يعد الحفاظ على أداء السيارة مهمة بالغة الأهمية لأصحاب المركبات، حيث قد تعاني من بعض المشكلات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يستدعي اتباع بعض النصائح لتجنب أية مشكلات قد تتعرض لها المركبة على الطريق.
وقال جوردان ووكر، المدير العام لـ«فولكس واجن أبوظبي»: مع ارتفاع درجات الحرارة، تعتمد السيارة بشكل كبير على التوازن السليم والحالة الجيدة لسوائلها الداخلية لضمان عملها بسلاسة تامة. هناك ستة سوائل أساسية يجب الانتباه إليها خلال أشهر الصيف الحارة، وهي: سائل التبريد، زيت المحرك، سائل ناقل الحركة، سائل الفرامل، سائل المقود، بالإضافة إلى سائل تنظيف الزجاج الأمامي.
وأضاف: يتصدر سائل التبريد (أو ما يُعرف بمضاد التجمد) قائمة هذه السوائل، فهو يلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على درجة حرارة المحرك ضمن المعدلات الطبيعية، وبالتالي يحمي من ارتفاع درجة الحرارة الزائدة وما قد ينتج عنها من أضرار محتملة بالمحرك. ولا يقل زيت المحرك أهمية عن سائل التبريد؛ ففي درجات الحرارة الشديدة، قد يفقد زيت المحرك لزوجته، ما يقلل من كفاءته في وصول الزيت إلى أجزاء المحرك بشكل فعال.
أما بالنسبة لسائل ناقل الحركة، فهو يتعرض لضغط إضافي، خصوصاً عند قطر الأحمال الثقيلة أو القيادة لمسافات طويلة. لذا فإن فحص مستواه وحالته يساعد على ضمان نقلات سلسة للتروس ويحمي من ارتفاع درجة الحرارة في الوقت ذاته.
كما لا يمكننا إغفال سائل الفرامل؛ فهو بالغ الأهمية لعملية التوقف الآمن للسيارة، وقد تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى الحد من فعاليته إن كان قديماً أو مستواه منخفضاً، علاوة على ذلك هناك سائل المقود الذي يضمن سرعة استجابة سيارتك وسلاسة حركتها عند المنعطفات الحادة أو في المناورات المفاجئة. وأخيراً، لا ننسى سائل تنظيف الزجاج الأمامي، الذي يوفر رؤية واضحة، خصوصاً عندما يتراكم غبار الصيف الكثيف.
لذا تتكامل هذه السوائل مع بعضها بعضاً لتشكل عوامل حماية أساسية لسيارتك. فإهمال أي منها قد يؤدي إلى تأثيرات تطال أداء المركبة بأكملها.
وحول حماية المحرك من السخونة الزائدة، لا سيما في درجات الحرارة الشديدة، قال: تُعد الصيانة الوقائية والاستباقية أمراً أساسياً لتجنب ارتفاع درجة حرارة المحرك، خصوصاً خلال أشهر الصيف الحارة.
تبدأ هذه الصيانة بفحص سائل التبريد بانتظام وإعادة تعبئته عند الضرورة، لكن هذا يمثل جزءاً واحداً فقط من الحل؛ فمن الضروري أيضاً فحص خراطيم المبرد والمبرد نفسه بدقة، بحثاً عن أي علامات تدل على تسرب، انتفاخ، أو تشققات، لا سيما قبل الانطلاق في رحلات طويلة، ولا يقل أهمية عن ذلك التأكد من أن مروحة المبرد تعمل بكفاءة، حيث تلعب دوراً رئيسياً في سحب الهواء لتبريد النظام، عندما تتوقف السيارة في الازدحامات المروية أو تتحرك ببطء، بالإضافة لما سبق، يُعد الشطف الدوري لنظام التبريد إجراء مهماً يساعد في التخلص من أي رواسب أو أوساخ قد تسد المبرد (الرادياتير) أو تعيق تدفق سائل التبريد بكفاءة، وفي مناطق حارة مثل الإمارات، حيث قد تتجاوز درجات الحرارة الـ45 درجة مئوية خلال الصيف، يمكن لبعض العادات البسيطة أن تُحدث فرقاً كبيراً في الحفاظ على برودة المحرك، على سبيل المثال، يُنصح بتجنب تشغيل السيارة وهي متوقفة لفترات طويلة، وتقليل الأحمال الزائدة داخل السيارة، واختيار مواقف مظللة قدر الإمكان.
وفيما يخص مراقبة ضغط الإطارات بانتظام خلال فصل الصيف، قال: تتأثر الإطارات بشكل كبير بتغير درجات الحرارة، فخلال أشهر الصيف، تتسبب الحرارة في تمدد الهواء داخلها. يؤدي هذا التمدد إلى تضخم زائد داخل الإطارات، ما يقلل من مساحة تلامسه مع سطح الطريق، هذه الظاهرة تقلل بشكل مباشر من الثبات، وهو ما يشكل خطراً، خصوصاً في المواقف الطارئة، وتشير البيانات الرسمية إلى أهمية هذا الأمر؛ حيث تشير بيانات وزارة الداخلية لعام 2024 إلى وقوع 20 حادث سير في الإمارات بسبب انفجار الإطارات، وتوزعت هذه الحوادث بواقع 11 حادثة في أبوظبي، و7 في دبي، وحادثتين في رأس الخيمة.
