وصل العالم خلال العقود الماضية إلى درجة هائلة من التقدم العلمي والتكنولوجي في جميع المجالات، ومنها مجال علوم الفلك والفضاء.. وتحول أمر «كروية الأرض» من مجرد نظريات وافتراضات إلى واقع حي مرئي.. بعد رؤية كوكب الأرض من الفضاء وتصويره.. وبعد اختراع الأقمار الصناعية والسفن الفضائية، وصار الأمر حقيقة مسلمة..

ويقول الدكتور أحمد يوسف المدرس بكلية العلوم جامعة عين شمس في القاهرة في بحث له عن كروية الأرض: إن القرآن الكريم يضم آيات متعددة تدل على كروية الأرض كقوله تعالى:{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } سورة الزمر: 5.

وفيها يقول الدكتور زغلول النجار: «وهي آية جامعة تحتاج في شرحها إلى مجلدات ولذا فسوف أقتصر هنا على الإشارة إلى كروية الأرض وإلى دورانها من قبل ألف وأربعمائة سنة، في زمن ساد فيه الاعتقاد بالاستواء التام للأرض بلا أدنى انحناء وبثباتها.

وتمت الإشارة إلى تلك الحقيقة الأرضية بأسلوب لا يفزع العقلية البدوية في زمن تنزل الوحي، فجاء التكوير صفة لكل من الليل والنهار، وكلاهما من الفترات الزمنية التي تعتري الأرض، فإذا تكورا كان في ذلك إشارة ضمنية رقيقة إلى كروية الأرض، وإذا تكور أحدهما على الآخر كان في ذلك إشارة إلى تبادلهما.

وهي إشارة ضمنية رائعة إلى دوران الأرض حول محورها، دون أن تثير بلبلة في زمن لم تكن للمجتمعات الإنسانية بصفة عامة والمجتمعات في جزيرة العرب بصفة خاصة أي حظ من الثقافة العلمية».

والتكوير لغة هو :إدارة الشيء أو جمعه بعضه على بعض.. أو جعله كالكرة، وآيات أخرى تدل على دوران الأرض حول محورها مثل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }(النمل 88)، ولكن هناك آيات تتشابه على بعض الضالين..

والتي يتكلم الله فيها عن انبساط الأرض قال تعالى: «وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً»، (نوح 19) وقوله أيضا: «وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا»، (الحجر 19) وقال أيضا: «وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ»، (الغاشية 20) وغيرها من الآيات الكثير التي تصب في نفس المعنى.. وهذه هي الآيات التي استدل بها المبطلون ليثيروا الشبهات حول قرآننا العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

tantawi2006@hotmail.com