أكد فيناي سورانا، المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا في أليانز بارتنرز، أن دولة الإمارات تقف على أعتاب حقبة جديدة من التنقل الذكي، مع التركيز على السيارات ذاتية القيادة التي تعد جزءاً أساسياً من استراتيجياتها الطموحة لتحقيق التنقل المستدام. وأشار إلى أن استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة تمثل خطوة محورية لتحويل 25 % من وسائل النقل في الإمارة إلى وضعية القيادة الذاتية بحلول عام 2030.
وأوضح سورانا أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقليل الحوادث المرورية بنسبة 12 %، وزيادة إنتاجية الأفراد بنسبة 13 %، مما يؤدي إلى توفير 396 مليون ساعة سنوياً من رحلات النقل، وهو ما يعزز من مكانة دبي كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف أن التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تقربنا يوماً بعد يوم من واقع لا يتطلب وجود السائقين خلف عجلة القيادة، ولكن هذه التقنيات تفرض تحديات جديدة على صناعة التأمين، بما في ذلك التعامل مع التكلفة العالية للمركبات ذاتية القيادة وأجهزتها المتطورة، مثل أجهزة الاستشعار المتقدمة والكاميرات المرتبطة بها.
وأشار سورانا إلى أن تقنيات القيادة الذاتية، على الرغم من قدرتها على تقليل الحوادث بنسبة تصل إلى 80 % بحلول عام 2040، تفتح المجال لنوع جديد من المطالبات التأمينية التي تشمل الأعطال التقنية وفشل البنية التحتية المتصلة. مشيراً إلى أن التحدي الأكبر هنا هو تحديد المسؤولية في حالة وقوع حادث. حيث سيكون هناك ثلاث جهات رئيسية يمكن أن تقع عليها المسؤولية، مع ضرورة مراعاة ودراسة كل حالة بعناية. أولاً، قد يتحمل مالك السيارة المسؤولية إذا كان يقودها في الوضع اليدوي وتسببت أفعاله في وقوع الحادث. وثانياً، تكون الشركة المصنعة مسؤولة في حال كان الخلل أو العطل في برنامج السيارة أو أجهزة الاستشعار قد تسبب في وقوع الحادث، وبالتالي هذا يقع ضمن مسؤولية المنتج. وأخيراً، قد يكون مزود البنية الأساسية مسؤولاً إذا كان الحادث ناتجاً عن بيانات أو تفسيرات خاطئة من أجهزة استشعار البنية الأساسية المتصلة بالشبكة التي أدت إلى تضليل نظام الذكاء الاصطناعي للسيارة.
وأكد فيناي أن الإمارات بفضل استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية الذكية والمدن المستقبلية، تمتلك البيئة المثالية لتطوير هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وشدد على أن الأطر التنظيمية تلعب دوراً كبيراً في تحقيق هذا التحول، حيث يتطلب تحديد المسؤولية في الحوادث نهجاً دقيقاً يشمل السائقين، والشركات المصنعة، ومزودي البنية التحتية. وأضاف أن البيانات التي تجمعها المركبات ذاتية القيادة ستلعب دوراً محورياً في تعزيز الشفافية وتحديد المسؤولية، مع التأكيد على ضرورة حماية الخصوصية الفردية للسائقين.
واختتم سورانا تصريحه بالإشارة إلى أن الإمارات، بفضل رؤيتها الاستباقية واستثماراتها الضخمة في التكنولوجيا، تقود العالم نحو مستقبل التنقل الذكي، مما يجعلها في طليعة الدول التي تستفيد من هذه التقنيات لتحسين جودة الحياة وتحقيق استدامة شاملة.