من جهة أخرى من الضروري جداً فهم كيفية فحص ضغط الإطارات بشكل صحيح، إذا قمت بفحص ضغط الإطارات وهي ما تزال باردة، كما في الصباح الباكر، قد يعطي قراءة تشير إلى نقص في الضغط، ما قد يدفعك لإجراء تعديلات غير ضرورية قد تؤدي إلى تآكل الإطارات بشكل غير متساوٍ، لذا فإن الحل يكمن في قياس وضبط ضغط الإطارات باستمرار عندما تكون الإطارات باردة، مع الالتزام بقيمة ضغط الهواء الموصى به من الشركات المصنعة. إن الحفاظ على ضغط الإطارات الصحيح ليس فقط عاملاً أساسياً للسلامة، بل يسهم أيضاً في تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتوفير قيادة أكثر سلاسة، فهذه ممارسات سريعة وبسيطة، ولكنها أساسية، للعناية بمركبتك خلال فصل الصيف.
وحول تأثير درجات الحرارة المرتفعة على بطارية السيارة، قال: تعتبر الحرارة العدو الخفي الذي يحد من كفاءة ويقلل من عمر بطاريات السيارات، فبخلاف فصل الشتاء الذي تبطئ فيه درجات الحرارة الباردة التفاعلات الكيميائية، يسرّع الصيف هذه التفاعلات، ما قد يكون له تأثير سلبي على البطارية.
ونتيجة لذلك، يمكن أن يتراجع أداء المكونات الداخلية بشكل أسرع، وقد يبدأ السائل الإلكتروليتي داخل البطارية في التبخر، خصوصاً في الوحدات القديمة أو تلك التي لم تُغلق بشكل صحيح. يتسبب هذا التبخر في تراجع أداء البطارية وقد يؤدي إلى حدوث عطل مفاجئ. كما تسهم الحرارة المرتفعة في زيادة التآكل على أقطاب البطارية، ما يعيق عملية الشحن ويضعف قدرتها على تشغيل المحرك.
ولتفادي أي أعطال غير متوقعة ينصح بفحص البطارية مع بداية فصل الصيف، خصوصاً للبطاريات التي مضى على استخدامها أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات. إلى جانب ذلك يسهم تنظيف الأقطاب وضمان التوصيلات المحكمة في توصيل الطاقة بشكل كامل، حتى في أشد الأيام حرارة.
وفيما يخص حماية طلاء السيارة من تأثيرات أشعة الشمس الحارقة قال: تُؤثر أشعة الشمس المباشرة بشكل كبير على الطلاء الخارجي للسيارة؛ فالتعرض المطول للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى بهتان اللون، وتأكسد الطلاء، وجفاف الطبقة الشفافة الواقية، ما يسبب تشققات بمرور الوقت.
ويسهم الغسيل المنتظم في إزالة الغبار والملوثات التي تسرع من هذا التلف، بينما يضيف التشميع طبقة حماية تعكس أشعة الشمس وتشكل حاجزاً فعالاً ضد هذه العوامل الضارة بالطلاء، ولضمان عمر أطول للطلاء، يلجأ العديد من مالكي السيارات إلى استخدام بخاخات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، أو استخدام الطلاءات السيراميكية، أو غيرها من طبقات الحماية، التي توفر حماية ممتازة وطويلة الأمد ضد أشعة الشمس والعوامل البيئية القاسية.
يومياً يمكنك إحداث فرق كبير بمجرد ركن السيارة في الظل، أو استخدام غطاء سيارة عالي الجودة، أو تركيب حماية من الشمس للزجاج الأمامي، فالحفاظ على طلاء السيارة لا يقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل يسهم أيضاً في الحفاظ على قيمة إعادة بيع السيارة وإطالة عمر ها الافتراضي.
وحول أهمية نظام تكييف الهواء في السيارة خلال فصل الصيف، وكيف يمكن الحفاظ على كفاءته، قال: لا شك أن القيادة في حرارة الصيف قد تكون مرهقة للغاية دون نظام تكييف هواء فعال. في الواقع إنها من الميزات القليلة التي تدرك قيمتها الحقيقية عندما تتعطل عن العمل، وبما أننا نعيش في منطقة ترتفع فيها درجات الحرارة في فصل الصيف، فإن مكيف الهواء في السيارة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في توفير الراحة وتقليل التشتت أثناء القيادة، ولضمان استمرار كفاءة نظام التكييف، يعد إجراء فحص سنوي أمراً ضرورياً.
