«وول ستريت» ترتفع وتترقب نتائج عمالقة التكنولوجيا.. وتراجع أسهم أوروبا

ارتفعت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت الأمريكية الاثنين، مع ترحيب المستثمرين باحتمالات إبرام اتفاقات تجارية جديدة في مستهل أسبوع حافل بالأرباح من شركات التكنولوجيا العملاقة.

وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 26.2 نقطة أو 0.06 % إلى 44368.4 نقطة، ومؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنحو 7.9 نقطة أو 0.13 % إلى 6304.74 نقطة، وزاد مؤشر ناسداك المجمع 64.7 نقطة أو 0.31 % إلى 20960.33 نقطة.

حوار الرسوم

وأعادت التصريحات الأمريكية الملف التجاري إلى الواجهة مجددًا، بعدما أكد وزير التجارة هوارد لوتنيك، أن الأول من أغسطس هو موعد نهائي صارم لبدء تطبيق الرسوم الجمركية، رغم إشارته إلى إمكانية استمرار الحوار مع الدول بعد هذا التاريخ.

وتلقت الأسواق دعمًا إضافيًا من انطلاقة قوية لموسم الأرباح؛ إذ أظهرت بيانات «فاكت ست» أن أكثر من 85% من شركات «ستاندرد آند بورز 500» التي أعلنت نتائجها حتى الآن تجاوزت التوقعات.

ويترقب المستثمرون صدور نتائج أعمال كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية خلال الأسبوع، حيث تستعد شركتا «ألفابت» و«تسلا» للإعلان عن نتائجها الأربعاء.

من جانبه قال سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، إن هناك حاجة إلى مراجعة شاملة للاحتياطي الفيدرالي لتقييم أدائه ومدى نجاحه في تنفيذ مهامه، في ضوء التطورات الاقتصادية الأخيرة.

وانتقد «بيسنت» في تصريحات لشبكة «سي إن بي سي»، ما وصفه بحملات التخويف التي شنها الفيدرالي بشأن تأثير الرسوم الجمركية، مشددًا على أن هذه التحذيرات لم تترافق مع دلائل ملموسة على تسارع التضخم حتى الآن.

على صعيد المفاوضات التجارية، أشار «بيسنت» إلى أن إدارة الرئيس «ترامب» تركز على جودة الصفقات أكثر من التوقيت المرتبط بإبرامها.

وأضاف أن الإدارة لن تتعجل من أجل إبرام اتفاقيات تجارية، وذلك قبل أيام من حلول الأول من أغسطس، الموعد الذي حددته واشنطن لدخول الرسوم الجمركية التبادلية حيز التنفيذ.

وعند سؤاله عن إمكانية تمديد المهلة للدول التي تخوض محادثات بنّاءة مع واشنطن، أوضح «بيسنت» أن القرار يعود في النهاية للرئيس «دونالد ترامب».

وأضاف: سنرى ما الذي يريده الرئيس، لكن إذا تم تطبيق الرسوم الجمركية في الأول من أغسطس، أعتقد أن مستوى هذه الرسوم سيزيد من الضغط على الدول المعنية لتقديم اتفاقات أفضل.

جلسة متقلبة

وتراجعت الأسهم الأوروبية بعد جلسة متقلبة فيما يقيم المستثمرون مجموعة متباينة من نتائج الأعمال ويترقبون نتائج المفاوضات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً 0.1 %، إذ عوض انخفاض أسهم الرعاية الصحية مثل روش ونوفونورديسك المكاسب التي حققتها شركات التعدين.

ويستعد المتعاملون لأسبوع مليء بنتائج الأعمال في كل من أوروبا والولايات المتحدة، وسوف يدققون في تقارير الشركات بحثا عن أي أدلة على تأثير حالة عدم اليقين التجاري على الربحية وطلب المستهلكين.

وقالت شركة ستيلانتيس الاثنين إنها تتوقع خسارة صافية 2.3 مليار يورو (2.68 مليار دولار) للنصف الأول من 2025، إذ واجهت شركة صناعة السيارات التحدي المزدوج المتمثل في تطوير منتجاتها مع التعامل أيضا مع تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية.

وتذبذبت أسهم شركات صناعة السيارات بين الارتفاع والانخفاض على مدار اليوم، قبل أن تغلق على ارتفاع بنحو 1.5 %.

وقفز سهم شركة رايان إير 5.7 % بعد أن أعلنت كبرى شركات الطيران الاقتصادي في أوروبا أن أرباحها الفصلية زادت بأكثر من المثلين. وارتفعت أسهم شركات طيران أخرى مثل لوفتهانزا وإيزي جيت بنحو واحد لكل منهما.

في الوقت نفسه، كانت المفاوضات التجارية في صدارة الاهتمام إذ قال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي يدرس تدابير «مواجهة الإجراءات القسرية» واسعة النطاق التي من شأنها أن تسمح للكتلة باستهداف الخدمات الأمريكية أو الحد من الوصول إلى المناقصات العامة في غياب اتفاق.

وقال هنري كوك، كبير الاقتصاديين في بنك (إم.يو.إف.جي) «يتلخص السؤال في نهاية المطاف فيما إذا كان الاتحاد الأوروبي قادراً على قبول نتيجة غير متوازنة تميل لصالح الولايات المتحدة، أو ما إذا كان ترامب سيقبل شكلا من أشكال التدابير المضادة من الاتحاد الأوروبي دون زيادة الرسوم الجمركية أكثر من ذلك».

وأضاف «لا تزال احتمالات التوصل إلى اتفاق ضئيلة وهناك الكثير من المخاطر التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الأمور».

عدم اليقين

ودفعت حالة عدم اليقين السائدة المستثمرين أيضا إلى الإقبال على الملاذات الآمنة بما في ذلك الذهب والسندات السيادية الأوروبية.

وسجل سهم ديليفري هيرو أكبر قفزة في يوم واحد منذ أكثر من عام، وذلك بنسبة تزيد عن 16 %.

وارتفعت أسهم شركات التعدين جلينكور وأنجلو أمريكان وأنتوفاجاستا بنسبة تتراوح بين 3 إلى 5 %، مقتفية أثر ارتفاع أسعار المعادن الصناعية بعد أن تعهدت الصين بتحقيق الاستقرار في نموها الصناعي، وبسبب الآمال في المزيد من التحفيز.