أعلنت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو اليوم الثلاثاء عن انخفاض بلغ 2.3% في أرباح الربع الثالث من العام، وعزت ذلك إلى انخفاض أسعار النفط الخام والمنتجات البترولية، إلا أن الأداء تحسن مقارنة بالربع السابق مع زيادة الإنتاج.
وارتفعت أسهم الشركة 1.1% إلى 25.88 ريالاً، حوالي الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت جرينتش، عقب صدور النتائج.
وتضخ السعودية المزيد من النفط الخام مع بدء تحالف «أوبك+» التراجع التدريجي عن التخفيضات الطوعية في الإنتاج، بعد سنوات من تقليص الإمدادات لدعم السوق.
وفي أكتوبر، انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام للشهر الثالث على التوالي، وتراجعت بأكثر من اثنين بالمئة لتصل إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر في 20 أكتوبر، وسط مخاوف من فائض في المعروض والمخاوف الاقتصادية بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية.
وقالت الشركة، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، في بيان إن صافي أرباحها بلغ 101.02 مليار ريال (26.94 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر، انخفاضاً من 103.4 مليارات ريال في الفترة نفسها من العام السابق.
لكن صافي الأرباح زاد بنحو 19 بالمئة مقارنة بالربع الثاني، مدفوعاً بزيادة الإيرادات نتيجة ارتفاع كميات وأسعار النفط الخام والمنتجات المكررة والبتروكيماويات.
وبلغ إجمالي إنتاج الشركة من الهيدروكربونات 13.27 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً في الربع الثالث، مقارنة مع 12.8 مليون برميل في الربع السابق.
ويوم الأحد، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم «أوبك+»، على زيادة طفيفة في إنتاج النفط لشهر ديسمبر، مع تعليق أي زيادات خلال الربع الأول من العام المقبل، في خطوة اعتبرها بعض المستثمرين إشارة إلى وجود فائض في السوق.
وبلغ صافي الربح المعدل لأرامكو، الذي لا يشمل البنود غير المتكررة، 28 مليار دولار خلال الربع الثالث، متجاوزاً متوسط تقديرات المحللين الذي قدمته الشركة البالغ 26.5 مليار دولار.
تركيز على الغاز
رفعت أرامكو اليوم الثلاثاء «مستهدف نمو الطاقة الإنتاجية لغاز البيع» في عام 2030 إلى حوالي 80 بالمئة فوق مستويات عام 2021، مقارنة بهدفها السابق الذي كان أكثر من 60 بالمئة.
وتوقعت الشركة أن تؤدي هذه الزيادة إلى رفع إجمالي إنتاج الغاز والسوائل المصاحبة إلى حوالي ستة ملايين برميل من المكافئ النفطي يومياً.
وقال رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر في بيان «يأتي جزء من ذلك من توسعة مشروع الغاز غير التقليدي في الجافورة، والذي استقطب اهتماماً كبيراً من المستثمرين الدوليين».
يعد مشروع الجافورة التابع لأرامكو محوراً رئيسياً في طموحات السعودية لتصبح لاعباً عالمياً رئيسياً في قطاع الغاز الطبيعي، واستكملت الشركة الأسبوع الماضي اتفاقية استثمار بقيمة 11 مليار دولار بنظام التأجير وإعادة التأجير لمرافق معالجة غاز الحقل مع تحالف من المستثمرين، بما في ذلك جي.آي.بي التابعة لبلاك روك.
وأعلنت الشركة عن توزيع أرباح إجمالية قدرها 21.3 مليار دولار للربع الثالث، والتي تم تحديدها سابقاً، منها حوالي 200 مليون دولار أرباح مرتبطة بالأداء.
وتمثل هذه الأرباح، التي ستنخفض بنحو الثلث هذا العام، مصدر دخل أساسياً للحكومة السعودية، التي تمتلك 81.5 بالمئة من أسهم أرامكو بشكل مباشر و16 بالمئة أخرى من خلال صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي للمملكة).
واستثمرت المملكة مليارات الدولارات لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، مع ذلك شكل النفط 62 بالمئة من إيرادات الحكومة العام الماضي، ويقدر صندوق النقد الدولي أن السعودية بحاجة إلى أسعار نفط تتجاوز 90 دولاراً للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانية عام 2025.
وذكرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في أغسطس أن الشركات السعودية، بما فيها أرامكو، شكلت 18.9 في المئة من إجمالي ديون الأسواق الناشئة المقومة بالدولار، والبالغة 250 مليار دولار، في النصف الأول من العام، مدفوعة بطلب قوي من المستثمرين.
وجمعت أرامكو خمسة مليارات دولار من إصدار سندات في مايو، وثلاثة مليارات دولار أخرى من بيع صكوك في سبتمبر.
وارتفع إجمالي الاقتراض إلى 95.1 مليار دولار في 30 سبتمبر، مقارنة مع 80.9 مليار دولار في العام السابق، بينما بلغ معدل المديونية 6.3 بالمئة ارتفاعاً من 1.9 بالمئة في نهاية سبتمبر 2024.