يشمل هذا الفحص التحقق من مستوى سائل التبريد، وفحص الأحزمة والخراطيم للتأكد من خلوها من التآكل، بالإضافة إلى التأكد من سلامة عمل الضاغط، كما أن انسداد فلتر هواء المقصورة قد يؤدي إلى ضعف تدفق الهواء وزيادة الضغط على النظام، لذا فإن استبداله وفقاً لجدول الصيانة الموصى به يعد أمراً بالغ الأهمية، فالمشكلات البسيطة إذا أُهملت قد تتطور إلى أعطال كبيرة. فقد تشير الروائح غير المعتادة، أو ضعف التبريد، أو الأصوات الغريبة إلى أن نظام تكييف الهواء بحاجة إلى صيانة، فالحفاظ على هذه الصيانة الدورية يضمن جاهزية نظام التبريد عندما تكون في أمسّ الحاجة إليه.
وحول تأثير الحرارة على كفاءة استهلاك الوقود في السيارة، قال: ترتبط درجات الحرارة المرتفعة بكفاءة استهلاك الوقود بعلاقة ذات وجهين؛ فمن جهة، يساعد الطقس الدافئ المحرك على الوصول إلى درجة التشغيل المثلى بسرعة، ما يعزز من كفاءة احتراق الوقود، مقارنة بالأيام الباردة. لكن، غالباً ما يتلاشى هذا الأثر الإيجابي بسبب التحديات الإضافية التي يفرضها الصيف على سيارتك، فالتشغيل المستمر لمكيف الهواء، والتوقف المطول في الازدحامات المرورية، أو القيادة بإطارات ذات ضغط منخفض، جميعها عوامل تؤدي إلى زيادة ملحوظة في استهلاك الوقود.
علاوة على ذلك فإن المركبات القديمة التي تفتقر إلى أنظمة وقود محكمة الإغلاق تكون أكثر عرضة لتبخر الوقود مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى فقدان جزء من الوقود قبل أن يصل إلى المحرك. ولتحقيق أفضل كفاءة في استهلاك الوقود يُنصح بتقليل استخدام مكيف الهواء عند عدم الحاجة، والمحافظة على ضغط الإطارات المثالي، وتجنب تشغيل المحرك أثناء التوقف الطويل، خصوصاً في ذروة حرارة منتصف النهار.
وحول العلامات التي تشير إلى أن نظام تبريد السيارة لا يعمل بكفاءة، قال: لا تقتصر علامات وجود خلل في نظام التبريد على تصاعد البخار الكثيف، بل تظهر غالباً بشكل أكثر دقة. فإذا لاحظت أن مؤشر الحرارة في لوحة القيادة يسجل قراءات أعلى من المعتاد باستمرار، أو يتقلب بشكل غير طبيعي أثناء القيادة، فقد يشير ذلك إلى ضغط زائد في نظام التبريد.
كما يُعد انخفاض مستوى سائل التبريد، أو ظهور تسربات واضحة، أو وجود بقع تحت السيارة بعد ركنها من العلامات التحذيرية المهمة، وفي حال تصاعد بخار أو صدور رائحة غير مألوفة من تحت غطاء المحرك، فغالباً ما يكون السبب تسرب سائل التبريد، ويجب حينها التوقف فوراً وبطريقة آمنة، حتى لو لم يعمل نظام التدفئة بشكل صحيح داخل مقصورة السيارة، فقد يشير ذلك إلى ضعف في دوران سائل التبريد، فهذه علامة شائعة لوجود جيوب هوائية أو انسدادات في النظام. لذا فإن معالجة هذه المشكلات مبكراً مع ميكانيكي مختص يمكن أن يمنع حدوث أعطال أكبر وأكثر تكلفة في المستقبل، لا سيما خلال ذروة الحرارة الشديدة.
وحول تأثير الحرارة على نظام الفرامل في السيارة، قال: تؤثر حرارة الصيف على نظام الفرامل بطرق قد لا تكون واضحة، لكنها قد تشكل خطراً حقيقياً، فمع ارتفاع درجات الحرارة المحيطة، تزداد أيضاً الحرارة الناتجة عن عملية الكبح، خصوصاً أثناء القيادة في الازدحامات أو على الطرق الجبلية. قد يبدأ سائل الفرامل، المصمم للعمل تحت درجات حرارة مرتفعة، في عدم أداء وظيفته بفعالية إذا كان قديماً أو ملوثاً، ما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم «بهتان الفرامل»، حيث تصبح دواسة الفرامل لينة وتزداد المسافات التي تأخذها السيارة لكي تتوقف.
بالإضافة إلى ذلك تتآكل أقراص الفرامل والبطانات بسرعة أكبر عند تعرضها المستمر لدرجات حرارة مرتفعة، خصوصاً إذا كانت قديمة أو شارفت على نهاية عمرها الافتراضي.
إذا سمعت صوت صرير عند الفرملة أو شعرت بنقص في استجابة الفرامل، فهذا يعني أن مكونات نظام الفرامل تتعرض لضغط حراري كبير. لذلك من الضروري إجراء فحص سريع للفرامل قبل أي رحلة طويلة خلال فصل الصيف الحار، يشمل هذا الفحص التحقق من سماكة بطانات الفرامل، وحالة أقراص الفرامل، ومستوى سائل الفرامل. تضمن هذه الخطوات البسيطة بقاء فرامل سيارتك فعالة وسريعة الاستجابة في مختلف الظروف الجوية.

