حققت القطاعات الرئيسية في المشهد العقاري في دولة الإمارات أداءً قوياً ونمواً ملحوظاً في الربع الثاني من عام 2025، مدعومة باستثمارات كبيرة وتطور في الطلب ومبادرات حكومية. ومع نضج السوق، تشير قطاعات العقارات السكنية والفندقية والصناعية في الإمارات مجتمعةً إلى فترة من النمو المستدام طويل الأجل، وذلك وفقاً للتقرير الجديد الصادر عن شركة «جيه إل إل» حول «ديناميكيات السوق».
وقال تيمور خان، رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «جيه إل إل»: «هناك نشاط قوي في جميع قطاعات المشهد العقاري الحيوي في دولة الإمارات خلال الربع الثاني من عام 2025، وهو ما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين في سوقي أبوظبي ودبي الرئيسيين، مما عزز مكانة الدولة كمركز عالمي رائد للعقارات.
ويؤكد استمرار هذا الزخم، المدفوع بالسياسات الحكومية والطلب المتزايد على المشاريع العقارية عالية الجودة، قدرة الإمارات على التكيف مع التحولات العالمية وخلق فرص لا مثيل لها للمستثمرين الإقليميين والدوليين على حد سواء».
وأشار التقرير إلى أن سوق العقارات السكنية في الإمارات قد شهد أداءً قوياً، حيث سجلت دبي زيادةً كبيرة بنسبة 44.5% على أساس سنوي في إجمالي قيمة المبيعات، لتصل إلى 153.7 مليار درهم في الربع الثاني. وتصدرت مبيعات الوحدات على الخارطة حجم المعاملات في دبي وأبوظبي، مدعومة بإطلاق مشاريع جديدة قوية وارتفاع ملحوظ في نشاط السوق الثانوية.
وفي أبوظبي، ارتفعت أسعار الشقق والفلل بنسبة 14.4% و11.1% على التوالي على أساس سنوي، بينما في دبي، ارتفعت أسعار الشقق بنسبة 13.3% على أساس سنوي لتصل إلى 1,769 درهماً للقدم المربعة، وارتفعت أسعار الفلل بنسبة 16% سنوياً لتصل إلى 2,200 درهم للقدم المربعة. ومن المتوقع أن يُخفف اقتراب توازن العرض والطلب من وتيرة النمو في قطاعات محددة.
وتشهد أسواق الإيجارات استقراراً، حيث يُمثل تفضيل المستأجرين للتجديد 65.7% من إجمالي عقود الإيجار المسجلة في العاصمة في الربع الثاني من عام 2025. وتُسهم مجتمعة عوامل العرض الجديدة، واعتبارات القدرة على تحمل التكاليف، وتحديث اللوائح في زيادة الإيجارات بشكل أكثر انضباطاً.
وارتفعت إيجارات الشقق في أبوظبي ودبي بنسبة 13.9% و7.2% على التوالي، بينما ارتفعت إيجارات الفلل بنسبة 4.7% و5.3%. ويُوجد حوالي 32,400 وحدة قيد الإنشاء في أبوظبي ودبي في النصف الثاني من عام 2025.
قطاع الضيافة
ولفت التقرير إلى أن قطاع الضيافة في دولة الإمارات قد أظهر قوةً ومرونة خلال الربع الثاني، الذي يعتبر عادة موسماً منخفضاً. وقد ساهمت قوة وتنوع الطلب في تحقيق أداء قوي في مختلف فئات الفنادق الاقتصادية والمتوسطة والفاخرة، بما يشير إلى التحول إلى نموذج نمو أكثر استدامة وشمولية.
وشهدت أبوظبي معدل إشغال قوياً بلغ 80.3% (بزيادة 2.9 نقطة مئوية)، مع ارتفاع متوسط سعر الغرفة اليومي بنسبة 22.7% إلى 693 درهماً، وارتفاع إيرادات الغرفة المتاحة بنسبة 26.3% إلى 557 درهماً. وحافظ سوق الفنادق في دبي على زخم إيجابي، مع ارتفاع معدل الإشغال إلى 81.4%، ونمو متوسط سعر الغرفة اليومي بنسبة 5.5% إلى 754 درهماً، مما أدى إلى زيادة بنسبة 10.2% في إيرادات الغرفة المتاحة إلى 614 درهماً.
واستقبلت دبي 9.88 مليون زائر لليلة واحدة في النصف الأول 2025، بزيادة قدرها 6.1% على أساس سنوي. ويتيح تدفق العقارات الجديدة ذات الجودة العالية والمصممة بذوق رفيع، في قطاعي الفنادق الفاخرة والشاطئية في دبي، للمُشغلين وضع معايير جديدة. وارتفع عدد الغرف الفندقية في أبوظبي إلى 33,300 غرفة خلال الربع الثاني، بينما حافظت دبي على عدد غرفها عند حوالي 158,000 غرفة.
وشهدت أسعار المستودعات نمواً ملحوظاً في الربع الثاني. وشهد سوق التأجير الصناعي في دبي نشاطاً قوياً، حيث ارتفع إجمالي عقود الإيجار المسجلة بنسبة 13.0% على أساس سنوي، مدفوعة بارتفاع بنسبة 21.6% في عقود الإيجار الجديدة وزيادة بنسبة 9.3% في عقود التجديد. وسجّل السوق 2,790 عقداً في دبي خلال هذا الربع.
