فتحت المؤشرات الرئيسية لبورصة وول ستريت الأمريكية على ارتفاع، الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات تباطؤ التضخم، لكن المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي للسياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدت من التفاؤل.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 144 نقطة أو 0.35 % عند الفتح ليصل إلى 41577.5 نقطة وصعد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 52.8 نقطة أي 0.95 % إلى 5624.84 نقطة.
وتقدم مؤشر ناسداك المجمع 275.3 نقطة، أي 1.58 % إلى 17711.41 نقطة.
إلى ذلك خفضت صناديق التحوط رهاناتها على الأسهم الأمريكية، وحدت من اقتراضها عبر البنوك، في ظل الضغوط التي تشكلها تقلبات السوق المتزايدة الناجمة عن الحرب التجارية العالمية التي أشعلتها الولايات المتحدة.
وانخفض مؤشر «جولدمان ساكس هيدج إندستري في آي بي»، الذي يتتبع عمليات الشراء الأكثر شيوعاً للصناديق بنسبة 12.5 % منذ 19 فبراير - عندما وصل مؤشر «إس آند بي 500» إلى مستوى قياسي - مقارنة بانخفاض بنسبة 8.6 % في مؤشر الأسهم.
ونتيجة لذلك، خفض مديرو صناديق التحوط حجم رهاناتهم المدعومة بالرافعة المالية بشكل كبير، في محاولة للحد من الخسائر عن طريق تقليل المبلغ الذي يقترضونه من البنوك لشراء الأسهم أو المراهنة عليها.
وكان انخفاض إجمالي المراكز - أي مزيج الرهانات على الأسهم والرهانات ضدها - من قبل صناديق التحوط يومي الجمعة والاثنين الماضيين هو الأكبر في 4 سنوات، وأحد أكبر الانخفاضات في السنوات الخمس عشرة الماضية، وفقاً لتقرير صادر عن «جولدمان ساكس».
وفي أوروبا صعد المؤشر الرئيسي اليوم الأربعاء بعد تراجعه لأربع جلسات متتالية، مدعوماً بتفاؤل حيال تطورات إيجابية في الصراع الأوكراني الروسي، كما زادت ثقة الأسواق بفضل تقرير التضخم الأمريكي الذي جاء أضعف من المتوقع.
وأغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي على ارتفاع 0.8 % لينهي أطول سلسلة خسائر منذ ديسمبر.
ووافقت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء على استئناف المساعدات العسكرية إلى كييف وتبادل معلومات المخابرات معها، وذلك بعد موافقة أوكرانيا على اقتراح لوقف إطلاق النار مع روسيا لمدة 30 يوماً.
وقالت المحللة في سيتي إندكس فيونا شينكوتا الأمر يثير بعض التفاؤل، فالتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق سلام محتمل قد يخفض تكاليف الطاقة في أوروبا، وهناك فوائد كبيرة لذلك.
وتقدم معظم المؤشرات الفرعية على ستوكس 600 بقيادة قطاعات البنوك والسلع الصناعية والخدمات.
وقفز سهم زيلاند فارما بأكثر من 37 % مُسجلاً أفضل أداء له خلال يوم واحد على الإطلاق، وذلك بعد أن استحوذت شركة صناعة الأدوية السويسرية روش على حقوق عقار للسمنة من إنتاجها في صفقة تعاون تصل قيمتها إلى 5.3 مليارات دولار. وارتفع سهم روش 3.6 % ليتداول عند أعلى مستوى في أكثر من عامين. كما ارتفع المؤشر الفرعي لقطاع الرعاية الصحية 0.4 %.
وانخفض المؤشر الفرعي لشركات التجزئة 3 % متأثراً بانخفاض سهم إنديتكس 7.5 % بعد أن أعلنت الشركة الأم لزارا بداية أبطأ للربع الأول الذي يبدأ في الأول من فبراير.
وهوى سهم بوما 19.9 % إلى أدنى مستوى له في أكثر من 8 سنوات بعدما أعلنت مجموعة الملابس الرياضية الألمانية توقعات مخيبة للآمال لمبيعات الربع الأول، مما أثر سلباً على قطاع السلع الشخصية والمنزلية.
وفي الوقت نفسه زادت ثقة الأسواق بفضل قراءة أقل من المتوقع للتضخم في الولايات المتحدة.
وقالت شينكوتا «يمنح ذلك مجلس الاحتياطي الاتحادي مرونة أكبر قليلاً ليتمكن من دعم الاقتصاد إذا لزم الأمر من خلال خفض أسعار الفائدة. لكن المخاوف بشأن الحروب التجارية ومخاوف الركود تحد من هذا الارتفاع».
تداعيات الرسوم
وانخفض المؤشر الأوروبي الرئيسي 1.7 % في الجلسة الماضية بعد أن ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على منتجات الصلب والألمنيوم الكندية قبل أن يتراجع عن تلك الخطوة لاحقاً.
وتسببت سياسات ترامب التجارية في تقلبات مستمرة في الأسواق العالمية، إذ خسر المؤشر ستاندرد اند بورز 500 نحو 4 مليارات دولار من قيمته السوقية بعد مستوى غير مسبوق بلغه الشهر الماضي.
وانخفض سهم بورشه قليلاً بعد أن أعلنت شركة صناعة السيارات الفاخرة عن انخفاض يتجاوز 30 بالمئة في إيراداتها للسهم الواحد في 2024، في ظل ارتفاع التكاليف وضعف الطلب من الصين.