النفط يقلص خسائره عند التسوية مع تأجيل فرض رسوم جمركية أمريكية

استقرت أسعار النفط عند التسوية معوضة خسائر مبكرة تجاوزت واحدا بالمئة وذلك بعد تأجيل فرض رسوم جمركية أمريكية حتى نيسان على الأقل، وهو ما عزز الأمل في أن يتمكن العالم من تجنب حرب تجارية من شأنها أن تضغط على الاقتصادات والطلب على الطاقة.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 16 سنتا عند التسوية أو 0.21 بالمئة إلى 75.02 دولار للبرميل، كما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثمانية سنتات أو 0.11 بالمئة مسجلة 71.29 دولار.

وهبطت الأسعار في وقت سابق وسط أنباء عن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا مما أثار قلق المتعاملين من أن يؤدي رفع العقوبات عن موسكو إلى زيادة إمدادات الطاقة العالمية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وجه مسؤولي التجارة والاقتصاد لدراسة فرض رسوم جمركية على الدول التي تفرض رسوما جمركية على السلع الأمريكية.

وقال مراقبون إن التوصيات لن تصدر قبل الأول من أبريل، مما يتيح مزيدا من الوقت للمفاوضات مع الشركاء التجاريين.

وقال فيل فلين المحلل الكبير في برايس فيوتشرز جروب "لقد شهدنا انتعاشا كبيرا في الأسعار بسبب الرسوم الجمركية التي لن تدخل حيز التنفيذ حتى أبريل. وهذا سيتيح وقتا للتفاوض".

وانخفض الخامان بأكثر من اثنين بالمئة بعد أن قال ترامب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبرا عن رغبتهما في السلام في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين معه، وأمر ترامب كبار المسؤولين الأمريكيين بالبدء في محادثات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس، إن انخفاض أسعار النفط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية يبدو مدفوعا بالتحول من مخاوف بشأن المعروض إلى وجود معروض كاف، مضيفا أن بعض المتعاملين في السوق يتوقعون زيادة في صادرات الطاقة الروسية.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقرير لها عن سوق النفط إن صادرات النفط الروسية يمكن أن تستمر إذا تم العثور على حلول بديلة للالتفاف حول أحدث حزمة عقوبات أمريكية، بعد أن ارتفع إنتاج الخام الروسي قليلا الشهر الماضي.

وأوضح جون إيفانز المحلل لدى بي.في.إم أن الأخبار من أوكرانيا وبيانات مخزونات النفط الأمريكية أمس الأربعاء توازن تأثير بيانات التضخم الأمريكية الأعلى من المتوقع التي قد تدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى اتباع نهج حذر في مسار خفض أسعار الفائدة في عام 2025.

وروسيا هي ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، والعقوبات المفروضة على صادراتها من النفط الخام بعد غزوها لأوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات دعمت الأسعار المرتفعة.

وقال محللون لدى إيه.إن.زد في مذكرة إن أسعار النفط تراجعت بعد أنباء محادثات السلام المحتملة بسبب "التفاؤل بتراجع المخاطر التي تهدد إمدادات النفط الخام".

وتأثرت السوق أيضا بارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم.

وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.