جاكسون هول والتي حفزت ارتفاعات الأسواق بنهاية الأسبوع.

وقد جاءت ارتفاعات الملاذ الآمن بالتزامن أيضاً مع ارتفاعات جماعية للعملات المشفرة، الجمعة، والتي شهدت تسجيل الإيثريوم مستوى قياسياً تاريخياً.